مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ 2022 في شرم الشيخ /جمهورية مصر العربية

 


 

 

في شرم الشيخ/جمهورية مصر العربية ينعقد منذ أمس، والي 18 نوفمبر "مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ 2022" World Climate Summit, COP27) بمشاركة 197 دولة، عضواً في "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي" (United Nations Framework Convention on Climate Change, UNFCCC).

مؤتمر شرم الشيخ علي أنه سوف يكون "قمة تنفيذ" (Implementation conference) لمخرجات المؤتمرات السابقة. محور النقاش والمداولات يتمحور حول التنفيذ العملي لمخرجات المؤتمر السابق في غلاسكو/بريطانيا 2021، المتمثلة في إنهاء استعمال الوقود الحفري، من فحم حجري، وغاز طبيعي، وبنزين وجازولين. كذلك يتم التداول حول كيفية تفعيل المبادرة التي اتخذت في غلاسكو لتقليل انبعاث غاز الاحتباس الحراري، غاز الميثان بمقدار 50% حوالي عام 2030. من أجل تحقيق هذه الأهداف يتطلع المؤتمر الي التوافق علي آليات ونظم ملزمة للمجتمع الدولي وكيفية تمويلها.

تحذيرات من آثار الإنتقال المناخي علي الحياة علي كوكب الأرض
في عشية أفتتاح المؤتمر عبرت وزيرة خارجية ألمانيا -من حزب الخضر- ان "البشرية تتجه نحو الهاوية؛ نحو إرتفاع درجات الحرارة الي 2,5، بنتائج كارثية علي حياتنا وعلي الكوكب الوحيد الذي نملكه. العالم يمتلك الآليات المطلوبة للحد من الأزمة المناخية والوصول إلى مسار 1,5 درجة. وفي مؤتمر غلاسقو في العام الماضي صرح رئيس المؤتمر البريطاني (Alok Sharma) في مخاطبة أفتتاح المؤتمر علي أن هذا الموتمر هو "الأمل الكبير والأخير لتحقيق حصر إرتفاع درجة علي 1,5 درجة".
وفي كلمة أفتتاح المؤتمرحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنتونو غوريتش رؤساء وقادة الدول: "عدم تقوية التعاون من أجل حماية المناخ مخاطرة ببقاء البشرية". وقال إن "البشرية عندها الخيار: تتعاون أو تهوي"... "تحالف تضامني مناخي أو حلف انتحار"..
درجات الحرارة في السبعة أعوام الاخيرة تعتبر من أعلى درجات الحرارة منذ بداية رصد درجات الحرارة في ألمانيا عام1881. أحداث الطقس في هذا العام، في باكستان .ونيجيريا، والصومال، وجنوب السودان بينت بوضوح عن الطاقة التدميرية لظاهرة الانتقال المناخي .وخطورته علي حياة البشرية الحيوانية والنباتية

ماهي المواضيع التي يتم تداولها في المؤتمر؟
في المؤتمر يتم البحث والتداول بين الدول المشاركة حول ما تم إنجزه وما يجب أن ينجز من الالتزامات الدولية التي حددت في مؤتمر غلاسقو COP26 عام 2021، وباريس COP21 عام 2015، والتي تهدف إلى حصر إرتفاع درجة الحرارة على 1,5 درجة علي ما كانت عليه قبل بداية العهد الصناعي. وتعطي الدول الأكثر تأثيراً بالانتقال المناخي، وأقل تسبباً في نشوءه، موضوع التمويل المادي للانتقال الي نظام طاقة مستدام من المصادر المتجددة وتعويضات مادية للخسائر(Loss and Damage) الناتجة عن الإنتقال المناخي أولوية عاليه في التدوال المنشود. مخرجات "القمة العالمية" المنعقدة من 7 الي 8 نوفمبر والتي يشارك فيها أكثر من 100 رئيساً، تمثل القاعدة الرئيسية للمفاوضات بين الشركاء للوصول الي "وثيقة نهائية" تلاقي القبول من الجميع في نهاية المؤتمر.
