ما نحتاجه حاليا مكانس وليس انتخابات !!

 


 

 

هذه السيارات الفارهة التي تشقق دروب العاصمة وبقية مدن السودان الكبري في شوارع يعلوها الغبار وكلها مطبات وحفر ومياه صرف صحي وباعوض وذباب وملاريا بالمجان وحمي ضنك كادت تتحول إلي وباء وكل هذا الذي نحن فيه من مظاهر قبيحة ولامبالاة من المسؤولين الذين باتوا مقتنعين تماما وقد ساعدهم المواطن في ذلك بأنهم هم الاسياد والشعب خادم لهم يسكنون القصور وينالون من الخيرات الكثير وكأنهم هم الورثة الحصريون لأرض السودان لهم ولاهلهم وقبائلهم ورغم ذلك يريدون للاعلام الذي وضعوا يدهم عليه أن ينقل للعالم أجمع تصريحاتهم الفجة واقاويلهم المشاترة وضلالاتهم وجهلهم المطبق وأحاديثهم المكررة التي تورث الهم والغم والقولون العصبي وأوجاع القلب والكلي والسرطانات بأنواعها المختلفة والايدز والكوفيد ١٩ والكوليرا !!..
هذه الجيوش العاطلة المدججة بالسلاح والتي تتغذي من الخزينة العامة وتفاقم من الوضع الاقتصادي وتحيله الي حالة من الضعف والهزال حتي بركت البلاد وعجزت عن المسير !!..
هذه الجيوش الواجب أن من صلح منهم يتم دمجه في جيش البلاد الوطني المهني غير المرتبط بكيزان أو غيرهم والبقية يتم تسريحها لتبحث عن رزقها الحلال في فجاج الأرض وياحبذا لو عملوا بأجر أو تطوعا في نظافة البلاد من أقصاها الي أقصاها ومعهم كل أفراد الشعب بقيادة القوات المسلحة التي ينبغي أن تتدخل فالوضع وضع طواريء وهي عندها من المعدات والاليات الكثير ... فلماذا تترك هذه المعدات في المستودعات حتي تصدا ولماذا لا نوظفها لتخدم هذا الغرض النبيل المتعلق بإزالة كل الشوائب من علي وجه السودان الذي نريده جميلا قبل أن يهجم عليه الكيزان ويحولوه الي مقلب نفايات !!..
نريد من رجال الإدارة الأهلية أن يصحبوا اتباعهم في المواسم للزراعة والحصاد وجني القطن مثلا وطق الهشاب ولا يسمحوا لأي فرد في القبيلة أن يتسكع في الطرقات وان يجلس الساعات الطوال أمام ستات الشاي في عطالة مقنعة أعيت من يداويها !!..
أن اهلنا الصوفية وكل المريدين عليهم أن يسخروا جزءا من وقتهم لأداء ضريبة الوطن في الزراعة والنظافة العامة والانصراف عن التعاطي الفارغ للسياسة وعدم ضياع الوقت في الانقياد للذين يريدون جرهم بعيدا عن أداء ضريبة الوطن واستغلالهم فقط فيما لايفيد البلاد والعباد برسم ادوار لهم اكبر من حجمهم وفهمهم مما سمم الأجواء في بلادنا وصرنا جميعا نتنفس هواءا غير صالح وطمعت فينا الأمم القريبة والبعيدة وعبثت بنا المخابرات وكم من أبنائنا غشهم الشيطان وباعوا وطنهم بثمن بخس !!..
في الخلاصة نقول إن وطننا الغالي بكافة حدوده الان تعمه الفوضى وتعلوه الأوساخ المتراكمة وهذا الهم الذي نحن فيه إزالته مسؤولية الجميع جيشا وشعبا ولنترك المشاحنات والأحاديث الفجة والإعلام الكذوب المطبل والزعامات الكرتونية وشهوة الكرسي وليحمل كل منا مكنسة ينظف بها أمام بيته صباح مساء حتي تعود بلادنا كما كانت مثل المراية المجلوة وتاني مافي زول يقول أنا فوق القانون أو يقول أنا سيد الناس عشان الناس تخدمه !!..
كلا كلنا سواسية والفشخرة انتهي أوانها والفلهمة لم تعد بضاعة رائجة ويجب مصادرة كل السيارات الفاخرة لشراء عربات النفايات وسيارات الإسعاف والحريقة وان ينزل الجيش الي الشارع لا ليقتل المتظاهرين بل ليساهم في النظافة العامة !!..
وعلي الأحزاب أن تفتح دورها علي مصراعيها لتكون مقار للتخطيط للخدمة الاجتماعية وللتفاكر في مايصلح الشأن العام وبذل الآراء المفيدة وعدم ترك رؤساء الأحزاب للانفراد بالقرار وإجبارهم علي الرضا والانصياع لممارسة الديمقراطية الحقيقية داخل الأحزاب حتي تكون القيادة منتخبة ومعروف تاريخ انتخابها وتاريخ نهاية صلاحيتها لكي نتفادي دكتاتورية الحزب التي تجعل الرئيس مكنكشا في الكرسي والي متي وهذا لا احد يستطيع أن يتكهن به وهذا ما جعل احزابنا متحفية ديناصورية دورها مغلقة بالضبة والمفتاح والقرارات الفوقية غير الرشيدة تنهال علي رؤوس الجميع !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء