متى ينتقل التطعيم للمصارف..؟!
د. مرتضى الغالي
2 July, 2021
2 July, 2021
ما روَته لجنة إزالة التمكين عن قصص فساد بعض العاملين في البنوك له (نظائر وأشباه) يعرفها كثيرٌ من المتعاملين مع المصارف وفروعها في الداخل والخارج.. ومن بين هذه فرع بنك حكومي في عاصمة خليجية له تاريخ طويل في هذا النوع من الاختلال ومفارقة المهنية.. حتى ظن الناس انه ليس فرعاً (للبنك الأم) وإنما هو (منسقية) للمؤتمر الوطني..!! فقد كان (فنجان القِرفة فيه بالعِرفة) ومعناها إذا أردت خدمةً منه فعليك أن تكون من شذاذ المؤتمر الوطني أو أن تحمل (وريقة توصية) منهم..! ولن يغني عنك إحضار كل وثائق الدنيا وضماناتها…. مثله مثل (بعض السفارات) التي كانت (مثابة) لجماعة الإنقاذ.. أما البنوك والفروع فيتزودون فيها بالقروض والسلفيات الطائرة و(كضاب من يسألهم عن ضمانات) وكان نهب الإنقاذ للبنوك يتم بمساعدة أعوان من داخلها وقد ظهرت (بثور الثراء السريع والفاحش) على وجوه كثير من كبار موظفيها بل حتى من (صغار المعزى) من ذوي الذمم البلاستيكية التي يمكن (مطّها) بمقدار حزمة أوراق الرشوة..! وهكذا كان من بعض مهام سفارات السودان في الخارج وفروع المصارف الحكومية و(مكاتب سودانير) أن تستقبل منسوبي المؤتمر الوطني وتيسّر لهم أوضاعهم..! (لاحظ منسوبي الحزب وشيوخ الحركة وليس موظفي الدولة) فيهرع بعضهم إلى المطار للاستقبال ثم التسهيلات (والرفقة الآمنة) والعمل كمرشدين في جولات التسوّق.. (قبل طواف الوداع).. وقد اتضح ما كان يفعله هؤلاء السادة السائحون بفروع البنوك ومخصصات السفارات.. حيث لم تكن هناك حدود أو فواصل بين الدولة والتنظيم.. والانقاذيون يجاهرون بإخضاع كل أموال الدولة ومرافقها من اجل حزبهم وتنظيمهم.. ولم يصدقوا في شيء إلا في هذه..! وكان ذلك امتحاناً عسيراً لموظفي الدولة وممثليها في الخارج.. وقد سقط كثيرون بسبب خوَرهم النفسي وسقط آخرون بسبب القابلية للإصابة بفيروس (كوفيد 30)…!
إذا كان هذا حال المصارف أيام الإنقاذ فان الأمر استمر في كثير منها.. وقد روت لجنة التفكيك بعضاً من هذا.. وكان من الفواجع أن (يلِغ) كبار الموظفين في بعضها مع صغارهم في هذه البركة الآسنة.. فلا يمكن أن يقوم القيّمون على البنوك أنفسهم بهتك قواعد العمل المصرفي.. وليت الأمر توقّف في حدود خرق اللوائح والتساهل في الضمانات.. فـ(وا مصيبتاه) أن تشمل حالات الفساد المضاربة في العملة والولوج إلى عالم غسيل الأموال.. فماذا يصنع الناس إذا فسد الملح نفسه..؟! وبماذا يتم (تمليح الملح)..؟!! وقد كان ذلك الفرع الخليجي للبنك الحكومي أيام الإنقاذ مثالاً لهذه الأفاعيل والأضاليل وكان حِرزاً للمؤتمر الوطني حتى في كيفية تعيين مديره السابق الذي اختفى بعد الثورة.. وكان ديدن هذا الفرع فوضى المعاملات والمحاباة وما هو أبعد من ذلك من تلاعب بالاستحقاقات والضمانات والتمويل والمخصصات مع التفنن في معادلات (الخيار والفقوس) وأمور (التلات ورقات)..!
وأسخف من ذلك انه وبعد الثورة وفي رمضان الماضي القريب.. كان باب هذا الفرع الخليجي موصداً لأن العاملين فيه قرروا العمل ثلاث ساعات فقط..! وذهب صاحبنا في أوقات العمل لتحويل مبلغ إلى أسرته بالسودان فوجد الباب موصداً وأمامه سيدتان سودانيتان في غاية التعب والإعياء والاستياء بعد رحلة مضنية من مدينة أخرى بعيدة.. فأكثر صاحبنا قرع الباب إلى أن جاءه من الداخل (من تحت المكيفات الباردة) احد الموظفين يتثاءب.. واستنكر صاحبنا إغلاق المصرف في ذلك الوقت من النهار على خلاف عادة المصارف وطلب مقابلة المدير وأخطره الموظف بأنهم يعملون بلا مدير.. ولكن أمام الإلحاح أنجزوا له المعاملة كارهين.. فأخبرهم بشأن السيدتين بالخارج وبفضل صاحبنا سُمح لهما بالدخول وانجاز معاملتيهما..!! هذا هو حال البنك الآن.. ومثل هذه القصص (البايخة) تؤكد قول العارفين: إن مَنْ أمِن العقاب أساء الأدب..!!
إذا كان هذا حال المصارف أيام الإنقاذ فان الأمر استمر في كثير منها.. وقد روت لجنة التفكيك بعضاً من هذا.. وكان من الفواجع أن (يلِغ) كبار الموظفين في بعضها مع صغارهم في هذه البركة الآسنة.. فلا يمكن أن يقوم القيّمون على البنوك أنفسهم بهتك قواعد العمل المصرفي.. وليت الأمر توقّف في حدود خرق اللوائح والتساهل في الضمانات.. فـ(وا مصيبتاه) أن تشمل حالات الفساد المضاربة في العملة والولوج إلى عالم غسيل الأموال.. فماذا يصنع الناس إذا فسد الملح نفسه..؟! وبماذا يتم (تمليح الملح)..؟!! وقد كان ذلك الفرع الخليجي للبنك الحكومي أيام الإنقاذ مثالاً لهذه الأفاعيل والأضاليل وكان حِرزاً للمؤتمر الوطني حتى في كيفية تعيين مديره السابق الذي اختفى بعد الثورة.. وكان ديدن هذا الفرع فوضى المعاملات والمحاباة وما هو أبعد من ذلك من تلاعب بالاستحقاقات والضمانات والتمويل والمخصصات مع التفنن في معادلات (الخيار والفقوس) وأمور (التلات ورقات)..!
وأسخف من ذلك انه وبعد الثورة وفي رمضان الماضي القريب.. كان باب هذا الفرع الخليجي موصداً لأن العاملين فيه قرروا العمل ثلاث ساعات فقط..! وذهب صاحبنا في أوقات العمل لتحويل مبلغ إلى أسرته بالسودان فوجد الباب موصداً وأمامه سيدتان سودانيتان في غاية التعب والإعياء والاستياء بعد رحلة مضنية من مدينة أخرى بعيدة.. فأكثر صاحبنا قرع الباب إلى أن جاءه من الداخل (من تحت المكيفات الباردة) احد الموظفين يتثاءب.. واستنكر صاحبنا إغلاق المصرف في ذلك الوقت من النهار على خلاف عادة المصارف وطلب مقابلة المدير وأخطره الموظف بأنهم يعملون بلا مدير.. ولكن أمام الإلحاح أنجزوا له المعاملة كارهين.. فأخبرهم بشأن السيدتين بالخارج وبفضل صاحبنا سُمح لهما بالدخول وانجاز معاملتيهما..!! هذا هو حال البنك الآن.. ومثل هذه القصص (البايخة) تؤكد قول العارفين: إن مَنْ أمِن العقاب أساء الأدب..!!