مستغانمي والمجتمعات الزائفة

 


 

حسن فاروق
31 August, 2014

 


اصل الحكاية 
كتبت أحلام مستغانمي مقالا رائعا تحت عنوان ( دافعوا عن وطن هيفاء وهبي)، ملخصه أن القشور والسطحية أصبحت هي المعيار لنهضة الشعوب وثقافتها وتطورها ، وإعتمدت في تحليلها علي نماذج واقعية منها الفنان الجزائري الشاب خالد الذي كتبت عنه ( واجد في هذا الرجل الذي يضع قرطا في أذنه ، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه ولا جواب له عن اي سؤال سوي الضحك الغبي ، قرابة بمواجعي ، وفورا يصبح السؤال مامعني عبارة (دي دي واه) ؟ وعندما اعترف بعدم فهمي أنا ايضا معناها يتحسر سائلي علي قدر الجزائر ، التي بسبب الاستعمار لاتعرف اللغة العربية ) ، وتضيف مستغانمي في مقالها المعبر عن واقع سياسي اقتصادي واجتماعي تراجعت فيه كثير من القيم والمفاهيم ، بتركيز في هذه الفقرة علي تقييم المواقف عندما تؤكد في مقالها مايلي : ( وليس والله في الامر نكتة ، فمنذ أربه سنوات خرج الاسير المصري محمود السواركة من المعتقلات الاسرائيلية ، التي قضي فيها إثنتين وعشرين سنة ، حتي استحق لقب أقدم أسير مصري ، ولم يجد الرجل أحدا في إنتظاره من (الجماهير) التي ناضل من اجلها ، ولا استحق خبر اطلاق سراحه أكثر من مربع في جريدة ، بينما إضطر مسئولو الامن في مطار القاهرة إلي تهريب نجم (ستار اكاديمي) محمد عطية بعد وقوع جرحي جراء تدافع مئات الشبان والشابات الذين ظلوا يترددون علي المطار مع كل موعد لوصول طائرة بيروت) ، وكتبت كذلك عن البطلة الجزائرية جميلة بوحريد التي تسافر بالدرجة الاقتصادية وشاب جزائري من ستار اكاديمي يفاخر بأنه يسافر بطائرة حكومية ، واعتبرت انه في حال اجتياح اسرائيلي ستبث الرسائل عبر القضائيات (دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروي وروبي ) انتهي .
إذا نظرنا لهذا المقال بعمق سنجد أننا لانختلف كثيرا عن الواقع الذي ذكرته مستغانمي علي كل الاصعدة ، وأري أن مقال مستغانمي جاء في توقيت (الفرح الكاذب) ، فالجمهور الذي إندفع لإستقبال فنان (ستار اكاديمي) محمد عطية ولم يعط الاسير السواركة إعتبارا ، لايختلف عن الجمهور الذي خرج لإستقبال المريخ إبتهاجا بالبطولة الوهمية سيكافا ، ولايختلف عن الجمهور الذي ملأ استاد المريخ وصدق أن في كرة القدم شيء إسمه (الرئيس الاكثر شعبية) ، ومن وصفته بالفرخ الذي ولد لتوه باستوديوهات (ستار اكاديمي) بانه لاينتقل الا بطائرة حكومية خاصة ، لايختلف عن الاهتمام الحكومي الكبير بالبطولة المتواضعة سيكافا ، والتي لاتستحق أكثر خبر صغير في الصحف الرياضية . 
بعض الكتاب والاداريين وحتي الساسة حولوا الامر لاتجاهات إخري منها ( من غيرنا يعطي لهذا الشعب معني أن يعيش وينتصر ) ، فتحولت من بطولة لامكان لها علي الاطلاق في اجندة الاتحاد الافريقي ، ولاتخضع فرقها للتصنيف الافريقي ، بطولة لاتختلف عن اي بطولة اقليمية ودورات لايحكمها توقيت للانطلاق والنهاية ، مثلها مثل البطولات العربية والخليجية وكوسوفا وبني ياس وابها وغيرها ، تحولت هذه البطولة الوهمية الي ( من غيرنا يعطي لهذا الشعب معني أن يعيش وينتصر ) وأضيف عليها ويفرح ، فأصبح معيار الفرح الرياضي بطولة لاتحمل تصنيفا ، بل تخطاه إلي فرح للسودانيين ، وإنتصار للشعب ، تخيلوا الي اين وصل بنا الحال ، فالامر لاعلاقة بالمناكفات بين الناديين الكبيرين ، ولكن مايحدث الآن عندنا هو مستوانا الحقيقي( سيكافا البطولة المتواضعة اصبحت فرحة للشعب السوداني .  
hassanfaroog@gmail.com

 

آراء