!آثار الإنتقال المناخي علي الحياة في القارة الأفريقية
الإنتقال المناخي أو ما يسمي أيضاً "التغير المناخي" يهدد اليوم وبشدة وبتزايد وتسارع الأمن الغذائي، والصحي، والإجتماعي، والإقتصادي لملاين من البشر، خصوصًا تلك التي ليس لها دوراً في أسباب نشؤه. الجفاف والفيضانات والطوفانات والأعاصير المتزايدة على كوكب الأرض تعتبر اليوم من العوامل المسببة للفقر، وعدم العدل الإجتماعي والنزاعات المسلحة بين المجموعات الاثنية المختلفة في جنوب الكرة الأرضية.
في إفريقيا تتلاشي الكتل الثلجية فوق المرتفعات، وتجبر المجاعات الملايين علي النزوح داخل أوطانها وخارجها!
حسب تقرير الأمم المتحدة (The State of the Climate in Africa 2020) يترك لإنتقال المناخي في إفريقيا آثار أعمق مما كان يتوقع!
تأرجحات الطقس والمناخ التي تعيشها إفريقيا اليوم بتزايد تتسبب في أنتشار الجوع والفقر والنزوح والهجرة الداخلية والخارجية.
بيتري تالاس (Petteri Taalas)، سكرتير عام "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (World Meteorological Organization, WMO)" يري أن ذوبان الكتل الجليدية في شرق إفريقيا، فوق مترفعات كيلمنجارو، وجبال كينيا يشير إلى أنتقال أبدي في نظام الطقس العالمي. وحسب ما ورد في تقرير الأمم المتحدة عن حالة المناخ في أفريقيا لعام 2020 يرجع السبب في ذلك الي ندرة هطول الجليد علي المرتفعات بسبب إرتفاع درجات حرارة مياه البحار. وتشيرأحصائيات الرصد المناخي لأفريقيا لعام 2020 إلى إستمرار في إرتفاع درجات الحرارة، وتسارع في إرتفاع مستويات سطح البحار، وحدة وتزايد أحداث الطقس والمناخ. حيث ترتفع حالياً مستويات سطح المحيط الأطلسي الجنوبي والمحيط الهندي بمعدل 3,6 الي 4,1 مليمتر في العام، حسب التقرير.
ورصد التقرير بجانب إرتفاع غير معهود في هطول الأمطار المصحوبة بفيضانات في بعض المناطق، أيضاً وفي نفس الوقت، ندرة في هطول الأمطار وجفاف في مناطق أخرى. وفي هذا العام وصل الجفاف الذي يضرب جزيرة مدغشقر، والصومال منذ سبعة أعوام على مستوي قياسي. وبتهديده لحياة ملاين من البشر، يصنف كاكارثة إنسانية. بسبب التقلبات في الطقس في عام 2020، وبسبب عوامل أخرى، أرتفع معدل المهددين بالمجاعة في أفريقيا بمعدل يقارب 40%. ووصل عدد الذين لا يملكون مدخلاً مؤمناً للغذاء الي 98 مليوناً شخصا. حيث أجبرت الفيضانات والعواصف الجوية ما يقارب 1,2 مليون شخص علي النزوح من مواطنهم، خصوصًا في بوركينافاسو ومالي والنيجر والصومال. ويمثل هذا العدد للنازحين في البلاد الثلاث، 12% من النزوح الداخلي، علي مستوي العالم. وفي هذا العام أجبرت الأمطار والفيضانات في جنوب السودان السكان من النزوح، وأدت الي تهديد نجاح الموسم الزراعي والرعوي. وحسب إعلان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في ههذا الشهر، أن الفيضانات الهائلة تأثر منذ 6 شهور على حياة 760 ألف شخص.
بجانب ظاهرة النزوح، وحسب تقرير علماء وباحثين من 40 مؤسسة علمية وجامعات ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة، والمنشور في Lancet-Countdown-Report، تساعد تغيرات المناخ، والآثار المترتبة عنه علي أنتشار الأمراض، وتهدد نجاح المجهودات المبذولة لمكافحة كثير من الأمراض، مثل الكوليرا والملاريا. كذلل يشير التقرير الي دور الجفاف وحرائق الغابات، في تهديد الأمن الغذائي، وبذلك أنتشار سواء التغذية. علي مستوي العالم بلغ عدد المتأثرين بهذه الظواهر ما يقارب 2 مليار إنسان في عام 2019، مع توقعات بإزدياده في السنين القادمة. وذلك، ومع العلم أن 70% من المتأثرين بقلة الغذاء والجوع يعيشون في الأرياف ويعتمدون علي الزراعة والرعي وصيد الأسماك لاكتفائهم الذاتي ولايملكون مدخدرات لتجاوز النقص في الإنتاج الناتج عن تقلبات الطقس .
