لِمَاذَا اسْتَقَلَّت ياقراى !!
كُلَّمَا قَرَأْت اسْم القراى طَاف بذهنى ذِكْرَى ذَلِك المناضل الَّذِى فَقَدْنَاه مَوْلَانَا بابكر القراى وَهُوَ أَخٌ دُكْتُور القراى وبابكر ذَلِك الْقَاضِى الْعَادِل الوطنى الشُّجَاع الْعَالِم الَّذِى كَانَ فِى أَوَّلِ كشوفات الْقُضَاة المفصولين تعسفيا وَقَاد نِضال الْقُضَاة المفصولين تعسفيا ضِدّ الْإِنْقَاذ حَتَّى تَوَفَّى لِرَحْمَةِ اللَّهِ كَمَدًا مَنْ ظَلَمَ الْإِنْقَاذ الَّذِى مارسته عَلَيْهِ وَعَلَى رِفَاقِه وَكَان لاَبُدّ لِى أَن أَعْرَج لَاحَى ذِكْرَى القراى الْآخَرِ ثُمَّ أَدْلَف لِمَوْضُوع الدكتور القراى الَّذِى كُنْتَ أَتَمَنَّى أَنْ يُصْمَدَ وَلَا يستقيل وينسحب مِنْ الْمَعْرَكَةِ فِى مُوَاجِهَة الْكِيزَان كُنْت أَتَمَنَّى أَنْ يَقُود هُجُومًا مُضَادًّا ضِدِّهِم وَيَصِرّ عَلَى كِتَابِ التَّارِيخ فِى الْمُقَرَّر فالكيزان ياقراى وَمَن خِلَال تجاربنا مَعَهُمْ إِذَا هَجَمَتْ تقهقروا وَإِن تَرَاجَعَت هَجَمُوا فَبِمُجَرَّد تقديمك للاستقاله جَمَعُوا بَعْض الْمُرْتَزِقَة مِمَّن يرشونهم بِالْمَال وَسِيرُوا مظاهرات هَزيلَة حرقوا فِيهَا صورك أَلَمْ أَقُلْ لَك أَنْ التَّرَاجُع لَا يُفِيدُ مَع أَخَوَان الشَّيْطَان وسيستمرون فِى الْهُجُوم عَلَيْك وَعَلَى حِزْبُك حَتَّى بَعْدَ انسحابك وسيلاحقونكم وَأَخْشَى مااخشاه أَن يستقيل دُكْتُور مُحَمَّد الْأَمِين التّوَم وَزِير التَّرْبِيَة فَنَكُونُ قَدْ هَزَمْنَا أَنْفُسِنَا بِأَنْفُسِنَا وهربنا مِنْ الْمَعْرَكَةِ . . . . . . . . . وَهَل فَات عَلَيْك ياقراى أَنَّنَا فِى شَهْرِ الصمود شَهْر يَنايِر الشَّهْر الَّذِى أَعْطَانَا فِيه الْأُسْتَاذ مَحْمُودٌ نَمُوذَجًا للصمود عَلَى الموْقِفِ حَتَّى الْمَوْتُ وَهُوَ يَرْفُض التَّرَاجُع وَيَصِرّ عَلَى مَوْقِفِهِ بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ مِنَحٌ فِرْصَة للتراجع حَتَّى آخَر لَحْظَة وَلَكِنَّه اخْتَارَ الْمَوْتَ عِوَضًا عَنْ التَّرَاجُع وَرَأَيْتُه يَتَقَدَّم نَحْو الْمَوْت بخطاً ثَابِتَةٌ بَل وَيَبْتَسِم وَهُو يُوَاجِه الْمَوْت وَبِهَذَا الْمَوْقِف خَلَد مَحْمُودٌ نَفْسِهِ فَقَدْ سَجَّل مَوْقِفًا لِلتَّارِيخ وَأَعْطَى الْعَالِم دَرْسًا فِى الصمود مِنْ أَجْلِ الْمَوْقِف حَتَّى الْمَوْت وَكُنْت أَتَمَنَّى فِى هَذَا الشَّهْرِ يَنايِر الَّذِى قُدِّمَ فِيهِ الْأُسْتَاذ رُوحُهُ مِنْ أَجْلِ الثَّبَاتُ عَلَى الموْقِفِ أَنَّ تُعْطِينَا ياقراى مَثَلًا آخَر لِلثَّبَات عَلَى الموْقِفِ وَلَكِن اخْتَرْت التَّرَاجُع وَتَقْدِيم الِاسْتِقَالَة وياليتك تَرَكْت حمدوك ليقيلك كَانَ ذَلِكَ أَشْرَفَ لَك وماكان سيفعلها فَهُوَ أَضْعَفُ مِنْ أَنَّ يقيلك وَكَان سيختار الِاسْتِقَالَة لِأَنّ التَّرَاجُع يُشْبِهُه وَلَا يشبهك ياقراى فَمَا عهدناك متراجعا أَنْت ورفيقك دالى وَكُنْت أَتَى دَائِمًا لِجَامِعِه الخُرْطُوم لأتمتع بِرُؤْيَة الْكِيزَان يَهْرُبُون دَائِمًا مُنْهَزِمِين مِن مواجهتكم ولأَوَّلِ مَرَّةٍ أَرَى جمهورى يَتَقَهْقَر إمَام أَخَوَان الشَّيْطَان وَأَنْتَ تَقُولُ فِى خِطَاب استقالتك "انى أَجِد نَفْسِى غَيْر مُسْتَعْد لِلِاسْتِمْرَار فِى حُكُومَة جَاءَتْ بِهَا ثَوْرَة شَعْبِيَّةٌ ثُمّ ضَعُفَت إمَام الْمُكَوِّن الْعَسْكَرِىّ ورضخت إمَام فُلُولٌ النِّظَام المدحور وَرَأَت دُونَ الرُّجُوعِ لشعبها أَنْ تَسْلَمَ الثَّوْرَة الَّتِى مهرت بِدِمَاء الشُّهَدَاء لُقْمَة سَائِغَةٌ لفلول النِّظَام البائِد وَقَوَّى الْهَوَس الدينى والتطرف الْأَعْمَى " ماقلته فِى خطابك كَان يدفعك لِلتَّمَسُّك بمنصبك وَإِلَّا تُرْضَخ إمَام فُلُولٌ النِّظَام المدحور وَتَنْسَحِب كُنْت أَتَمَنَّى أَنْ تَكُونَ أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ وَقَدْ تَأَلَّمَت لِلْمُشْهِد لِذَلِك كُتِبَت واتمنى ياقراى مادمت اخْتَرْت التَّرَاجُع والانسحاب أَن تَنْسَحِب مِن الْمَشْهَد السياسى كَكُلّ وَتَسْتَرِيح
omdurman13@msn.com