مدد يا أبوهاشم … مدد

 


 

 

========
للمرة الثانية، يتدخل زعيم المراغنة وراعي الحزب الاتحادي الأصل ، في حلحلة مشاكل السودان العصية. الأولي كانت مع الزعيم الجنوبي جون قرنق، عندما تازمت الأمور واشتدت المعارك، وفقدت البلاد الكثير من أبنائها في الشمال والجنوب، فجاءت مبادرة الزعيم محمد عثمان الميرغني باتفاقية( الميرغني /قرنق نوفمبر 1988) .
تم التوقيع علي هذه الإتفاقية في أديس أبابا في السادس عشر من نوفمبر 1988، ولكن رئيس مجلس الوزراء، وقتها، الصادق المهدي قد تلكأ في قبولها ، بحجة أنه يحتاج إلي بعض الوقت الحصول علي تأييد الجمعية التأسيسية للمبادرة..وعندما حان وقت مناقشتها..كان انقلاب الجبهة الاسلامية هو الأسرع في يونيو 1989..وضاعت علي البلاد فرصة ذهبية لسلام السودان ووحدة أراضيه..كل ذلك بسبب الغيرة الحزبية والحسد السياسي.
وها هو التأريخ يكرر أحداثه..فقد تعقدت الأمور وتشابكت ، وتلاحقت الأحداث ، في شرق السودان، حتي أصبحنا لا ندري أيهما الصاح وأيهما الخطاء؟
كنا مع مطالب الشرق العادلة، وضد قطع الطرق القومية وتعطيل مصالح الناس والدولة..كنا مع الحقوق المدنية والاحتجاجات السلمية...وضد العصيان علي الحكومة والتمرد علي الدولة..كنا مع الحل الوطني...ولكنه كان غائبا بتقاعس أصحاب القرار..وأصبحنا نتلفت كالطفل اليتم، حتي تحرك الزعيم الوطني الديني الحسيب النسيب، محمد عثمان الميرغني ( وفي الليلة الظلماء يفتقد القمر) ..تدخل في الوقت المناسب. فهو يدرك بحسه الوطني ومعرفته بإنسان السودان وشرقه علي وجه الخصوص، متي يتحرك وكيف يضمن لمساعيه النجاح.
تدخل الحسيب النسيب بمبادرته ...ليس طمعا في كسب حزبي او مجد سياسي ..فهو زاهد، بطبعه، في المناصب ..ولكنه أدرك بوعيه وتجربته السياسية ونظرته للامور بعين العقل، أن الامور قد تعقدت بما يضر السودان وأمن السودان ومنطقة شرق السودان بالذات، اذا ما تحركت القوي الخارجية لتأمين مصالحها الحيوية ، الإقليمية والدولية في منطقة البحر الأحمر. أدرك الزعيم بأن الحل يجب أن يكون سودانيا خالصا..تدخل الزعيم وهو يعرف قدره ومكانته واحترام طائفة الختمية في المناطق .كان واثقا بأنه ينطلق من قواعد وطنية صادقة..يعرفها أهل الشرق بذات القدر..كان أيضا واثقا بأنه يخاطب شعبا كريما .يكلم قبائل ونظار وعمد ومشائخ ورجال وشباب يكنون له الحب والتقدير والولاء ..ويعرفونه أيضا بأنه القائد الذي لا يكذب أهله..وان مبادرته لن تكون أبدا خصما علي مطالبهم المشروعة بل سوف تدعمها بما يوازن ما بين المصلحة الولائية والمصالح القومية للوطن.
ورغم ذلك..يبقي الخوف باقيا، بأن تخرج لنا من الجحور والاوكار المهجورة ، تلك الأفاعي والعقارب السامة ، لإفساد تلك المساعي الحميدة وقد أوشكت علي اكتمال حلقاتها بالنجاح.
ولكن، مع تفهم الدولة ، ممثلة في مجلسيها المدني والعسكري، التنفيذي والسيادي، والقوي الوطنية المساندة، فضلا عن وعي الجماهير الصابرة والمتابعة للأحداث، فإن مبادرة الزعيم الميرغني سوف تكتمل حلقاتها وتكلل بالنجاح الباهر بإذن الله...ولو كره الحاقدون.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء