ما لم يخطُر على بال !!
هيثم الفضل
27 September, 2022
27 September, 2022
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
على ما يبدو أن هذا الزمان هو بالفعل (زمان العجائب والغرائب وما لا يخطر على بال) ، وأجزم أننا لو إنتخبنا في هذه البلاد المنكوبة أكثرنا قُدرة على الخيال والتوقُّع و(الإندياح) فيما يمكن أن يحدث من غيبيات وراء الطبيعة ، ما إستطاع أن يخرج من دائرة الإندهاش وصرعة العجب والإستغراب مما يحدث في الساحة السياسة اليوم من (مؤذيات) و(مُبكيات) ، فعلى الصعيد الشخصي لم أكن أتخيَّل أن يصل مستوى (النضوب والضحالة) في ساحتنا السياسية إلى الحد الذي يجعل أمثال الذين يقفون على سُدة قيادة السودان اليوم قادرين على الإستمرار في (الضحك على ذقوننا) لأكثر من 24 ساعة ، فإذا هم الآن يقتربون من العام في خناق رقابنا ، ونحن للآن لم نزل نخوضُ في جدلية مَنْ سُنقصي ومَنْ الأحق فينا بإسقاطهم ، تخيَّلوا السودان الذي كان على رأس سُدته السياسية يوماً ما إسماعيل الأزهري وعبد الخالق محجوب ومحمد إبراهيم نقد والصادق المهدي ، يقف اليوم على منابره (كقيادات سياسية) أمثال التوم هجو الذي كانت آخر تصريحاته بالأمس في إحدى القنوات الفضائية واصفاً هتافهُ الأجوف إبان إعتصام الموز القميء (الليلة ما بنطلع إلا القرار يطلع) بأنهُ (أهم) موقف تشرَّف بإنجازه على مستوى تاريخهُ السياسي الذي لم يزل للآن (مُبهماً) و(وهمياً) بالنسبة لأغلبية الشعب السوداني.
تخيَّلوا بلاداً أنجبت بابكر بدري وبروفيسورعبد الله الطيب والطيب صالح والتجاني يوسف بشير وغيرهم من نُجباء العالم ، يعتلي سُدة منابرها وواجهاتها الداخلية والإقليمية كقيادي سياسي وحاكم لأكثر أقاليمها حوجةً للمُساندة والدعم أمثال مني آركو مناوي الذي كانت آخر (إبداعاته) إعلانه عن مكرمته (السُلطانية) السامية لصالح دولة قطر الشقيقة ، عبر التبرُّع لها بعدد 3،000 رأس من الماشية (دعماً) لها في مواجهة (أعباء) إستضافتها لكأس العالم ، هذه المناسبة العالمية التي بذلت قطر في سبيل تنظيمها كل غالٍ ونفيس على مدى ست سنوات سابقة ، لعلمها أن (مدخولاتها) الإقتصادية ستتجاوز الناتج الإجمالي للدولة القطرية لخمس سنوات قادمات على الأقل ، وتخيَّل معي بالأرقام كم ستجني قطر من الأموال إذا علمنا بأن ناتجها الإجمالي و بدون كأس العالم يعتبر أعلى ناتج إجمالي وطني في الشرق الأوسط وإفريقيا ، يتبرَّع آركو مناوي لقطر ببعض (أحلام) و(أمنيات) و(مُعاناة) و(جراحات) المُهَّمشين في دارفور المنكوبة بأمثاله.
هذه البلاد التي أنجبت السلطان علي دينار والإمام المهدي والشهيد جون قرنق ، غدر الزمان بفطاحالتها وخُبرائها من الشُرفاء فأُقعدوا في الزنازين والبيوت أو شُرِّدوا في أصقاع الأرض النائية ، ولم يزل قائد إنقلابها ومُستشاريه يظنون أن المجتمع الدولي يعمل في مجال تطبيع علاقاته ومصالحه مع السودان بلا خطط ولا إستراتيجيات ، بالقدر الذي يجعلهم يعتقدون أن مُجرَّد خطاب مُدبَّج بكل أنواع التحايُّل والأكاذيب يُلقى في رُدهات الجمعية العامة للأمم المتحدة سيكونُ كافياً لإخراجهم من عزلتهم الإقتصادية و(مُناسباً) للضحك على ذقون العالم مثلما ظلوا يضحكون على ذقوننا منذ إنقلاب 89 المشئوم ، بلاداً هوى الزمانُ بسادتها ، ولكنها لم تزل صامدة بإستنادها على سواعد شاباتها وشبابها الذين بلا شك سيعيدون مجدها إلى سيرته الأولى بما فيهم من عزيمة وبما يبذلون من تضحيات.
haythamalfadl@gmail.com
سفينة بَوْح -
على ما يبدو أن هذا الزمان هو بالفعل (زمان العجائب والغرائب وما لا يخطر على بال) ، وأجزم أننا لو إنتخبنا في هذه البلاد المنكوبة أكثرنا قُدرة على الخيال والتوقُّع و(الإندياح) فيما يمكن أن يحدث من غيبيات وراء الطبيعة ، ما إستطاع أن يخرج من دائرة الإندهاش وصرعة العجب والإستغراب مما يحدث في الساحة السياسة اليوم من (مؤذيات) و(مُبكيات) ، فعلى الصعيد الشخصي لم أكن أتخيَّل أن يصل مستوى (النضوب والضحالة) في ساحتنا السياسية إلى الحد الذي يجعل أمثال الذين يقفون على سُدة قيادة السودان اليوم قادرين على الإستمرار في (الضحك على ذقوننا) لأكثر من 24 ساعة ، فإذا هم الآن يقتربون من العام في خناق رقابنا ، ونحن للآن لم نزل نخوضُ في جدلية مَنْ سُنقصي ومَنْ الأحق فينا بإسقاطهم ، تخيَّلوا السودان الذي كان على رأس سُدته السياسية يوماً ما إسماعيل الأزهري وعبد الخالق محجوب ومحمد إبراهيم نقد والصادق المهدي ، يقف اليوم على منابره (كقيادات سياسية) أمثال التوم هجو الذي كانت آخر تصريحاته بالأمس في إحدى القنوات الفضائية واصفاً هتافهُ الأجوف إبان إعتصام الموز القميء (الليلة ما بنطلع إلا القرار يطلع) بأنهُ (أهم) موقف تشرَّف بإنجازه على مستوى تاريخهُ السياسي الذي لم يزل للآن (مُبهماً) و(وهمياً) بالنسبة لأغلبية الشعب السوداني.
تخيَّلوا بلاداً أنجبت بابكر بدري وبروفيسورعبد الله الطيب والطيب صالح والتجاني يوسف بشير وغيرهم من نُجباء العالم ، يعتلي سُدة منابرها وواجهاتها الداخلية والإقليمية كقيادي سياسي وحاكم لأكثر أقاليمها حوجةً للمُساندة والدعم أمثال مني آركو مناوي الذي كانت آخر (إبداعاته) إعلانه عن مكرمته (السُلطانية) السامية لصالح دولة قطر الشقيقة ، عبر التبرُّع لها بعدد 3،000 رأس من الماشية (دعماً) لها في مواجهة (أعباء) إستضافتها لكأس العالم ، هذه المناسبة العالمية التي بذلت قطر في سبيل تنظيمها كل غالٍ ونفيس على مدى ست سنوات سابقة ، لعلمها أن (مدخولاتها) الإقتصادية ستتجاوز الناتج الإجمالي للدولة القطرية لخمس سنوات قادمات على الأقل ، وتخيَّل معي بالأرقام كم ستجني قطر من الأموال إذا علمنا بأن ناتجها الإجمالي و بدون كأس العالم يعتبر أعلى ناتج إجمالي وطني في الشرق الأوسط وإفريقيا ، يتبرَّع آركو مناوي لقطر ببعض (أحلام) و(أمنيات) و(مُعاناة) و(جراحات) المُهَّمشين في دارفور المنكوبة بأمثاله.
هذه البلاد التي أنجبت السلطان علي دينار والإمام المهدي والشهيد جون قرنق ، غدر الزمان بفطاحالتها وخُبرائها من الشُرفاء فأُقعدوا في الزنازين والبيوت أو شُرِّدوا في أصقاع الأرض النائية ، ولم يزل قائد إنقلابها ومُستشاريه يظنون أن المجتمع الدولي يعمل في مجال تطبيع علاقاته ومصالحه مع السودان بلا خطط ولا إستراتيجيات ، بالقدر الذي يجعلهم يعتقدون أن مُجرَّد خطاب مُدبَّج بكل أنواع التحايُّل والأكاذيب يُلقى في رُدهات الجمعية العامة للأمم المتحدة سيكونُ كافياً لإخراجهم من عزلتهم الإقتصادية و(مُناسباً) للضحك على ذقون العالم مثلما ظلوا يضحكون على ذقوننا منذ إنقلاب 89 المشئوم ، بلاداً هوى الزمانُ بسادتها ، ولكنها لم تزل صامدة بإستنادها على سواعد شاباتها وشبابها الذين بلا شك سيعيدون مجدها إلى سيرته الأولى بما فيهم من عزيمة وبما يبذلون من تضحيات.
haythamalfadl@gmail.com