مراوغة الثعالب!!
ياي جوزيف
5 April, 2009
5 April, 2009
ياي جوزيف
في عوالم الحيوانات الماكرة، وخاصة الثعالب هناك لعبة يطلق عليها (مراوغة الثعالب) في الأدب الروائي عند مجموعات الدينكا: وهي واحدة من القبائل المنتشرة في جنوب السودان. فيها تجتمع الحيوانات الماكرة، أمثال؛ والارانب، والقطط، والذئاب، والوطواط، وغيرها. وهي تتباهي وتتلاعب بقلب وتحريك عيونهن (الخضراء) فيتساءل الاخريات من الحيوانات عما حدث وما سوف يحدث بعد الصراخات المصاحبة لعرض العيون؟!..إلا أن القطط دائماً ما يرددن: هذه العيون "عيون نضال الغابة".. أي للـ(هرشات) وناقوس الإنذار المبكر، وتخافها (الكثير) ورغم ذلك لا تقوي (إحداها) علي الابتعاد عنها.هذه الحكاية تعيد الي الذاكرة وإلى أذهاننا المآسي التي تقوم بها هذه الجهات (المعلومة) لنا ولغيرنا، من فرض الفوضي الآن في أماكن كثيرة في جنوب السودان. وتدار هنا في الخرطوم بـ(الرموت كنترول)..وهذا فصل من فصول عيون القطط، دون حذرها، الي ملامسة الخطر ومحاصرتها. فمغافلتنا بسكاكين حادة، ونحن نعلم تماماً ماذا تفعل السكين بلحمك الطري؟!، وما تفعله بأوراق (الخضرة) ولم تتوجع الا حينها...!الذين يتباكون على هذا وذاك في بلادنا لا أدري على من يكذبون؟!.. نحن هنا لا نستشهد إلا بما شاهدناه و سمعناه في المعارك (الوهمية) التي لا تتعدي حدود مكروفوناتهم، لنشاهد ماذا يفعلون وماذا يقولون، وكيف يتلاعبون بالكلام والمواقف؟!.. (هؤلاء) وأذيالهم بحاجة لعنوان (جديد) يعيد لهم وضعيتهم الطبيعية المفقودة من التفكير السليم والمنطقي، ويمنعهم من الممارسات الـ(حماساوية) والشعار لفرض الأوهام. "المخبولون" ماذا فعلوا؟!.. وأين بكاؤهم على التسيب الأمني؟!.. وهل يحق لهم و قياداتهم و ميليشياتهم أن يقتل الناس [دون المساءلة] في طوابير ممتدة وأين وأين.....؟!.بمراجعة لمواد الوسائل الإعلامية بكل أنواعها – لوحظ أن هناك تحاملا غريبا غير مدروس, ظهر علي المسرح السياسي والامني في جنوب السودان. ويجيء من إناس يفترض فيهم العقل و الاتزان في تقييم الأوضاع وبكل أمانة ـ لأنهم بصراحة يشاركون في تشتيت الوعي وبالاتجاه المعاكس... وهولاء (الجماعة) لا تبصرهم الأحداث والأيام، بل معظم بضاعتهم السياسية والدعائية تعتمد على (نبش) لملفات الفوضى: وذلك من خلال التعامل مع االمجموعات الموتورة المنفلتة، و(الزاعمات) الطموحة والفاسدة وذوي الميول الإجرامية، في محاولة لكسر الغشاء الامني حتي تعم (الفوضي) من جديد في الجنوب، وصرف أنظار الناس عن المعارك الحقيقية والرهان علي تبني فكرة (النازية) في خلق بؤر الفوضي المفتعلة كما فعله (غوبلز) وزير الدعاية النازية قائلاً: (..... ونحتضن أهدافهم، ونهول مظالمهم، ونهيج أحاسيسهم، بمزيج من الدعاية والشائعة؛ مثيرين الغنى على الفقير، والرأسمال على البرولتاري، ودافع الضرائب على فارضها، والجيل الجديد على القديم. وبذلك نحقق درجة عالية من الفوضى يمكن معها التلاعب بمقدرات العواطف وفق ما نشاء)، فهل فهم الجنوبيون الاسترايتجية والمخططات الموضوعة؟!عموماً، الارتكاز علي استخدام عقلية (هتلر) وعقيدته: كما ورد في خطاب له بمؤتمر لورنمرج سنة 1929م، قائلاً: (لقد أوصلتني الدعاية إلى الحكم .. وبالدعاية حافظنا على مراكزنا، وبها سوف نستطيع غزو العالم كله). تشير الدراسات الحديثة للنازية: أن الصليب (المعقوف) كان يرمز إلى الدين والقوة.. وهنا يلاحظ أن التركيز على ربط (الرمز والشعار) حتي يكون (هتلر) والنازية في ذاكرة الالمان. وذلك تطبيقا لأساليب الدعاية من الباب الي القلب. وقد طبعت صور (هتلر) علي كل شارع وسيارة ومنزل الماني الصليب (المعقوف). وأيضاً كانت صحيفة (دير شتمير) تنشر رسومات كاريكاتيرية يظهر فيها اليهود (شبيهين بالقرود): وـ[بالبضظ] هذا ما تقوم بها (انتباهة الغفلة) وكل من يقف من وراءها الآن، بعدم وضوح ونضوج أفكارهم، مما يجعلهم يرخون العنان للسانهم لتثور زوبعة من الغبار فتحجب أبصار عقولهم في طرح البدائل من الحلول السياسية بدلاً من التباهي بعيون القطط!.