ما حقيقة الدعوة الي الديانة الإبراهيمية الجديدة؟

 


 

 

===========
جرت خلال الفترة الأخيرة، ونحن منشغلون ومنكفئون علي قضايانا الداخلية ، حوارات ومشادات ، عربية وأسلامية
كان بعضها عنيفا، حول الدعوة التي تبنتها احدي الدول الخليجية ، بشأن نمط ووحدة جديدة بين الأديان( وحدة الديانة الإبراهيمية )او بما يسمي بالبيت الإبراهيمي. وهي دعوة ، ذات أغراض وأهداف سياسية قبل ان تكون ذات توافق ديني علي الثوابت وذلك بعد ان فشلت المؤتمرات العديدة التي عقدت تحت مسمي ( وحدة الأديان )التي بادرت بها الفاتيكان..ومصدر عدم الاتفاق بين الديانات السماوية والآخري كما في الهند والصين وبلاد اخري،هو ما نعتقده ونؤمن به ، نحن المسلمون، ان الدين عند الله هو السلام..وبالتالي لا يمكن التنازل عن المسائل الفقهية التي هي جوهر الدين..
ومن حسن الطالع، أن هذه الدعوة ( القديمة/ الجديدة) لا يوجد من يروج لها في السودان ، حتي الآن، ولكن الخوف أن تتخذها بعض الجماعات شعارا براقا لها ، بدعوي صناعة (دين جديد ) يؤدي الي ذوبان الفروق بين الأديان السماوية الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية، باعتبارها أديان إبراهيمية، نسبة لسيدنا إبراهيم عليه السلام. وأن السودان تسكنه ملل وطوائف من هذه الاديان ولابد من تعايشها دون تفضيل دين علي أخر، كما يدعون !!
وقد استنكر الأزهر الشريف هذه الدعوة .. باعتبارها دعوة للخلط بين الأديان وامتزاجها...كما استنكرتها هيئات وروابط دينية وعلماء وكتاب كثيرين.

وفكرة ( وحدة الأديان ) ليست بالجديدة، فقد قال بها عدد كبير من متصوفي القرن الرابع الهجري وآخرون لاحقون ..وكان أبرزهم الحلاج والبسطامي والسهرودي( المقتول ) والجنيد والشبلي الفارابي وجلال الدين الرومي...ولكن ابن عربي كان أشهرهم.
أبن عربي كانت له نظرية متكأملة في( وحدة الوجود)..وعلي أساسها أقام نظريته الخاصة بوحدة الأديان.. وخوفا من أن يكون مصيره مثل مصير الذين سبقوه بالدعوة لوحدة الأديان من التكفير وربما الصلب والتقطيع كما حدث للحلاج، فقد جاء بالكثير من المصطلحات الفلسفية والتلميحات والتمويهات والاشارات والرموز..وقد فات من العقوبات الجسدية، ولكنه لم ينجو من الهجوم عليه وعلي أفكاره،فقد وصفه ابن خلدون، في مقدمته الشهيرة ، بالكفر الصريح.
ثم هدأت الدعوة لفترة طويلة حتي أحياها وبث فيها الروح الفاتيكان بدعوته لحوار الأديان والحضارات ..ولم تحقق هذه المؤتمرات حتي الآن ما تدعو إليه...
ولكنها تعود هذه الأيام متدثرة
برداء جديد وبمساندة عربية وهي التي شرعت في تأسيس ( بيت العائلة الإبراهيمية )الذي سوف يفتتح أبوابه في العام القادم بعد اكتمال المجمع الذي يتكون من ثلاثة مبان ( كنيسة ومسجد وكنيس يهودي) بالاضافة الي وجود متحف ثقافي يجتمع فيه الأشخاص بمختلف انتماءاتهم..
ورغم أن المشروع قد وجد اعتراضا واسعا من داخل وخارج الدولة...إلا أن هناك أيضا عدد من الكتاب والمثقفين يرحبون بالمشروع ويقولون أنه يختلف تماما عن الافكار والمشاريع السابقة...
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء