مشاهد وحكايات على طريقة الرسم بالكلمات ..!!

 


 

 

يرويها: صديق السيد البشير

siddigelbashir3@gmail.com

(1)
أنجز الصحافي السوداني الجوال عباس عزت سلسلة حلقات استقصائية حملت اسم (المنسي)، نشرت على صحافة الخرطوم قبل سنوات قليلة ماضية ، ناقشت عددا من القضايا التي تهم المواطن السودان وتلامس حياته اليومية ، أنتجها بمهنية وصدق وتجرد ونبل ونكران ذات ، مزج بين محبة العدسة وعشق القلم ، ثم هجر المهنة التي وهبها كل عمره، ليتحول إلى صناعة للمأكولات ، طبخا وبيعا ، عباس نموذج لواقع بائس تعيشه الصحافة السودانية في زمن الحرب ، اللهم بارك له في الرزق، وولي علينا من يصلح أحوال البلاد والعباد، في وطن أصبح الداخل فيه مفقود، والخارج منه مولود.
(2)
عملت معه متدربا ببرنامج تعليم حقوق الإنسان بمركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة والذي كان منسقا له قبل سنوات ، ثم استوعبني لتحرير صفحة الفنون بصحيفة أجراس الحرية التي ترأس تحريرها ، ثم أنجز تقديما مميزا لمسودة كتابي ( اهرامات سودانية) الذي لم ير النور بعد ، سعيد جدا بجلوس دكتور مرتضى الغالي للتوقيع على كتبه الجديدة : "الدراويش الطرابي"، "الحردلو صائد الجمال"، و "العبادي" ، ضمن فعاليات معرض أبوظبي وذلك الثامنة مساء من يوم بعد غد السبت الرابع من مايو، أمنياتي له بالمزيد من المنجزات المعرفية في قادم الأعوام ، وقراءة ممتعة نتمناها لكم.
(3)
عرفته قبل سنوات مكافحا في حقل الصحافة السودانية ، هكذا يمضي مرتضى أحمد في بلاط الإعلام بخطى ثابتة ، ينجز أعماله الصحفية بسرد عذب وتدقيق جيد وتمحيص حصيف واستقصاء لا يعرف الملل ، جهد توجه بنيل جائزة أفضل عمل صحفي ،حمل اسم "جزيرة يحفها الموت .. توتي تحت حصار حرب السودان".https://3ayin.com/tuti-island/ ، وذلك
ضمن مشروع "كلمات سودانية" المقدم من الوكالة الفرنسية لتنمية الاعلام، في مساق "تغطية القضايا التي تهم المواطن في زمن الحرب ، دعواتنا له بالمزيد من المنجزات في مشواره الصحفي.
(4)
حصاد عام لشبكة العيادات المجانية للوافدين بولايةالنيل الأبيض والتي الأولى من نوعها في السودان ، والتي أعمل متطوعا ضمن لجنتها الإعلامية، وبعد عمل متواصل ، أصبحت الشبكة تعمل تحت مظلة منظمة هيلث كيير
health care التي تأسست حديثا المنظمة التي أتطوع بها أمينا للتدريب، شكرا لكل الداعمين لعمل الشبكة والمنظمة طيلة الفترة الماضية ، لكن فقط نأمل دعم الجميع ، بما يسهم في تقديم خدمات طبية متكاملة للشرائح المختلفة ، التي عانت كثيرا من ويلات الحرب في السودان
(5)
عشرون عاما ، أو ربما تزيد كان محمد أحمد غلامابي كان يأكل خبزه من القراطيس والأقلام والصوتيات والمرئيات ، أضحى يأكله الآن من بيع الخضروات ، معاناة الصحافي السوداني في زمن الحرب بين فقر وبطالة ونزوح.
(6)
يصافحك بابتسامة تتحدى الزمن والرحلة، عرفته عن قرب حين قدمنا من الصحافة المكتوبة للعمل بقناة الشروق الفضائية ، يجتهد في إنتاج نشرة إخبارية لوحده اسمها النشرة المحلية وغيرها من النشرات ، اجتهد في تطوير مهاراته في العمل الصحفي ، جهد مكنه من
نيل جائزة أفضل عمل صحفي من المؤسسة الفرنسية لتنمية الإعلام ضمن مشروع (كلمات سودانية)،دعواتنا للزميل الصحافي السوداني بهاء الدين عيسى بالتوفيق في قادم الأعوام، عملا ، علما ، ومعرفة.
(7)
سعيد جدا بإطلالة مميزة للصديقين الزميلين الطيب صديق وخالد عبد العزيز ، وهما يفوزان بجائزة أفضل صحفيين وكالة رويترز للأنباء للعام 2024م ،وهي أرفع جائزة لرويترز علي مستوى العالم.
الجائزة التي تأسست عام 1939م
، تمثل إحدى أرفع الجوائز في مجال الصحافة، تتنافس على جوائزها أكبر المؤسسات الصحفية العالمية.
(8)
خمسون عاما وربما تزيد ، أنفقها صديق محمد أحمد (صديق الحلو) في دهاليز الثقافة والإعلام في السودان، مسيرة أثمرت المئات من المنجزات، من قصص وروايات ومقالات مبذولة على المنصات الرقمية والفضاءات المفتوحة،
عرفته قبل أكثر من ربع قرن من الزمان ،ثم زمالة فمحبة للوطن والثقافة والأنصارية والصحافة والفنون ، فنون القصة والرواية والمسرح والسينما، ربطتني به مهنة القرطاس والقلم منذ مطلع الألفية في صحيفة الدستور السودانية (متوقفة عن الصدور)، ثم تواصلت المسيرة النبيلة ، بتواصل حميم، عامر بالمحبة للقراءة والكتابة والتأملات في العناوين الجديدة ، شعرا ، قصا ، ورواية، ثم متابعات لفعاليات ثقافية داخل وخارج السودان.
تعرفت عبره عن قرب على كل الأصوات السودانية التي أهدت المكتبة الثقافية باقة منتقاة من المؤلفات في شتى صنوف المعرفة، وقبلها أهداني الرجل كل أعماله السردية، قصة أو رواية.
يصافحك بوجه صبوح غزاه شعر أبيض، بياض القلب والنوايا الصادقة تجاه الآخرين، يسعي في معالجة قصص المبتدئين من محبي عالم السرد عذبة ، عذوبة لغته التي تفيض رقة ومحبة للحق والخير والجمال ، جمال إبتسامة تتحدى الزمن والرحلة ، هكذا هو الذي يتسم بالهدوء والرزانة والتواضع وإنجاز أعمال إبداعية بفكر وجمال ومعرفة ، أعمال ربما منشورة في كل مكان في الصحف والمجلات والمنصات الرقمية داخل وخارج السودان.
بعد إندلاع شرارة القتال في العاصمة الخرطوم يمم وجهه شطر عاد مدينة كوستي التي أحبها حبا جما ، ليشارك ضمن آخرين في تأسيس منظمة كوستي للثقافة والتنمية ثم رئيسا فخريا لها ورئيسا لتحرير مجلتها.
ساهم صديق الحلو مع آخرين في تحرير ملفات ثقافية لصحف ومجلات محفوظة في ذاكرة الثقافة السودانية ، إلى جانب مساهماته في تأسيس منتديات ثقافية وفنية وروابط أدبية كرابطة الأصدقاء الأدبية بكوستي ، هذا فضلا عن إثراء الساحة الثقافية بأعمال ومداخلات ومشاركات فعالة ومثمرة.
نهاية العام الماضي بدأت مشروع تكريم صديق الحلو عبر نقاشات عملية في تفاصيل المشروع ، من فيلم توثيقي وأوراق نقدية وغيرها ، طرحت المشروع على رئيس قطاع الثقافة بولاية النيل الأبيض الأستاذ أحمد آدم النعمان ، وافق الرجل لكن بإعفاء النعمان توقف مشروع التكريم.
كان يسابق الزمن من أجل إنجاز آخر رواياته التي ربما إنتهى من كتاباتها لتطبع لاحقا في جمهورية مصر العربية قريبا.
انتقل صديق الحلو إلى الرفيق الأعلى ظهر اليوم الحمعة ليترك الحلو مذاقا في القصة والرواية والنقد والصحافة الثقافية.
رحم الله عبده صديق الحلو وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، إنا لله وإنا إليه راجعون
*صحافي سوداني
////////////////////

 

آراء