مذكرة تفاهم الحركة الشعبية مع مجلس الصحوة الثوري خطوة أولى لإيقاف الاقتتال القبلي في السودان

 


 

 

تقرير: شبكة عاين
احدثت مذكرة التفاهم بين الحركة الشعبية لتحرير  ومجلس الصحوة الثوري بقيادة موسي هلال المتوترة  علاقته  بالخرطوم منذ عام جدلاً واسعاً في الوسط السياسي السوداني.  فالبرغم من أن  للرجل  نفوذ مازال يتمتع به داخل البرلمان  الذي مازال عضواً فيه. إلا أنه إختار الخروج من النظام رافعاً جملة من المطالب والإصلاحات. أبزرها كانت إقالة والي شمال دارفور.  وهو المطلب الذي جعله يدخل في بعض المعارك ذات الطابع الإثني مع بعض القبائل في دارفور كقبيلة  البرتي التي ينحدرمنها والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر. وإستطاع  أن يسيطير على محليات بمناطق شمال الفاشر ابرزها محلية سرف عمره المركز الاقتصادي الاول للولاية. وهو ماقاد بعض المحللين لدمغة بصفه حكومة داخل حكومة. والسبب في هذا الوصف هو أن الحكومة السودانية  لم تستطع أن تصنف الشيخ هلال  ضمن قائمة المتمردين عليها وترفع السلاح في وجه رغم رفضه للالتقاء بالرئيس الجمهورية في ام جرس التشادية . وما للرجل من نفوذ قبلي يتمتع به وسط اهله ولعلو صوته إختارت الحركة الشعبية أن يكون حليفها لإيقاف الإقتتال القبلي ووضع حد لنزيف الدماء السائل بين القبائل فيما بينهما .ومن هنا كان الجدل الواسع بين المتابعين للحراك السياسي السوداني فأنقسم الناس وكيانتهم مابين رافض ومؤيد واخر فضل الصمت عن التعليق في هذا الأمر.

ذكاء  سياسي
يقول رئيس حركة تحرير السودان الثورة الثانية الأستاذ "أبو القاسم إمام " بالرغم من ان  للرجل  جرائم إرتكبها في حق إنسان دارفور إلا أنه صاحب موقف الأن ضد النظام ، متوقعاً في إفادة ل(عاين) أن يستخدم هلال هذا الإتفاق لأغراض تكتيكية لأنه مازل مركزاً على الخلافات بينة وكبر  ،وهو مايناقض توجهه  القومي  واضاف قائلاً "الأجدر بهلال أن بتشاور مع اهل المتضريين والضحايا من الإقليم نفسه لأن الجرائم لاتسقط بالتقادم".  مشككاُ في ان  يصبح  هلال  جزء من المقاومة الثورية لانه  مازال ملتزماً مع النظام .
وكان القيادي  بحركة تحرير السودان  (مناوي) الاستاذ" عبد العزيز سام" قد إنتقد مذكرة التفاهم في مقال له  منشور  بعدة مواقع  رافضاً التوقيع مع  من  تلطخت ايديه  بدماء الابرياء في  دارفور  . ولكن بعد  اتصالنا به اوضح  (لعاين) ان المقال  يمثل رأيه الشخصي وليس الموقف التنظيمي طالباً منا التحدث الى الناطق الرسمي باسم الحركة لأخذ الموقف الرسمي لحركته وقد  فشلنا في الإتصال به بسبب إغلاق هاتفه 
ولكن مسئول العلاقات الخارجية بهيئة محاميي دارفور الأستاذ "عبد الرحمن القاسم" وصف مذكرة التفاهم بين الحركة الشعبية وموسي هلال بالذكاء السياسي،  قائلاً في إفادة ل(عاين) كان من الأجدر بالحركات الداروفورية  أن  تستبق الحركة الشعبية في هذه الخطوة التى تعتبر قاصمة ظهر للنظام . موضحاً أن الخطوة لها إطاريين الاول تجريد النظام وعزلة من حلفائه التقليديين و الثاني هو تشكيل إضافة جديدة لقوى المقاومة .  فإيقاف الحرب والعمل على رتق النسيج الإجتماعي  كما ورد في نص الإتفاق يمثل أول المداخل لإحداث تغيير جذري  حول ما  أرتكبته الإنقاذ في حق السودان شعباً وترابا. وأستطرد قائلاً (أن تركن اي جهة على مبدأ ان هلال قد إرتكب جرائم  فهذا خطأ  . فطالما أنه أدرك نفسه وأعلن موقفاً ضد الحكومة فهي محمدة. فبدلاًمن عزلة  وتقريبة للحكومة من جديد الأفضل هو إحتواه  لتفقد الحكومة داعم رئيسي لها وهو مافعلته الحركة الشعبية  )
من جانبها أشادت حركة تحرير السودان  (عبد الواحد نور) بمذكرة التفاهم  التي تم التوقيع  عليها بين  موسى  هلالى والحركة الشعبية وقال الناطق الرسمي باسم  مكتب رئيس الحركة "محمد الناير بوتشار" (لعاين) إن المذكرة تهدف لإنتشال هلال من  مربع  النظام  والإبادة الجماعية الى مربع وقف نزيف الدماء وقتل الابرياء بتغيير النظام عبر البديل الديمقراطي،لأن وقف الإبادة التي تٌمارس ضد شعب دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وبقية انحاء السودان هي الهدف الأساسي  لكافة مكونات العمل الثوري. كاشفاً ان دعم  حركته للمذكره لايعني إسقاط حق الضحايا في القصاص. ولكن تعقيدات الأزمة السودانية  وتشابكها  يتطلب سحب البساط من النظام وإستمالة مليشياته  بضرورة الإبتعاد عن النظام الذي هم اول ضحاياه . ام فيما يختص بدخول هلال الى الجبهة الثورية، وقال "الناير"إذا أراد موسي هلال الدخول فى الجبهة الثورية فالجبهة ليست حكرا على احد طالما يؤمن بما تؤمن به الجبهة الثورية ،شريطة ان يتماشى معها في مواثيقها التي تتضمن إسقاط النظام بالقوى العسكرية و الشعبية او باﻻثنين معا ، بالإضافة الى المواثيق ذات الصلة بالعدالة والمحاكمات وما يختص بالمحكمة الجنائية الدولية ، فالجبهة الثورية السودانية ليست ملازاً او شفيعاً من المحاكمة ضد الجرائم التى وقعت ، فالأمر يحب ان يكون مفهوم ومعلوم لديه  ، فاذا وافق علي هذه الشروط وغيرها فلا غضاضة أن يكون ضمن منظومة الجبهة الثورية السودانية.


قطع للطريق
اما قوى  قوى الإجماع الوطني المعارض فقد اشادت بالمذكرة وبما فيها من خطوات توافقية  إيجابية لوقف الإقتتال القبلي خاصة في إقليم دارفور، وقال عضو هيئة قوى الإجماع الباشمهندس" صديق يوسف"  ل(عاين)  المذكرة هي خطوة اولي  لإعادة بناء الثقة في المقام الاول بين قوي المعارضة  لتوحيدها  رغم التباين الأيدولجي بينهما . فالتوقيع مع هلال سيقطع الطريق امام الحكومة السودانية لإستخدام  القبائل ضد بعضها لاسيما وأن  هنالك تحالفات قديمة بين قوات الدعم السريع وهلال . وتسائل "يوسف" قائلاً هل سيحارب حميتي هلال ؟  واستطرد هنا يكمن مربط الفرس في مذكرة التفاهم حسب تحليلي. مطالباً كافة فصائل  الجبهة الثورية بالتوصل الى إتفاقات كهذه  لتمثل خطوات جادة لايقاف القتال القبلي في دارفور.


المعسكرات ترحب
امام  الشيخ "محمد ابكرايا "من احدى معسكرات دارفور رحب بالإتفاق الذي تم بين هلال والحركة الشعبية  قائلاً  ل(عاين) عبر الهاتف انا لم اطلع على بنود الإتفاق ولكن إستمعت لحديث هلال في راديو دبنقا  وما ألتمسته من هذا اللقاء هو إن كافة  الفصائل التي تقف في خط واحد من النظام عليها الإتفاق لسبب واحد فقط هو  ان استقرار المواطن الذي يريد ان يعرف من اي الحركات يحمي نفسه  موضحاً ان (الناس هنا ماعارفين انو من يمكن ان يهجم عليهم خاصة بعد تمرد موسي هلال واستئناف حملة الجنوجويدي حميدتي  ونشاط الحركات المسلحة في المنطقة فاصبحنا في حالة من عدم التمييز مع من نقف  متمنياً في حديثة ل (عاين) إن تتوحد كافة فصائل المقاومة ضد عدو واحد بدلاً أن يتقاتلو في بينهم ويصبح الضحية هو المواطن.


