مالك عقار أم مخرب الديار !؟. … بقلم: آدم خاطر

 


 

أدم خاطر
11 September, 2011

 


adam abakar <adamo56@hotmail.com>
هكذا توقعت وغيرى كثر من الذين يعرفون حماقة عقار وتهوره من واقع تاريخه القمىء فى التمرد والقتال وسفك الدماء دون وازع أو خلق أو مبدأ !. ويقينى أن النهاية التى انتهى اليها هذا المارق كانت طبيعية ومتوقعة ومؤشراتها ليست فقط فى تعبيراته وتصريحاته وتصرفاته ، فالعرض العسكرى الذى أقامه هذا المفترى مع انفصال الجنوب ولقائه الأخير بشباب الولاية كانا علامة فارقة فى مخططه !. لم يكن هذا الرجل من دعاة السلام يوما لا فى فعاله ولا نهجه ومشاركاته وتعاطيه مع رأس الدولة وأجهزتها من خلال المواقع التى تقلدها منذ أن وطئت اقدامه أرض الولاية عقب اتفاق السلام وتجيير الانتخابات لصالحه !. شهدنا كيف تدرج هذا المتمرد فى صفوف الحركة الشعبية حتى وصل قمة هرم قيادتها يقتات على نهج الغابة واثارة العصبيات ونعرات العرق والحميات البغيضة !. ووقف الناس على ما تم فى انتخابات ولاية النيل الأزرق التى لم تأت به ولكن القيادة السياسية فى البلاد رأت حقن الدماء وتفويت فرصة الحرب كى تنعم هذه الولاية بالطمأنينة والاستقرار ولكن هيهات !. كنت على قناعة أن ثلاثى الحلو – عقار – عرمان لن يكتفى بالقتلى والضحايا فى الجنوب أو الفتنة التى أرادوها فى جنوب كردفان ، وأن تدبيرهم كان يرمى لاشعال حريق النيل الأزرق على النحو الذى تم ليلة الفاتح من سبتمبر (العظيم) فروح القذافى ومدده ودعمه كان الأسبق لتمردهم الأول ولزعيمهم قرنق !. هكذا تتعاظم أخطاء الحركة الشعبية بعد موت حلمها فى السودان الجديد ، والمآسى والتحديات تطوق عنقها ، آثرت أن تشعل الحريق تلو الآخر فى هاتين المنطقتين متجاوزة العرف والأولويات   بدلاَ من  َ  أن توظف طاقاتها في توفير الاحتياجات الضرورية لمواطنيها والانكفاء على أولوياتها ، آثرت أن تهدد الأمن والسلم فى جوارها الجديد وتغيير الخارطة الجغرافية بالقوة مستفيدة من الاشارات الخاطئة و السند الخارجى الواهم الذى ظلت تبديه دول الاستكبار فى أمريكا والغرب !.

لقد استعجلت جوبا تنفيذ الحلقة الثانية من سيناريو الحرب ومخطط تمزيق البلاد فى مشهد يكاد يكون مشابه لما جرى فى ولاية جنوب كردفان !. ومن واقع التعامل المسئول والسريع لقواتنا المسلحة مع تمرد عقار فى استعمال الحد الأدنى للقوة ، فقد الوالى المخلوع المبادرة فى جعل المواجهات تدور بين المدنين والقوات المسلحة بمثل فقده للشباب ومنصبه والهالة المستبدة التى حاول أن يتدثر بها  ويوهم بها أتباعه !. انكشفت كل مخططات التموية والتعمية فى مؤتمر كاودا لاضعاف السودان وفك الخناق عن الحلو ، وهى تسعى لتمرير خطة عقار وهو آخر من يعلم أن الأجهزة المختصة ساهرة ويقظة تدرك كل ما يجرى ولا سبيل لتكرار ما حدث فى جنوب كردفان !. سقطت دعاوى الهوية والهامش والتهميش وسطوة المركز وقسمة السلطة والثروة على شاكلة نيفاشا وفرض الارادة ،كما خسر وسقط عقار من صرح جبروته على نحو مهين ، ولم يكسب سوى كراهية أبناء المنطقة الذين ملوا الحرب والدمار وأدركوا خيانته وعمالته !. الحركة الشعبية حاولت نقل مشاكلها باعلاء شماعة حرب جديدة ، واستخدمت عنصر المفاجأة فى النيل الأزرق فى جنح الظلام ، ولم تدرى أن القوات المسلحة كانت تتابع تحركاتها واشارات عقار لبدء الانقلاب ، فخاب فألها وطاش سهمها ، فأين ترى المكاسب ، والتخطيط يبدو فى جوهره أجنبى ينفذ بهجوم طرفى جديد عبر هذه البيادق !. شكرا لغباء هذا الوالى (المصنوع)الذى لا يحسد عليه ، فقد وضع عقار بتمرده حدا للضابية وحالة الترقب والتكهنات التى كانت تخيم على المشهد السياسى هناك، وأمكن من لجم حالة الفلتان بيسر وسهولة وتفكيك الحركة الشعبية بالشمال !.
وبدلا من أن يوظف عقار فرصته التأريخية حاكما لأهله بلا منازع ، يملك سلطة وجاه وقصر توجب عليه أن يسعى بهمومهم وقضاياهم ، ويسهر فى معاشهم وأمنهم ، وينهض بمطلوبات تمتين عرى النسيج المجتمعى والابقاء على حالة السلم المدنى ، وتوفير التنمية والخدمات وبناء مشروعات النهضة واعادة الاعمار والتأهيل ، والاستعداد للمرحلة القادمة فى بناء الجمهورية الثانية ، فان عقار اختار أن يوالى أجندة الخارج وخدمة مشروعات دويلة الجنوب الوليدة على حساب أهله البسطاء وهم فى أمس الحاجة لكل شىء لتغيير حياتهم وواقعهم !.والكل يعلم أن أبناء النيل الأزرق قدموا أرواحهم وشبابهم خدمة مجانية للجنوب ، ويريد عقار أن يبقيهم سخرة لسلفاكير وباقان وعرمان وأربابهم بالخارح !. لقد أضاع هذا القاتل فرصته و أختار الحرب والنجومية والنصر السريع ، وأراد للولاية وسائر البلاد الخراب والدمار على نحو ما تفعل الحركة الشعبية فى جنوب كردفان وما تضطلع به من مخططات تخريبية ارهابية مع مناوى وعبد الواحد وخليل بدعم أجنبى لهذا الفعل من عاصمتها جوبا يعمد للتشويش والارباك وزعزعة الاستقرار !.وحسنا أن نهضت القوات المسلحة بمسئولياتها و تصدت لهذا العمل الشنيع الجبان بقوة باطشة و بنهج محترف وارادة تصنع السلام وترعاه قللت الخسائر وأمنت سلامة الأرواح والممتلكات رغم الترويع الذى حل بالسكان !.لقد وجد عقار نفسه في مأزق حين أختار الأحتفاظ  بقوة عسكرية خائنة وخيلاء واهمة بدلاَ من تسريحها وتهيئتها للإندماج في المجتمع المدني وتمدين الولاية كى تستشرف مستقبل أفضل !.و استجعل الوالى الهارب المغرور النصر والسؤدد لكن عجلته افادت من حيث أريد لها الضرر ، وأضرت به وبحركته ومن يقفون الى جواره من حيث أرادوا هم النفع، وانتهى به المآل الى طريد  شريد كما بدأ !.

 

آراء