محمد الهادي أبو سن (١٩٤٠-١٩٩٨): البدوي الذي كان يهدينا للإحسان لمدننا  .. د. عبد الله علي إبراهيم والهادي أبو سن 

 


 

 

لم أصدق عيوني حين عرض عليّ الهادي أبو سن كلمة كتبتها في الإنجليزية في ١٩٩٨ في رثاء والده الدفعة محمد الهادي أبو سن، أستاذ الجغرافيا بشعبتها بكلية الآداب جامعة الخرطوم. وكانت في الرد على الدكتور أسامة عثمان أستاذ اللغة الفرنسية بنفس الكلية الذي نقل خبر وفاة المرحوم. كان الهادي ذكرني مرات أنني كتبت عنه نعياً لم أجد له أثراً في أرشيفي على الكومبيوتر بقدر ما فتشت وعابثت مفاتيح الدوران. ثم فجأة خرج لي بهذه الرسالة إلى أسامة في نعي والده كانت احتفظت بها أخته.

لم أكن أقول عبثاً إننا لا نحسن النعي. وربما لأننا لا نحسن الزمالة.


عزيزي أسامة عثمان

تحية طيبة وبعد


لا حول ولا قوة إلا بالله. والحمد لله. لست أزعم إشعاراً من البعد حين أقول إنني وضعت على مكتبي قبل أسبوع الكتاب الذي حرره أبو سن "منع الكوارث وإدارتها في السودان" (بالإنجليزية، دار نشر جامعة الخرطوم ١٩٩١) لأعيده لرفه في المكتبة حين قرأت نعيك له. وأحسب أنه بقي حيث هو حين بلغني منك رحيله.


عرفت دكتور أبو سن في عام ١٩٦٠ حين اجتمعنا دفعة في كلية الآداب بجامعة الخرطوم. تخرج في الجامعة بدرجة الشرف في ١٩٦٦. ونال الماجستير في الجغرافيا في ١٩٧٠ من جامعة الخرطوم والدكتوراه من جامعة لندن في ١٩٧٤. كان أكاديمياً كثير النشر للأبحاث.  وكان حمامة جامعة يألف ويؤلف في عرصاتها لا من أمثالي الدخّال في برجها العاجي الخرّاج.  وأبحاثه عن السكان والتنمية والبيئة وخبراته فيها لا تجارى. والعمدة فيها جميعاً كتاب حرره بعنوان "مستقبل العاصمة القومية" (١٩٩١). ونرى منه ومن الذي عن إدارة الكوارث أنه على الحد الجارح من عالم البحث يخاطب محننا الكأداء عن بندرتنا (المدن) العشوائية.

وبدا من عنايته بالبندرة أنه التقط الخيط من الدكتور سيد البشرى الذي درس، لو أذكر، تحت بروف هيل، الجغرافي الحجة وزوج سوندرا هيل، بجامعة كليفورنيا-لوس أنجلس. وسلك طريق القوم. فأشرف على ٢٥ رسالة للماجستير وللدكتوراه.  طاب حصاده!

 وهو شكري من بطانة أب سن. وبلده فيها ريرة التي كانت على جدول زيارات تلاميذ المدارس في الجغرافيا للتعرف على سبل كسب العيش في بيئات السودان المختلفة. واسمح لي للمخاطرة لي هنا بتخمين وهي أن زيارته هو نفسه لريرة في تلمذته الأولى هي التي ختمت حياته بالجغرافيا إلى أن غادرنا. وعلى كل، ظل فينا البدوي الذي يأخذنا أخذاً لنعدل حال مدننا.

كان محض متعة أن تكون في حضرته. فلغته البدوية غراء وطوع بنانه في الونسة. وولاؤه للصداقة وألقه معديان. ترك أبو سن زوجة وثماني أطفال وطائفة من الأهل والطلاب.

أرجو أن تبلغ تعازىّ للنساء والرجال من عليهم وسم بركة الذين سيلتقون في سرادق عزاء هذا السوداني الفذ. وسيمطر الله على قبره ويرطب مأثرته بلطائف الرب العذبة والأبدية.

عبد الله علي إبراهيم



Dear Usama,

La hawalat wal qwat ila billah. Wa alhamdu lilalah. I am not insinuating any telepathy when I say that not more than a week ago I put Abu Sin’s edited “Disaster Prevention and Management in Sudan” (U. of Khartoum Press 1991) on my desk to reshelve it, I suppose. It remained there until I read your obituary.


 I knew Dr. Abu Sin in 1960 when we enrolled in the Faculty of Arts at the University of Khartoum. He graduated in 1966 with honor in Geography. His M. A. and Ph.D were awarded in 1970 and 1974 by the University of Khartoum and the University of London respectively. He was a prolific academician who felt at home in the university unlike many of us who have been in and out the ivory tower. His research and practical expertise in population, development, and environment are unparalleled. Chief among these is his edited anthology, The future of the National Capital (1991) and the one on the management of disaster show his cutting-edge researcher, and one that addresses the untold miseries of our random urbanization.

Abu Sin seemed to have picked up his line of research from his professor, Dr Sayyid Al-Bushra, who I believe studied under Prof. Hale of UCLA, an urban geographer himself and Sandra’s husband. In turn Abusin supervised more than twenty five awarded M.A and Ph.D degrees. What a harvest? What a green hand? What a pregnant cloud from the Butana. He was a Shukri of Butanat Abu Sin. His home village is Raira which was on the itinerary of the imaginary places we visited in primary schools’ geography to know how different Sudanese had earned their living in various environments. I would hazard a guess that visiting Raira while being a pupil in Raira must have sealed his fate as a geographer. At any rate, he was the nomad who had been telling us to get our urban life straight. Abusin was fun to be around. His nomad language resources were crisp and comes handy in his wanasa. His loyalty and grace were contiguous. Abu Sin is survived by a wife, eight children, and a tribe of kin and students.


Convey my condolences to the good women and men who will meet to pay their tribute to this unique Sudanese. God will shower his grave and brighten his legacy with the things that are godly and permanent. Abdullahi Ali Ibrahim


عرفت دكتور أبو سن


IbrahimA@missouri.edu

//////////////////

الشيطان يحكم ويتحكم في الفترة الانتقالية  .. بقلم: عبد القادر محمد أحمد /المحامي


في 25 سبتمبر الماضي قامت لجنة التفكيك بإنهاء خدمة سبعة عشرة قاضيا، وقد لقي القرار رفضا واسعا من القضاة فأصدر ناديهم بيانا إتهم  فيه اللجنة بإستهدافهم  لأسباب لا علاقة لها بإزالة التمكين، وأعلن تعليق العمل بجميع المحاكم لمدة ثلاثة أيام، ثم أصدر النادي بيانا بإنتهاء مدة التعليق وبشر القضاة بأن الأزمة في طريقها للحل.


في 14 أكتوبر عاد النادي وأصدر بيانا قال فيه ان لجنة التفكيك إقتنعت بعدم سلامة قرارها وظلت تعد بمراجعته لكنها لم تفعل، واهاب البيان بجميع القضاة للإجتماع يوم 19 أكتوبر.! ولا أحد يهتم للتصدي للازمة وكأن الأمر لا يعنينا وكأن السلطة القضائية يستوي وجودها وعدمه! وكأن إضرابها لا يعني شيئا لا محليا ولا خارجيا!!

&&&&&

لا أدري ما هو السر في الطريقة التي تفكر وتعمل بها لجنة التفكيك.! نعم الخطأ في حق البشر وارد، لكن لماذا التمسك بالخطأ والاستمرار في إرتكاب المزيد.؟ لماذا دائما تكتفي اللجنة بالرد بأن من يتحفظون على أدائها إما كيزان أو أعوانهم ؟! لماذا نصنع الفشل ونبحث له عن غطاء؟!

&&&&&

وفي شرقنا أزمة مستفحلة بدأت آثارها تنعكس على كل البلاد وتهدد بتوقف الحياة، والصراع يحتدم بين أهل السلطة حول السلطة، وكل فريق يدعو لحسم المعركة ميدانيا !!


المسؤولون الدوليون ينشطون لحل مشاكلنا نيابة عنا، يناشدوننا بالتزام الحكمة، ويذهبون للشرق للتفاوض بدلا عنا !!


إلى متى سيظل السودان يحكم وتدار كل ملفاته، بالمكابرة والانتصار للذات؟!

البلد يغيب عنها الحكماء

والشيطان يتمدد ويعدنا بما لا يحمد عقباه.. ولا حول ولا قوة الا بالله.


عبد القادر محمد أحمد

المحامي


aabdoaadvo2019@gmail.com

 

آراء