ماذا تريد امريكا من السودان ؟
د. عبد اللطيف البوني
11 July, 2012
11 July, 2012
في برنامج تحت المجهر الذي بثته قناة الجزيرة قبل مدة والذي استضافت فيه مبعوث الرئيس اوباما للسودان بريتسون ليمان قال كلاما صريحا وضح فيه موقف الولايات المتحدة من السودان ففيما يتعلق بمباحثات اديس اببا بين السودان وجنوب السودان قال ليمان صراحة انهم يريدون ان تبدا المباحثات او على الاقل تعطي موضوع النفط اهمية خاصة لانه في تقديرهم ان حاجة البلدين للنفط قد تعجل بالاتفاق حوله وقد يفتح ذلك الطريق لحلحلة بقية الملفات وعلى حسب قوله انهم في امريكا يدعمون دولة الجنوب الان لتسيير شئونها الداخلية بينما لو كان هناك عائدا من النفط كان سيكون دعمهم موجها نحو التنمية وهذا يمكن ان يحدث للسودان من اصدقائه الاخرين
قال له محمد العلمي المذيع الذي اجرى معه اللقاء انكم ضد استغلال الصين لبترول السودان نفى ذلك وقال نحن الذي يهمنا ان يكون بترول السودان في السوق لان ذلك يركز الاسعار فالصين الان تفقد بترول السودان تزيد الطلب على السوق العالمي لقد بدا كلام الرجل فيه شئ من المنطق فهو يدعو حكومة السودان صراحة ان تقدم موضوع النفط لمصلحتها ومصلحة الجنوب لابل مصلحة جهات دولية كثيرة ثم ثانيا قضية الامن التي تصر حكومة السودان على تقديمها على ما سواها لايلغيها الاتفاق على النفط لانه لو تم الاتفاق عليه فلن ينفذ اذا كانت القضايا الامنية لم تحل ثم ثانيا لو تم اتفاق على القضايا الامنية ولم يتم اتفاق على النفط فالامر المؤكد ان اتفاق الامن سوف يتبخر لانه لاتوجد مصلحة تضمن استمراره عليه الاصوب ان تفتح كل الملفات في وقت واحد وتعمل كافة اللجان في وقت واحد فاي اختراق في اي ملف سوف ينعكس ايجابا على بقية الملفات ويبدو ان هذا الذي تم الاتفاق عليه بين عبد الرحيم محمد حسين وباقان اموم مؤخرا ولكنه غلف بالاعلان المبادئ الذي وضع العربة ليس امام الحصان فحسب بل بعيدا عنها وهذة قصة لنا لها عودة ان شاء الله
قال المذيع لليمان انكم خذلتم الحكومة السودانية في كثير من الوعود التي لوحت لهم بها فقال نعم انه يقولون ذلك ولكننا كنا قد وعدناهم بجملة حوافز بعد التوقيع على نيفاشا ولكن اندلعت دارفور ثم بعد ان اكملوا اتفاق الجنوب ونال استقلاله اندلعت الحرب في جبال النوبة والنيل الازرق وخلقت مشاكل انسانية لايمكن القفز فوقها لقد بدا واضحا ان هناك مسافة بين الادارة الامريكية ومجموعات الضغط داخل امريكا فيما يتعلق بالموقف من السودان وبالطبع هذا ليس فائتا على الخرطوم ولكن لم تتعامل معه بحكمة لقد بدا لي ان غزو الجنوب لهجليج لم يكن مقصودا به العلاقة بين السودان والجنوب فحسب بل امريكا و السودان وقد قعت الحكومة السودان في الفخ بما صدر منها بعد تحرير هجليج فتحرير هجليج كان امرا لابد منه ولكن ما اعقب هجليج من سلوك سياسي كان هو ما تهدف اليه الجهات التي اشعلت هجليج
نعم العلاقات الثنائية بين اي بلدين لايمكن ان يتحكم فيها بلد واحد ولابد من توافق الارادة في البلدين لتحسينها ولكن فهم اي طرف للاخر مهم جدا فدولة مثل الولايات المتحدة تحتاج الي ان تكون بندا في السياسة الداخلية لاي بلد ناهيك عن السودان الذي اصبح بندا ثابتا ومتطورا في بنود السياسة الداخلية للولايات المتحدة والشرح الكثير يفسد المعنى
abdalltef albony [aalbony@yahoo.com]