مستشفياتنا في قبضة بيئات غير ملائمة ولا أمل في إصلاح الحال
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
1 September, 2022
1 September, 2022
مستشفياتنا في قبضة بيئات غير ملائمة ولا أمل في إصلاح الحال والجميع حتي أصحاب الشأن كأن الأمر لايعنيهم !!..
لنبدأ بمستشفي خاص في الثورة مطل على شارع الوادي وللمعلومية أن هذا الشارع الذي ينوء بحمولته من المركبات المهلهل منها والحديثة الموديلات هذا غير المركبات التي تجرها الحمير والدراجات النارية والبسكليتات العادية والمشاة علي حسب التنوع السكاني ... كل هذا المسرح الماثل في الهواء الطلق يمر أمام بوابة هذا المستشفي المسكين لدرجة الاختناق وازهاق الروح التي بلغت الحلقوم ... والمستشفي محاط يمنة ويسري بالحوانيت والمخابز والحلاقين وستات الشاي وباعة الخضر والفاكهة هذا خلاف الذين يبسطون بضاعتهم أرضا ويبيعون اشياء غريبه ...
ولا تسأل عن حال المستشفي إذا هطل المطر هنا تتكون أمام بوابته الرئيسية بحيرة بحجم عائلي تعوق دخول المراجعين للمستشفي وتسبب صداعا لعربة الإسعاف التي تجاهد حتي تجد المكان الملائم للوقوف وهذا يحتاج لوقت ولف ودوران والمريض في بطن الإسعاف يحتاج الي أقصي سرعة لمقابلة الطبيب والهبوط علي السرير الابيض لعله يجد الراحة بعد معاناة طويلة كابدها قبل الوصول للمستشفي التي ستضع حدا لمعاناته ولكن شارع الاسفلت التي تطل عليه يعجز عن تصريف مياه الأمطار فتنحدر قبالة باب المستشفى وما جاوره من مباني لتتكون هذه البحيرة التي تعوق الدخول والخروج وتحيل اوقات المرضي ومرافقيهم الي كابوس وحتي انزال المريض من الإسعاف وإدخاله للعلاج والذي يتطلب سرعة وعناية فائقة يظل هذا السعي مع المعوقات الماثلة ضرب من الرفاهية محروم منها الإنسان في مثل هذه البيئات التي يشارك في تدهورها الاستهتار والفساد وعدم تحمل المسؤولية واللامبالاة وموت الضمير وقلة الحيلة والافتقار الي المعرفة والعلم وشغل الجربندية !!..
تعالوا الي أكبر مستشفي في السودان هذا المستشفي الحكومي العريق الذي شيده الانجليز وكان يدار بواسطة كفاءات مازال الناس يذكرونها بقوة الشخصية والعلم الغزير والمعرفة الموسوعية وإجادة فنون الطيب والشهادات الرفيعة من الغرب والشرق وفوق هذا الإخلاص والوطنية وحب خدمة المواطن الغلبان مجانا ولم تكن هنالك رسوم علاج من اي نوع في زمن النزاهة والتجرد وميزانيات الصحة الوافرة والاهتمام بحق الإنسان في أن ينعم بالصحة والعافية لينتج ويستمتع بالحياة ويهنا في بلده مرتاح البال !!..
صار مستشفى امدرمان التعليمي العريق أيضا محاط بسوق عكاظ والباعة حول سوره يكاد أن يختنق بهم وتزهق روحه والكفتيريات من كل لون وجنس أمامه ووراءه وبوابات المستشفى مكدسة وهنالك من يفترشون الأرض في فوضي عارمة بعضهم من أسرة المريض بالداخل يرابطون تحت السور ايام وليالي يأكلون ويشربون وينامون الي أن يكتب لمريضهم الخروج وبعد ذلك يلملمون أطرافهم ويركبوا اللواري الي قراهم البعيدة !!..
شوارع الاسفلت صارت بليدة عنيدة تفتقر إلى آليات التصريف وعندها الماء يقيف مثل الديدبان ربما لأيام وشهور ويتوالد الذباب والناموس ويغزوا البيوت والمستشفيات والمدارس والجامعات والمعاهد والشؤون الهندسية حائر بها الدليل وليس عندها ماتقدمه لأن فاقد الشيء لا يعطيه !!..
يظل الخريف موسم الخير والبركة بعبعا لأهل العاصمة يجعل الحركة صعبة للراكب والراجل وتزداد البيئة قبحا علي قبح باختلاط القاذورات بمياه الصرف والمستنقعات ويحصل نتيجة لهذا الاضطراب وعدم تحرك المسؤولين ونومهم في العسل تحول الخرطوم الي إشاعة ومقلب كبير ليس للنفايات فحسب بل مقلب لكل شيء غير طيب !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
لنبدأ بمستشفي خاص في الثورة مطل على شارع الوادي وللمعلومية أن هذا الشارع الذي ينوء بحمولته من المركبات المهلهل منها والحديثة الموديلات هذا غير المركبات التي تجرها الحمير والدراجات النارية والبسكليتات العادية والمشاة علي حسب التنوع السكاني ... كل هذا المسرح الماثل في الهواء الطلق يمر أمام بوابة هذا المستشفي المسكين لدرجة الاختناق وازهاق الروح التي بلغت الحلقوم ... والمستشفي محاط يمنة ويسري بالحوانيت والمخابز والحلاقين وستات الشاي وباعة الخضر والفاكهة هذا خلاف الذين يبسطون بضاعتهم أرضا ويبيعون اشياء غريبه ...
ولا تسأل عن حال المستشفي إذا هطل المطر هنا تتكون أمام بوابته الرئيسية بحيرة بحجم عائلي تعوق دخول المراجعين للمستشفي وتسبب صداعا لعربة الإسعاف التي تجاهد حتي تجد المكان الملائم للوقوف وهذا يحتاج لوقت ولف ودوران والمريض في بطن الإسعاف يحتاج الي أقصي سرعة لمقابلة الطبيب والهبوط علي السرير الابيض لعله يجد الراحة بعد معاناة طويلة كابدها قبل الوصول للمستشفي التي ستضع حدا لمعاناته ولكن شارع الاسفلت التي تطل عليه يعجز عن تصريف مياه الأمطار فتنحدر قبالة باب المستشفى وما جاوره من مباني لتتكون هذه البحيرة التي تعوق الدخول والخروج وتحيل اوقات المرضي ومرافقيهم الي كابوس وحتي انزال المريض من الإسعاف وإدخاله للعلاج والذي يتطلب سرعة وعناية فائقة يظل هذا السعي مع المعوقات الماثلة ضرب من الرفاهية محروم منها الإنسان في مثل هذه البيئات التي يشارك في تدهورها الاستهتار والفساد وعدم تحمل المسؤولية واللامبالاة وموت الضمير وقلة الحيلة والافتقار الي المعرفة والعلم وشغل الجربندية !!..
تعالوا الي أكبر مستشفي في السودان هذا المستشفي الحكومي العريق الذي شيده الانجليز وكان يدار بواسطة كفاءات مازال الناس يذكرونها بقوة الشخصية والعلم الغزير والمعرفة الموسوعية وإجادة فنون الطيب والشهادات الرفيعة من الغرب والشرق وفوق هذا الإخلاص والوطنية وحب خدمة المواطن الغلبان مجانا ولم تكن هنالك رسوم علاج من اي نوع في زمن النزاهة والتجرد وميزانيات الصحة الوافرة والاهتمام بحق الإنسان في أن ينعم بالصحة والعافية لينتج ويستمتع بالحياة ويهنا في بلده مرتاح البال !!..
صار مستشفى امدرمان التعليمي العريق أيضا محاط بسوق عكاظ والباعة حول سوره يكاد أن يختنق بهم وتزهق روحه والكفتيريات من كل لون وجنس أمامه ووراءه وبوابات المستشفى مكدسة وهنالك من يفترشون الأرض في فوضي عارمة بعضهم من أسرة المريض بالداخل يرابطون تحت السور ايام وليالي يأكلون ويشربون وينامون الي أن يكتب لمريضهم الخروج وبعد ذلك يلملمون أطرافهم ويركبوا اللواري الي قراهم البعيدة !!..
شوارع الاسفلت صارت بليدة عنيدة تفتقر إلى آليات التصريف وعندها الماء يقيف مثل الديدبان ربما لأيام وشهور ويتوالد الذباب والناموس ويغزوا البيوت والمستشفيات والمدارس والجامعات والمعاهد والشؤون الهندسية حائر بها الدليل وليس عندها ماتقدمه لأن فاقد الشيء لا يعطيه !!..
يظل الخريف موسم الخير والبركة بعبعا لأهل العاصمة يجعل الحركة صعبة للراكب والراجل وتزداد البيئة قبحا علي قبح باختلاط القاذورات بمياه الصرف والمستنقعات ويحصل نتيجة لهذا الاضطراب وعدم تحرك المسؤولين ونومهم في العسل تحول الخرطوم الي إشاعة ومقلب كبير ليس للنفايات فحسب بل مقلب لكل شيء غير طيب !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com