ما قام به البرهان ليس تصحيحا لمسار الثورة.. إنما انقلاب الوصي

 


 

 

منذ اقدام الجنرال عبدالفتاح البرهان على الإطاحة بالحكومة المدنية واعتقال وزرائها، وتعليق العمل بالوثيقة الدستورية، وولخ. يصف المؤيدين للانقلابيين بأن الإجراءات التي قام بها البرهان، ليست انقلابا انما تصحيحا لمسار الثورة.. فما هو "الانقلاب" وما هي علاماته؟
ما هو الانقلاب؟
الانقلاب هو الإطاحة بالحكومة بشكل غير شرعي، وغالبا باستخدام العنف أو التهديد باستخدامه.
ومن السهل جدا أن يقوم الجيش بالانقلاب بسبب امتلاكه السلاح، وبالتالي يمكنه تحقيق أهدافه.
وغالبا ما يكون ذلك ناجماً عن عدم رضا الجماعة، التي قامت بالانقلاب، عن الأوضاع في البلاد أو عن أداء الحكومة.
وهناك العديد من الإجراءات التي يتم اللجوء إليها لفرض السيطرة، منها مثلا السيطرة على المباني الحكومية، وإلقاء القبض على الحكام ووضعهم في السجن.
كما تترافق الانقلابات غالبا بالاستيلاء على محطات التلفزيون الرسمية ووسائل الإعلام، لاطلاع الناس على أهداف منفذي الانقلاب.
وتأسيسا على ما ذكر، فإن الإجراءات التي اتخذها الجنرال عبدالفتاح البرهان، انما تعد انقلابا من النوع المسمى (بانقلاب الوصي)، وهذا النوع من الانقلاب يحدث عندما تستولي إحدى النخب على السلطة من نخبة أخرى. كجنرال بالجيش يقيل رئيسًا أو ملكًا. وعادةً ما يبرر الإجراء بالقول إنه من أجل الصالح العام.
نعم، يعتبر ما قام به عبدالفتاح البرهان تجاه حل الحكومة ومجلس السيادة وإلغاء الوثيقة الدستورية، وولخ.. انقلاب "الوصي"، إذ عدّ البرهان نفسه، الوصي على السودان وشعبه من خلف نصوص ابتكرها، ومن تحت قوانين يريد فرضها بالقوة، تمنحه المسوغ في استباحة الحريات العامة، وعودة بيوت الاشباح والاعتقالات والقتل خارج القضاء وولخ.
ليس هناك ديكتاتورا يغتصب السلطة بالقوة ويعترف بأن ما قام به هو انقلاب عسكري. جميعهم يبررون ما يقومون بها من إجراءات على انها تصحيح للثورة، أو انهم قاموا بهذه الإجراءات تجنبا لوقوع حرب أهلية، وولخ. لكن الحقيقة هي ان ما قام به البرهان، هو انقلاب كامل الأركان، ولا ينكره إلا من لا يريد تسمية الأشياء بأسمائها، وان الشعب السوداني البطل، سمى انقلاب البرهان باسمه عبر تواجده في الشوارع منذ الاثنين 25/10/2021م، وهو تاريخ الانقلاب، ولن يعود الى بيته إلا باقتلاع البرهان وإعادة الشرعية إلى حكومة مدنية كاملة.

bresh2@msn.com

 

آراء