محافظ الادخار الاستثمارية للشباب

 


 

د. حسن بشير
31 October, 2009

 

صادف يوم امس 31 اكتوبر اليوم العالمي للادخار. نظم مصرف الادخار و التنمية الاجتماعية احتفالا في هذه المناسبة ، قدم فيه السيد عمر حسب الرسول ، مدير القطاع الأوسط بالمصرف ، ورقة عمل  و قد هيأ لي المنظمان " البنك و صحيفة الوسط الاقتصادي" ، المشاركة في المنتدي بابتدار النقاش . كانت تلك واحدة من المناسبات الرحبة ، في طقس السودان الغائم و القائظ في نفس الوقت ، للنقاش و التفاكر في المفيد. قمنا بالحديث عن اهمية الادخار كظاهرة اقتصادية ذات قيمة اجتماعية كبري و ان من اهم أهدافه بعد تحقيق المكاسب للمدخرين و تحقيق غاياتهم ، هو تحقيق التراكم الرأسمالي الذي يصلح ان يكون بديلا مناسبا لتمويل ألتنمية الاقتصادية. ذلك بعد تكوين الأموال و تقديمها لتمويل المشروعات بمختلف أشكالها و أجالها.

  واحد من الاهداف الرئيسية لمصرف الادخار و التنمية الاجتماعية ، و هو مصرف حكومي خالص ، هو المساهمة بشكل فعال في تنفيذ إستراتيجية محاربة الفقر و بالتالي سيتم فيه تكوين محافظ ادخارية لتمويل المشاريع الصغيرة و الصغري و هو امر ، اذا ما تم نجده يتوافق مع سياسة التمويل الأصغر ، التي تم الاتفاق حول فاعليتها في محاربة الفقر و تكوين وحدات إنتاجية صغيرة قابلة للاستمرار و النمو و الاتساع. هذا الامر اصبح توجها عالميا اكثر توافقا مع النظام المصرفي الإسلامي الذي أصبح يتسع في الغرب و يدخل في نظام التمويل العالمي بشكل متصاعد. ساعد في ذلك اصدرا أنواع من الصكوك الإسلامية القابلة للتداول بشكل حر بدون الاعتماد علي أسعار الفائدة.

  لكن لكي تتحقق أهداف الادخار و يتم ربطها مع الاستثمار لابد من توفر عدد من الشروط التي تعتبر أساسية للادخار. إذا كان الادخار يعتمد علي فائض الدخل بعد الاستهلاك بغرض ادخار قوة شرائية للمستقبل فان الاستثمار يهدف الي تنمية رأس المال و تحقيق العائد المناسب و استمرارية الدخل و ضمان السيولة ، هنا تتضح الروابط بين الادخار و الاستثمار و هو السبب الذي يدعونا الي اقتراح تكوين محافظ ادخارية للشباب يتم استثمارها لتنميتها و استخدامها لتحقيق طموحات الشباب في حياة آمنة و مستقرة ، ان لم نقل سعيدة. من اهم شروط الادخار توفر الاستقرار الاقتصادي ، بمعني تحقيق نمو حقيقي مستمر ، ايجاد فرص متجددة للعمالة ، التحكم في معدلات التضخم و ضبطها في حدود مناسبة ، تحقيق التوازن في الميزان التجاري. يضمن ذلك نمو الدخول و يزيد المكاسب من الادخار .  تلك الشروط تشتمل علي تحقيق الاستقرار السياسي الذي لا يمكن في عدمه وجود استقرار اقتصادي ، كما تستدعي وجود مؤسسات فاعلة للتمويل و استقرار سعر الصرف للعملة المحلية و ترقية نمط السلوك الاقتصادي و إشاعة ثقافة الادخار.

 مع ذلك يحتاج نجاح الادخار المصرفي الي توفر كفاءة الأداء المالي للمصارف و العمل بمبادئ الشفافية و الإفصاح و المحاسبية و التخلص من الفساد المالي و الإداري و ظاهرة الشيكات المرتدة و الجوكية لتوفير الثقة في النظام المصرفي كشرط أساسي للإقبال علي الإيداع فيها. من جانب اخر لا بد من التوسع في اقامة شركات المساهمة العامة بضمان توسيع المشاركة الشعبية في المؤسسات الخاصة بتملك الأسهم للجمهور ، خاصة تلك التي تتم خصخصتها.هنا تظهر اهمية الشفافية و الافصاح و المحاسبة للتأكد من العائدات و المكاسب بما فيها تلك المعتمدة علي ودائع الاستثمار.

في ظل تلك المقدمات و الشروط اقترحنا اقامة محافظ ادخارية للشباب تعتمد علي مبدأ ادخار المناسبات. تقوم الفكرة علي إيداع الدخول المتوفرة من مرتبات و غيرها علي ان يتم اعتماد جزء منها في محفظة لهدف معين. يدخل في ذلك تغطية تكاليف الزواج و شراء سيارة او مركبة ما و بناء منزل في المستقبل. تكون لمثل تلك المحافظ قيمة اجتماعية مميزة أسوة بالمحافظ الخاصة بالنساء.

 

Dr.Hassan.

 

hassan bashier [hassanbashier141@hotmail.com]

 

آراء