مدينة اسمها على عثمان !! … بقلم: عبدالباقى الظافر

 


 

 

 

تراسيم

 

فعل جدي طيّب الله ثراه شيئاً غريباً.. جدي هذا كان وكيلاً لطائفة دينية في منطقتنا.. ومن واجباته الوظيفية ومن باب التماس البركة أن يشرف كل عام على توزيع الأرض الزراعية المروية بالري الفيضي.. وكان أهلي في ذلك الزمان يكرمون أهل البيت الكبير بجُزءٍ من هذ الأض.. تكون في شكل هلال أفقي.. بمعنى أن يتبرّع كل مواطن برأس أرضه الخصب لصالح السيد.. جدي بعد أن فرغ من مهمة أرض السادة، جعل لنفسه أيضاً هلالاً.. وبما أنه خليفة، وفي غضبه غضب السادة، لزم الناس الصمت، ورضوا بقسمة جدي. عين ما فعله جدي في سابق العهد والأوان.. أقدم عليه مدير احدى المؤسسات الأكاديمية.. المؤسسة المعنية تتعاطى في شأن التعليم.. ولكن لا تدين بالولاء لوزارة التعليم العالي.. الجنرال المدير، منح رئيس الجمهورية درجة الدكتوراة الفخرية.. ثم أنعم على رئيسه المباشر بمثلها.. وبما أن النفس أولى من الصاحب، منح الجنرال نفسه درجة دكتوراة فخرية. التاريخ يقول إنّ الإنقاذ وما أن وصلت مشارف القصر الجمهوري، حتى أصْدرت توجيهاً يمنع وضع صورة رأس الدولة في المكاتب الحكومية.. وفكرة أن تكون صورة الرئيس خلف كل موظف، هي بعض من الأعراف التي عرفتها البسيطة منذ وقتٍ طويلٍ.. ولكن الإنقاذ من باب إظهار الزهد وتبيان التقشف، منعت حتى هذا التعبير الرمزي. ولكنّ بعضاً من بطانة السلطان، بدأت تعيد هذه الممارسات ولكن في أثواب جديدة.. صورة الرئيس خرجت من المكاتب، ولكنها احتلت الشوارع.. واسم الرئيس أصبح ماركة تجارية تزين منشآت ومتحركات ومُتفجّرات. وأمس الأول وعلى ذات المسير، خرجت علينا ولاية النيل الأبيض بأنها ستصنع مدينتين، أولاهما بكوستي وتحمل اسم المشير البشير، والأخرى بربك باسم نائبه علي عثمان.. وقد تواضع حاكم ربك الشنبلي، ولم يجعل لنفسه قرية بالقرب من الشوال. أدرك جيداً أنّ الرئيس ونائبه ليس لهما ناقة ولا بعير في الحكاية.. وأن هؤلاء الأفندية لم يستشيروا أحداً في هذا الأمر.. ولكن مثل هذا المنهج يوطد للفساد.. ومن الخير لقادة هذه الحكومة أن ينتظروا التقييم من شعبهم.. لا من مرؤوسيهم، لأنّ تقيم المرؤوس محفوف بالنفاق والخوف.. وشئ آخر يجب أن يُوضع في الاعتبار.. ماذا إذا جاءت هذه المنتجات السيادية دون المواصفات، حملها السيل أو أصابها العطب. سيدي نائب الرئيس أرجوك وجّه سلطات (بحر أبيض) أن تطلق اسم الراحل جون قرنق على مدينة البشير.. وأن يخلف اسمك اسم الشهيد الزبير، الذي خلفته على ذات المهام الصعبة.. هؤلاء الذين ضَحّوا من أجل السلام بأرواحهم وغادروا دنيانا الفانية أحق بالتخليد.

 

Abdulbagi Alzafir [alzafir@hotmail.com]

 

آراء