وسائل لإسقاط النظام
من جانبها قالت الحركة الشعبية"ش" انها  تقف في مسافة واحدة مع كل من يريد إحلال السلام وإيقاف الإقتتال القبلي في كافة مناطق السودان موضحة أن الحرب التى تدور بينها والحكومة السودانية فرضت عليها فرضاً من قبل النظام في العام 2011 وهي مازلت تؤمن بالحلول السلمية  لإسقاط النظام  مقسمة الحلول السلمية الى عدة  وسائل الاولى هى التفاوض وإحلال سلام شامل دون اي حلول جزئية لقضايا السودان . والثانية هو الحراك الدبلوماسي لتوضيح مايحدث داخل السودان بغرض عزل النظام وكشف سوءاته، ام الطريقة الثالثة فهي الإنتفاضة الشعبية  مع مواصلة الكفاح المسلح . وقال الموقع نيابة عن الحركة الشعبية في مذكرة التفاهم الجنرال "جقود مكوار" مراده ل(عاين) نحن إلتمسنا في  هلال رغبة حقيقة لإحلال السلام في دارفور والسودان قاطبه، لذلك اقدمنا على التوقيع معه  لإيقاف الإقتتال القبلي في دارفور كمرحلة اولي تتبعها خطوات اخرى ليكتمل ماتبقى من إتفاق.


تطابق في الرؤى
واوضح "مكوار" ان هلال إكتشف زيف الإنقاذ وأدرك أنه في الطريق الخاطىء. ووقد توصل إلى رؤية كيف يُحكم السودان وليس من يَحكٌم السودان وهنا نكون قد وصلنا الى تطابق في الرؤية معاً، وهو ما يمثل بالنسبة لنا إتفاق حد أدني،  أن نتطابق في رؤية واحده . كاشفاً  عن أن الأمر ليس تكتيكي بالنسبة للحركة الشعبية كما يتردد في بعض الأواسط . لأن  الإستراتجية المتفق عليها هي التغيير السلمي  ونبذ الإستقطاب القبلي والإقتتال على أساسه وهو البند الأول لتثبت هذا الإتفاق على ارض الواقع.  جازماً بأن ما لتمسه من جدية  من الطرف الأخر الذي كان يمثله الأغبش كان بداية خارطة الطريق. اما عن سؤالنا عن موقف بقية مكونات الجبهة الثورية من هذا الاتفاق ؟ قال "جقود "ان هذا الإتفاق ثنائي لم يوقع بإسم الجبهة الثورية .لأن الحركة الشعبية  حركة مستقلة لها حق التضامن والتفاهم مع اي جهة اخرى، وفي ذات الأثناء سنواصل جهودنا لإستشارة مكونات الجبهة في كل خطوة نقدم . وقال متسائلاً الحركة الشعبية جلست في إتفاق مع المؤتمر الوطني الذي يدعم كافة الصراعات في السودان، ومازالت المفاوضات تجري بينهما، فلماذا لا تتفاهم مع موسي هلال ؟طالما أنها فاوضت الذي كان  يدعمة . وزاد "البحث عن السلام وإيقاف نزيف الدماء هو طريقنا وسنجلس مع أى طرف جاد لدفع فاتورة السلام المتمثلة إيقاف الإقتتال بالبلاد". 
ويبقى  السؤال هل  ستنجح الحركة الشعبية  في إستقطاب موسى هلال  او تحييده  ام  ان  لهلال  تكتيك  سياسي  يريد أن  يستقوى به أمام  النظام  بإعتباره الحليف التاريخي .  ولكن الإحتمال الاقوى هو  تحييد هلال وفق  تصريحاته الاخيره  التى نعى فيها  الحوار الوطني معلناً  التزامه  بماوقعه مع الحركة الشعبية  (ش)

///////

 

آراء