وفي تقرير للمخابرات الأمريكية المنشور في 21.10.2021، تم تصنيف الإنتقال المناخي كخطر قومي علي الولايات المتحدة، وسبب لأزمات جيوسياسة متوقعة. وما يخص القارة الأفريقية في هذا الصدد، تم الإشارة الي تسابق الدول الصناعية الكبري للتحكم ولتأمين مصادر المواد الخام، خصوصًا المواد المستعملة في التكنلوجية الحديثة لإنتاج الطاقة من المصادر المتجددة. بجانب ذلك يشير التقرير الي تطورات أخرى ترتبط مباشرة بالتغيرات المناخية. حيث يري التقرير احتمال نشوء النذاعات المسلحة داخل الدول وبين دول الجوار بسبب إرتفاع درجات الحرارة، والتطلع للتحكم في مصادر المياه، وبسبب الهجرة، وأزمة الطاقة، ونقص الغذاء. ويمثل بناء سد النهضة الإثيوبي والنزاع القائم حول ملئه وتشغيله بين إثيوبية ومصر والسودان تأكيد لما ذهب اليه هذا التقرير.
وتتوقع جوزيفه ليونيل كورايا ساكو (Josefa Leonel Correia Sacko)، مفوضة الزراعة في الإتحاد الإفريقي أن يرتفع أعداد البشر الأكثر فقراً في إفريقيا والذين يعيشون بأقل من 1,90 دولار في اليوم الي 118 مليون بحلول عام 2030، وذلك إذا لم يتم إتخاذ تدابير "مكثفة" ضد الإنتقال المتسارع للمناخ. كذلك تشير كل العوامل الي توقعات لاخفاض في "إجمالي الناتج المحلي" لدول الجنوب الإفريقي بمعدل 3% بحلول عام 2050، حسب نفس المصدر. هذه الآفاق الاقتصادية السلبية تمثل حجرة عسر أمام نجاح "التكيف الاقتصادي" مع التغيرات المناخية. وفي نفس الوقت وفي حالة تفاقم التغير المناخي وآثاره يتذايد عدد البشر المتأثرين. وذلك وحسب التقارير المنشورة في هذا العام وفي الأعوام السابقة، يتوقع الباحثين وعلماء الأرصاد الجوية ذوبان واختفاء الكتل الجليدية كلياً في جبال الرفنسوري ومترفعات جليمنجارو خلال أربعينيات، وفي مرتفعات كينيا في ثلاثنيات هذا القرن.
آثار الإنتقال المناخي علي مستوي الكرة الأرضية
علي مستوي الكرة الأرضية تشير كل النماذج الحسابية التي تخص التطورات المستقبلية للمناخ والتي وردت في تقرير الأمم المتحدة (Emissions Gap Report 2021)، المنشور في 26.10.2021، إلى أحتمال عالي لعدم كفاية المجهودات المبذولة لتحقيق أهداف مؤتمر باريس لحماية المناخ، الرامية لحصر إرتفاع درجات الحرارة في معدل 1,5 درجة للمدي البعيد. حيث يري التقرير إمكانية أرتفاع درجة الحرارة في كوكب الأرض إلي 2,7 درجة فوق مستوي درجة الحرارة قبل بداية العصر الصناعي، وذلك بنهاية هذا القرن. تابعاً لذلك يطالب الخبراء والباحثون المشاركين في التقرير بمضاعفة المجهودات الي عدة إضعاف بما هي عليه. كذلك يعم التوافق بين المشاركين من العلماء والباحثين على ثبوت إرتباط الظواهر الطبيعية من إرتفاع لدرجات الحرارة، الي الفيضانات والجفاف... بالتغير المناخي، الذي يتسبب فيه النشاط الاقتصادي للإنسان. كذلك يعم التوافق علي تزايد لآثار التغير المناخي السلبية علي كوكب الأرض وبقاء الكائنات الحية من إنسان وحيوان، أذا لم تشرع البشرية في الإنتقال إلى نظام اقتصادي مستدام يقوم علي الطاقة من المصادر المتجددة.
تابعاً لهذا الرصد والتشخيص للوضع المناخي لكوكب الأرض، ينادي الباحثين والخبراء العالميين المشاركين والمسؤولين في مؤتمرات المناخ العالمية السابقة، والآن في شرم الشيخ الي التوافق على إجراءات وآليات طموحه وومحددة-خصوصاً في الدول الصناعية الكبري، والتي تلعب الدور الاساسي في أسباب الانتقال المناخي- من أجل الوصول إلى تحقيق مخرجات مؤتمر باريس لحصر إرتفاع درجات بمعدل أقصاه 1,5 درجة لما كانت عليه قبل بداية العهد الصناعي، قبل أكثر من 250 عاماً.
معضلة التمويل المالي لإزالة آثار ومكافحة التغير المناخي
نشر التقرير عن حالة المناخ في أفريقيا لعام 2020 قبل بداية المؤتمر السادس والعشرين لأعضاء "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي" في غلاسقو هدف الي الإشارة الي الوضع "المزعج" للمناخ والضرورالملحة لمضاعفت التدابير من أجل تقليل إنبعاث الغازات الناتجة عن العملية الإنتاجية ورفع أهداف سياسية مكافحة الإنتقال المناخي وتمويلها. في هذا الصدد، وعلي سبيل المثال، تقدر التكاليف الضرورية للتكيف الاقتصادي والبيئ مع التغيرات المناخية في الجنوب الإفريقي ما بين 30 الي 40 مليارد دولاراً في العام، أي ما يعادل 2 الي 3% من حجم الناتج المحلي لكل الإقليم.
في عام 2009 أقرت الدول الصناعية، في مؤتمر كوبنهاجن، استعددها لدفع 100 مليار دولار سنويا لتمويل مشاريع الأنتقال الاقتصادي المستدام، ومكافحة آثارالتغير المناخي لدول العالم الثالث. في هذا المضمار تقدر الأمم المتحدة تكاليف خلق نظام تحذير مبكر للكوارث الطبيعة وبناء سدود ضد الفيضانات والعواصف بمقدار 300 مليارد دولار سنويا، ابتداءً من عام 2030. تبعاً لتقديرات متعددة لاتذايد تكلفة خسائر التغير المناخي والحد من آثاره، تتذايد الأصوات التي تري ضرورة ذيادة مبلغ ال 100 مليارد دولار، الذي وعدت به الدول الصناعية في كبونهاجن 2009 وأكدته في مؤتمر باريس لدعم الدول الفقيرة لتمويل التكيف الاقتصادي والاجتماعي مع التغيرات المناخية. الي عام 2020 تم جمع 83 مليارد دولار، ويتوقع وصول المبلغ المجمع الي 117 مليارد بحلول نهاية المدة المعلنة لمشروع الدعم، في عام 2025، حسب تصريحات سكرتير الدولة الألماني للبيئة Jochen Flasbarth. ذلك مع العلم أن تمويل اذالة آثار التغير المناخي يحتاج إلى 80 مليارد دولار سنوياً، حسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (Organization for Economic Co-operation and Development, OECD).
وفي صدد تمويل إزالة الخسائر المترتبة عن التغير المناخي في دول المحيط الجنوبي وعد المستشار الألماني اولاف شولس في كلمته في شرم الشيج بتقديم 170 مليون يورو، وتأسيس ما يسمي "الدرع الأممي" ( Global Shield) لمساعدة الدول الأكثر تأثيراً. وأعترف "بحق الدول الأكثر تأثيراً بالانتقال المناخي، والتي أقل سبباً في حدوثه، في المطالبة بمذيد من التضامن الأممي". وقال "نحن مستعدون لتقوية دعمها".
ووجهه الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون نداء الي الصين والولايات المتحدة لتقديم دعم أقوي للدول الفقيرة والمتاثرة بنتائج الإنتقال المناخي. وفي نقده لهاتين الدولتين قال "الدول الأوربية تقوم بالدفع... ولكن نحن الوحيدون الذين يدفعون".
إرتباطاً بذلك يعتمد نجاح المدولات ومخرجات مؤتمر المناخ COP27 في شرم الشيخ علي حجم أستعداد الدول الصناعية (G20) للالتزام بمجهودات انتقالية أكبر، وتمويل مشاريع مكافحة آثار وأسباب الإنتقال المناخي. وفي هذا الصدد كان إعلان قمة مجموعة ال 20، التي تضم الدول الصناعية الكبري والدول الشبه صناعية، من روما، يوم 31.11.2021، يوم إنطلاق COP26, تحت مستوي الآمال المعقودة علي هذا المؤتمر. حيث لم يستطع المشاركين علي التوافق حول تاريخ محدد للوصول لي وقف كلياً لانبعاث الغازات المسببه للإحتباس الحراري المتزايد،ً كذلك في تحديد آليات محددة وطموحة لتحقيق أهداف باريس في حصر إرتفاع درجة الحرارة على 1,5 درجة علي المدي البعيد.
آفاق نجاح مؤتمر شرم الشيخ
ومن الواضح للمجموعات العلمية والمجتمعية العاملة والمهتمة والنشطة في مجال الإنتقال المناخي: ان هدف تقليل إرتفاع درجات الحرارة الي مقدار 1,5 درجة، مقارنةً بما كانت عليه قبل بداية العهد الصناعي، قبل أكثر من ميئتين عاما، لا يمكن الوصول له، وان درجات الحرارة سوف تواصل في الارتفاع بسبب ضعف الخطط المقدمة من الدول لحماية المناخ.
ويقام مؤتمر شرم الشيخ تحت ظروف عالمية غير مؤاتية للتوافق علي آليات ونظم للتصدي للتفاقم الواضح لأزمة المناخ. ويرجع ذلك الوضع الغير إيجابي الي انشغال رؤساء الدول الصناعية الكبري بمواضيع داخلية وخارجية تخص أوضاعهم الاقتصادية، ومصالحهم الاقتصادية والجوسياسية المرتبطة بالحرب في أوربا بسب الغزو الروسي لدولة أوكرانيا، من جانب، وبالخلافات السياسية بين الولايات المتحدة والصين الشعبية، من جانب آخر. بجانب ذلك، ورغم الارتفاع الواضح لدرجات الحرارة وتزايد ظاهرة الجفاف في أنحاء من القارة الأوربية والأمريكية والاسوية في السنين الأخيرة، يحظي مؤتمر شرم الشيخ بانتباه مجتمعي يقل عن سابقه تجاه المؤتمرات التي قامت في باريس وغلاسقو.
ويرجع ذلك التطور الي الحرب في أوكرانيا، وما يرتبط بها من إرتفاع لمعدلات التضخم وارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية وإمكانية حدوث كساد اقتصادي، وإرتفاع لمعدلات العطالة، وفقد للمقدرة الشرائية الفردية...الخ. تلعب جائحة كورنا ونتائجها الاقتصادية والاجتماعية دوراً في انحصار أهتمام الرأي العام الأوربي والأمريكي بظاهرة الإنتقال المناخ وما يدور في مؤتمر شرم الشيخ! انحسار الاهتمام الشعبي العريض بأزمة المناخ يقلل من الضغض السياسي علي حكومات الدول الصناعية الكبري لاتخاذ سياسة مالية وتكنلوجية تلبي احتياجات الإنتقال إلى نظام اقتصادي مستدام يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة. لكن، ورغم عدم الاهتمام المجتمعي العريض بقضايا الإنتقال المناخ، وبما يتداول في مؤتمر شرم الشيخ تتزايد نشاطات الحركة الشبابية، خصوصاً في أوروبا من أجل حماية المناخ بهدف توصيل صوتها الي مراكز القرار، والي قطاعات المجتمع المدني المختلفة ورفع إحساسها بالخطر المحدق بكوكب الأرض.
ويقلل من آفاق حدوث اختراقات كبيرة للتصدي لأزمة المناخ في شرم الشيخ عدم صيغة أهداف موحدة للتداول حولها في المؤتمر، وذلك، وعلي عكس المؤتمرات السابقة. ومقارنةً بحجم الآثار والتحديات المرتبطة بالتغير المناخي يصعب تقيم -حتي أذا تم- أي توافق حول موضوع التمويل المالي لعملية الإنتقال، والتعويضات للدول الأكثر تأثيراً بالانتقال المناخي، بأنه نجاح. ويظل في هذا المضمار، وكما قال السكرتير العام للأمم المتحدة غورتيرش ان التوافق حول تمويل تعويضات لل "Loss and Damage" يعتبر بمثابة "Lackmustest"، أي بمثابة "فحص" للجدية في التعامل مع هذه القضية. وبذلك فرصة لإعادة الثقة بين الدول الصناعية والدول التي في وضع التطور، والتي لها أقل دوراً في نشوء أزمة المناخ!

shamis.khayal@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء