مذكرة عن تاريخ قبيلة حَمَر في غرب كُردُفَان .. تأليف: ك.د.د. هندرسون .. ترجمة: الدكتور بشرى مهدي خريف .. تقديم: أحمد إبراهيم أبوشوك

 


 

 

حظيت مديرية كُردُفَان باهتمامٍ بالغٍ من الإداريين البريطانيين، الذين عملوا في رئاسة المديرية بالأُبَيِّض، أو المراكز الإدارية التابعة لها في فترة الحكم الثنائي (1898-1956)، ويرجع ذلك الاهتمام إلى تركيبة كُردُفَان القَبَليَّة المتنوعة وبيئاتها الثقافيَّة والمناخيَّة المتعددة، التي تجسَّدت في عادات أهلها وتقاليدهم وأعرافهم. ويؤكِّد ذلك قول دوغلاس نيوبولد (Douglas Newbold): "لقد كنت سعيدًا في خدمتي في كُردُفَان لمدة تسع سنوات: 1920-1923 و1932-1938. هذه المديرية صورة مصغرة من السُّودان، بها عرب ونوبة، ومدن وريف، ومناظر مختلفة من صحراءٍ جرداءٍ في الشمال إلى جبال النوبة، إلى الغابات الخضراء الزاهية في منطقة بحر العرب جنوبًا. بها أكبر سوق للصمغ في أفريقيا، وبها حوانيت صغيرة في القرى، وبها سكك حديدية وجِمَال..." كما أنها توفر فرص "العمل والهِوَايات للعديد من المتعلمين السُّودانيين." ولذلك ناشد نيوبولد ربه أن يحفظ أهلها "من كل مصائب الجوع والمرض والحرب والجهل"، وأن يفرغ في "قلوبهم وعقولهم نعمة التسامح والتآلف، حتى يعم السلام بدلًا من الحروب والنزاعات".
ومن أشهر الإداريين البريطانيين الذين كُلِّفوا بالعمل في مديرية كُردُفَان السير هارولد ماكمايكل (Sir Harold MacMichael)، الذي بدأ حياته العملية بها مُسَاعِد مُفَتِّش (1905-1912)، وكتب خلال سنوات خدمته السبع كتابين مرجعيين، أحدهما عن "قبائل شمال ووسط كُردُفَان" (1912)، وثانيهما عن "وسوم الإبل المستخدمة في كُردُفَان" (1913)؛ وعاصر ماكمايكل آنذاك أنقس جيلان (Angus Gillan)، الذي عمل بها لمدة أربع سنوات (1910-1916)، ثم عاد إليها مرة أخرى نائب مدير لجبال النوبة (1921-1928). أما دوغلاس نيوبولد، الذي أشرنا إليه أعلاه، فاستهَّل سيرة خدمته الإدارية بوظيفة مُسَاعِد مُفَتِّش بمديرية كُردُفَان (1920-1923)، ثم عاد إليها مديرًا عام 1933، وأطلق على سنوات عمله الإدارية الأخيرة (1933-1938) "سنوات الإبداع"، وترك خلالها كمًا مقدرًا من المذكرات والرسائل، التي جمعها كينيث ديفيد دروت هندرسون (Kenneth David Druitt Henderson) ونشرها لاحقًا، مع بقية آثار نيوبولد المكتوبة، في كتاب بعنوان: "كيف أُعدَّ السُّودان الحديث: حياة ومراسلات دوغلاس نيوبولد (K.B.E.)، عضو الجهاز الإداري السياسي السُّوداني". واتسمت إدارة نيوبولد لمديرية كُردُفَان بالتميز في الإداء الوظيفي والعلاقات الإنسانية، وقد عاصره في تلك الفترة جيمس روبرتسون (James Robertson)، الذي عمل في مركز غرب كُردُفَان بالنهود، سنوات تمكين الإدارة الأهلية (1934-1936)، ووثَّق لتلك الفترة في كتابه "الانتقال في أفريقيا: من الحكم المباشر إلى الاستقلال". ونلحظ أنَّ هؤلاء الإداريين الأربعة المشار إليهم قد تركوا بصمات واضحة في تاريخ كُردُفَان الإداري، وشغلوا تباعًا منصب السكرتير الإداري بالخرطوم (1926-1953) إلى أن تمَّ إعلان الحكم الذاتي في السُّودان.
ومن أبرز رموز ذلك الجيل الثاني من الإداريين البريطانيين، الذين عملوا في مديرية كُردُفَان وتركوا أثرًا مكتوبًا، هندرسون مؤلف مذكرة "تاريخ قبيلة حَمَر في غرب كُردُفَان"، التي نُشرت في سلسلة مذكرات حكومة السُّودان بالرقم (2)، والتي تكبَّد الدكتور بشرى مهدي خريف مشاق ترجمتها إلى العربية، وشرفني بتقديمها إلى القارئ الكريم. وتقتضي أبجديات التقديم طرح ثلاثة أسئلة مفتاحية عن خلفيَّة هندرسون المعرفية، ومصادر معلوماته عن قبيلة حَمَر، والقضايا والشخصيات التي جذبت انتباهه عندما دوَّن تاريخ هذه القبيلة البارزة في غرب كُردُفَان.
تلقى هندرسون تعليمه الجامعي في كلية جلينا لموند (Glenalmond) بإسكتلندا، ثم الكلية الجامعية بأكسفورد، حيث نال درجة الشرف في العلوم الكلاسيكية والإنسانيات، وإلى جانب ذلك كان لاعب ركبي مشهور في نادي لندن الأسكتلندي. التحق بخدمة حكومة السُّودان عام 1926، وعمل مُسَاعِد مُفَتِّش بمدينة ود مدني (1926-1930)، ومُسَاعِد مُفَتِّش بالنهود مركز غرب كُردُفَان (1930-1936)، ومُفَتِّش مركز بمدينة كوستي (1936-1938) بمديرية النيل الأبيض. وبعدها نُقل إلى الخرطوم للعمل في مكتب السكرتير الإداري (1938-1944)، ومن الخرطوم انتُدِبَ إلى مديرية كسلا، حيث عمل مُفَتِّش مركز بسنكات (1944-1945)، ونائب مدير لمديرية كسلا (1945-1946)، ثم عاد إلى الخرطوم مُسَاعِدًا للسكرتير الإداري، وختم حياته العملية بالسُّودان مديرًا لمديرية دارفور (1949-1953). ومن إصداراته المطبوعة: "مذكرة عن تاريخ قبيلة حَمَر في غرب كُردُفَان" (1935)؛ و"موجز عن السُّودان الإنجليزي-المصري، 1898-1944" (1945)؛ و"كيف أُعدَّ السُّودان الحديث" (1952). وإلى جانب هذه الإصدارات، نشر العديد من المقالات والرسائل في مجلة "السُّودان في رسائل ومدونات" عن "أصول الفونج"، و"أصول النوبة"، و"أصول النوبيين". فلا عجب في أن هذه المنشورات تؤكِّد أنَّ هندرسون كان من الإداريين البريطانيين، الذين اهتموا بتدوين تاريخ السُّودان وقبائله من وجهة نظرهم التي كانت تحمل بعض الإيماءات الاستشراقية.
اعتمد هندرسون في كتابة تاريخ قبيلة حَمَر على المعلومات التي حصل عليها من ألبريت بينّ (Albert Penn)، الذي عمل في مديرية كُردُفَان في الفترة من 1926 إلى 1929، ثم عاد إليها مرة ثانية في الفترة من 1941 إلى 1946؛ وحصل عليها كذلك من روبرت ميَّال (Robert Mayall)، الذي عمل في المديرية نفسها في الفترة من 1924 إلى 1933. ويرجع أصل معلومات بينّ وميَّال إلى المقابلات الشخصية التي أجرياها مع بعض أعيان دار حَمَر، وبعض المصادر المكتوبة التي وقفا عليها. ولم يكتف هندرسون بهذه المعلومات، بل أجرى مقابلات بنفسه مع بعض زعماء الإدارة الأهلية، الذين حاورهم في كثير من القضايا الخاصة بتاريخ حَمَر والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في ربوع ديارهم. وفي المبحث الخاص بتاريخ كُردُفَان قبل الهجرات العربية وبعدها، اعتمد هندرسون على بعض مدونات الجغرافيين العرب، مثل الإدريسي (ت. 1166)، "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، وكُتُب الرحالة، مثل ابن عمر التونسي (ت. 1857)، تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسُّودان، ومؤلفي ماكمايكل: "قبائل شمال ووسط كُردُفَان" (1912)، و"تاريخ العرب في السُّودان" (1922)، كما يظهر ذلك في متن المذكرة. وفي قراءته لتاريخ قبيلة حَمَر، يلحظ القارئ المُتَبصِّر أنَّ هندرسون قد انطلق من فرضية أنَّ حَمَر "قبيلةٌ مختلطة الجذور"، تُشبه في تداخلها القبلي "فَرْوَة النمر"، وشأنها في ذلك شأن كثير من القبائل المستعربة في السُّودان. ويبدو أنَّ هندرسون كان متشككًا في صحة الروايات المتداولة عن أصل حَمَر وتاريخ هجرتهم إلى كُردُفَان؛ ولذلك أورد كل الروايات التي جمعها عن أصلهم وتاريخهم بالرغم من تناقض محتوياتها؛ لأنه كان يعتبرها جزءًا من تراث حَمَر الشفوي، ولذلك يجب تدوينها دون التدخل في صحة إثباتها أو نفيها. ودلل على ذلك بسرد أسطورة محلية مفادها أنَّ أصل قبيلة حَمَر يرجع إلى "شجرة تبلدي"، سقطت منها ثلاث ثمرات، فالثمرة الأولى التي طارت بعيدًا أنتجت "الطرادات"، والثمرة الثانية التي دُقت (أو فُتت) إلى أجزاء صغيرة أنتجت "الدقاقيم"؛ والثمرة الثالثة التي انغرست في الأرض أنتجت "الغريسية". فلا جدال في أنَّ صناعة مثل هذه الأسطورة كانت شائعةً بروايات متعددة وسياقات مختلفة في أوساط معظم البيئات المحلية البدوية، التي تميل إلى المشافهة في حفظ أنسابها وتاريخها، كما أنها من زاوية أخرى تحمل قيمة فلكورية للباحثين في مجال علم الأجناس (الاثنولوجيا).
تشير الروايات المتواترة في مذكرة هندرسون إلى أنَّ قبيلة حَمَر قد جاءت إلى غرب كُردُفَان من دارفور في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، واختلطت ببعض قبائلها المحلية، واستوعبت بعضها في تركيبة بنائها النسبي، وجعلتها جزءًا من نسجيها الاجتماعي بفضل المعايشة والمصاهرة. وبمرر الزمن أضحت قبيلة حَمَر مقسمه إلى ثلاثة أفرع رئيسة، وهي: العساكرة، والدقاقيم، والغريسية. وفي بداية الحكم الإنجليزي-المصري (1898-1956)، أعادت الحكومة تعيين مشايخ حَمَر في العهد التركي وأمرائهم في المهدية في مناصبهم القديمة وبألقاب إدارية، فأصبح الشيخ إبراهيم بيه المليح ناظرًا للعساكرة، والشيخ حمد بيه حامد فتين ناظرًا للدقاقيم، والشيخ عبد الرحيم سالم أبودقل ناظرًا للغريسية. وعندما شرع السير هارولد ماكمايكل، السكرتير الإداري (1926-1934)، في إعادة هياكل الإدارة الأهلية في دار حَمَر، وتعيين ناظرٍ بدلًا عن الشيخ إسماعيل محمد شيخ (قراض القش) عام 1926، برز اسم "شيخ قرية غير معروفٍ من أم جِقُرو يدعى منعم منصور محمد شيخ"، كما يقول هندرسون، منافسًا للشيخ أحمد إسماعيل ابن الناظر؛ إلا أن الاختيار كان من نصيب هذا الأخير، الذي لم يكن كفؤًا لشغل الوظيفة، فتمت إقالته عام 1927. وقبل عام من إقالة الشيخ أحمد إسماعيل، توفي الشيخ عبد الرحيم سالم أبودقل، وبذلك سنحت الفرصة لتوحيد نظارات دار حَمَر تحت إدارة ناظر عموم، مثل ناظر عموم دار الكبابيش، وناظر عموم دار الجوامعة، وناظر عموم دار المسيرية. فكان الاختيار من نصيب الناظر منعم منصور، ناظر العساكرة آنذاك، والذي رشَّحه للوظيفة الناظر علي التوم فضل الله سالم، وزكى ترشيحه السير ريجنالد ديفيز (Reginald Davies)، مدير مصلحة المخابرات آنذاك، الذي زار الشيخ منعم في قرية أبوجفالة غرب مدينة أبوزبد، ثم أصدر السير جون مافي (John Maffey)، حاكم عام السُّودان آنذاك، قرار تعيينه في 23 يوليو 1928. وفي عهد ناظر العموم الشيخ منعم منصور أُعيدت هيكلة إدارة دار حَمَر ومحاكمها الأهلية، وبدأت تظهر معالم نهضتها الحديثة. ومن الإداريين البريطاني الذين شهدوا تلك النهضة الإدارية، جيمس روبرتسون، مُفَتِّش مركز غرب كُردُفَان (1934-1936)، الذي وصف الناظر منعم منصور بأنه "رجل طيب ودود، استطاع بهدوئه وحنكته وأمانته كسب احترام قبيلته المشهورة بالفوضى وعدم احترام القانون.
إذًا ما أهمية مذكرة هندرسون عن "تاريخ قبيلة حَمَر في غرب كُردُفَان"، التي ترجمها إلى العربية الدكتور بشرى مهدي خريف؟ تكمن أهمية هذه المذكرة التاريخية في النقاط الآتية:
أولًا، إنها توثِّق لتاريخ قبيلة حَمَر في غرب كُردُفَان بناءً على الروايات الشفوية التي جمعها هندرسون وزميلاه "ألبريت بين" و"روبرت ميَّال" من أفواه بعض أعيان قبيلة حَمَر الذين عاصروهم، فضلًا عن ملاحظاتهم ومشاركاتهم الميدانية؛ لأنهم قد عملوا في مركز غرب كردفان لفتراتٍ متعاقبةٍ. واستخدموا في جمع معلوماتهم منهج علماء الاثنوغرافيا؛ بحكم أنهم قد حرصوا على جمع كل الروايات التي وقفوا عليها عن أصول حَمَر وتاريخهم، ولم يقارنوا بينها جرحًا وتعديلًا، أو يحللوها في سياقاتها التاريخية كما يفعل علماء التاريخ والانثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية.
ثانيًا، تحتوي مذكرة تاريخ حَمَر على معلومات مهمة عن تطور الإدارة الأهلية في دار حَمَر منذ تأسيس النظارات الثلاثة في بداية الحكم الإنجليزي-المصري، مرورًا بتعاقب النُظَّار الذين تولوا إدارة نظارة العساكرة والدقاقيم والغريسية، وكيف تمَّ اختيار الناظر منعم منصور محمد شيخ ناظر عموم لدار حَمَر، وما طبيعة التطورات التي حدثت في عهده، ودفعت هندرسون أن يصف عهده بنهضة دار حَمَر.
ثالثًا، تزخر المذكرة بكمٍ هائلٍ من المفردات المحلية المرتبطة بالأعراف والتقاليد، وطرق الزراعة، وأنواع الضرائب، ومِلكيَّة الأرض ونزاعاتها، وعلاقات الإنتاج بين أصحاب الأرض وأقنانها، وأنواع التربة، وأسماء الأشجار التي كانت تنمو في المنطقة، وأسماء زعماء الإدارة الأهلية وأشجار أنسابهم، وأسماء القرى والحلال في دار حَمَر. ونذكر من مصطلحات الأرض والزراعة والضرائب على سبيل المثال: "التُقُنْدِي"، و"التبلدي"، والأرض "الجُرَّابة"، والأرض "القردود"، والأرض "الغفار"، والأرض "المجلد"، والطلبة، و"خشم الفأس"؛ ومن أسماء القرى والحلال: أم جقرو، وشق الدود، وصقع الجمل، وحمير التيران، والدم جمد، والشلُّوف؛ ومن خشوم البيوت والأفخاذ: الغشيمات، والطرادات، والتيايسة، وأولاد أبوكُويرة، وأولاد شادور، وأولاد بُرعاص، وناس هاروش، وناس قفيلة، وناس حِميِّر.
رابعًا، تقدم مذكرة هندرسون معلومات في غاية الأهمية عن أصول قبيلة حَمَر وتاريخها في غرب كُردُفَان، لكن اكتمال الصورة يقتضي وضع هذه المعلومات في سياقاتها التاريخية، مع الاستئناس بالكتابات ذات الصلة بالموضوع، مثل مذكرات يوسف ميخائيل التي تحتوي على معلومات ثرَّة عن تاريخ كُردُفَان في العهد التركي المصري والمهدية، وكتاب عوض عبد الهادي، تاريخ كُردُفَان السياسي في المهدية (1881-1899)، ومقال ركس شون أوفاهي وجي اسبولدنق عن "هاشم والمسبعات"، وغيرها من الأدبيات التي نُشرت حديثًا عن تاريخ كُردُفَان وعن حَمَر في غربها.
وفي ختام هذا التقديم تبقي ليَّ كلمة أخيرة وتهنئة مستحقة إلى الدكتور بشرى مهدي خريف، الذي نقل بكفاءة عالية مذكرة هندرسون عن "قبيلة حَمَر في غرب كُردُفَان" إلى اللغة العربية، وبذلك استطاع أن يضم اسمه بجدارة إلى قائمة الأكاديميين والباحثين غير المؤرخين، الذين أفلحوا في ترجمة العديد من الأدبيات والمذكرات التي كُتبت عن السُّودان بلغات أوروبية إلى اللغة العربية، وجعلوا مادتها متاحةً لجمهور القارئين العرب وغير الناطقين باللغة الإنجليزية وغيرها. وأذكر في هذا المضمار الأستاذ الدكتور بدر الدين حامد الهاشمي (صيدلاني) صاحب سلسلة "السُّودان بعيون غربية" التي بلغت أربعة عشر مجلدًا، والدكتور حامد فضل الله (طبيب) الذي ترجم بالاشتراك مع الأستاذة فادية فضة كتاب الرحَّالة الألماني إدوارد روبيل، "رحلات في شمال السُّودان وكُردُفَان وجزيرة سيناء وساحل الحجاز (1822-1827)"؛ والضابط الإداري سيف الدين عبد الحميد، الذي ترجم، "قبائل شمال ووسط كُردُفَان"؛ والقانوني سيد علي ديدان الذي ترجم "تاريخ العرب في السُّودان"، والدكتور السفير خالد محمد فرح الذي ترجم "وسوم الإبل المستخدمة في كُردُفَان"، والمستشار الزراعي محمد المصطفى حسن عبد الكريم، الذي ترجم عددًا من الأدبيات التي كُتِبَت عن السُّودان باللغة الإنجليزية، وأذكر منها: كتاب دبيلو. آي. بي. بيفردج عن "فن التقصي في البحث العلمي"، وكتاب "أسس ومبادئ الإدارة الأهلية في السُّودان الإنجليزي-المصري (1898-1956)"؛ والدكتور طارق عبد الكريم الهد (طبيب)، الذي ترجم كتاب ليونارد باوسفيلد، "طبيب السُّودان: الخير الأرستقراطي". وعليه أتقدم لكل هؤلاء، وفي مقدمتهم الدكتور بُشرى مهدي خريف، بأسمى آيات التقدير والعرفان على جهودهم المُثمرة في رفد المكتبة السُّودانية بمؤلفات لا يستغني عنها الباحثون والقارئون في مجال الدراسات السُّودانية، كما أنها أبانة نظرة الآخرين تجاه تاريخ السُّودان وأنساب أهله وعاداتهم وتقاليدهم الموروثة.

الناشر: مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان (الكتاب في مرحلة الإعداد للنشر).

ahmedabushouk62@hotmail.com
////////////////

 

آراء