مشكلتهن أكثر تعقيداً

 


 

 


كلام الناس السبت

 

*أكتب لك اليوم عن مشكلة تربوية تؤرقني وانا في هذه القارة البعيدة في أقاصي الدنيا‘ هذه المشكلة تتعلق بإبنتي الكبيرة التي تدرس هنا في الجامعة لأنها منذ ان نالت حقوقها في أستراليا أصبحت

ترفض السفر معنا إلى السودان.
*هكذا بدأت السيدة ع.ع رسالتها الإلكترونية بعد مقدمة لم أرد شغلكم بها عن كلام الناس السبت الذي قالت أنها افتقدته في الأونة الاخيرة وطلبت مني عدم تغييبه مهما كانت الأسباب.
*قالت ع.ع أن إبنتها اصبحت تختلق الأعذار كي لا تسافرمعنا في الاجازة إلى السودان وعندما ألححت عليها لتخبرني عن السبب قالت لي أنها تخشى إذا سافرت للسودان من الضغط عليها من الأهل كي تتزوج.
*أضافت السيدة ع.ع قائلة انها ليست وحدها وحدها من تقول بذلك فقد استمعت لهذه الشكوى من أمهات سودانيات أخريات يقمن هنا من بناتهن اللاتي أصبحن يقلن مثل هذا الكلام.
*صارحتني إبنتي قائلة : إن الزواج المطروح من قبل الأهل في غالب الاحيان يكون زواج مصلحة الغرض منه الحصول على طريقة لدخول أستراليا .. وقالت ان التجارب العملية لمثل هذه الزيجات محبطةومؤسفة.
*أوضحت ع.ع أن إبنتها محافظة ولم تنجرف في الحياة الإجتماعية بأستراليا‘ لكنها تخشى من الزواج بهذه الطريقة البعيدة كل البعد عن تطلعها إلى حياة زوجية سعيدة هانئة قوامها المودة والتفاهم والتوافق والمشاعر المتبادلة.
*هكذا طرحت ع.ع هذه المشكلة التربوية المهمة التي تعاني منها بعض الأسر السودانية المقيمة في أستراليا وفي دول المهجر الأوروبية‘ وهي مشكلة قديمة متجددة حتي داخل السودان .. ذكرتني صيحة صديقي الممثل الكبير علي مهدي على خشبة المسرح القومي بأمدرمان وهو يقول : أنا داير عروس مغتربة.
*للأسف الزواج في السودان مازال يعاني من التعقيدات الإقتصادية والإجتماعية التي أفرزت بعض الحالات الفاشلة للزواج الناتج من " الشفقة" الزائدة من بعض الأباء والأمهات على مستقبل البنات خاصةعندما يبلغن عمراً يعتبرونه فاصلاً في حياتهن الإجتماعية.
*أصبح من المعتاد في السودان تحويل الزيارة التي يقوم بها أهل العريس إلى أهل العروس للتعارف أو للخطوبة إلى عقد قران باختصار مخل في كثير من الأحيان لمرحلة التعارف والتوافق‘ وذلك باقتناص الفرصة وإدخال المتقدم لخطبة إبنتهم بعجلة وشفقة إلى عش الزوجية.
* مشكلة البنات اللاتي يعشن مع أسرهن في الخارج أكثر تعقيداًخاصة في حال إنقطاع العلاقات الأسرية والمجتمعية مع الأهل والأقارب في السودان‘ لهذا أجد العذر لإبنة السيدة ع.ع وأحمل الأسر المقيمة خارج السودان مسؤولية القطيعة الأسرية والمجتمعية‘ لأنه لابد من تعميق الصلات الأسرية والمجتمعية بينهم وبين أهلهم وأقاربهم في الداخل منذ الصغر حتى يربط الصغار والشباب بروابط وثيقة تتيح لهم/ن الفرصة كي يتعارفوا ويتقاربوا لإتاحة فرص الإختيار الطبيعي المعافى‘ بدلاً من إدخالهم/ن في تجارب فوقية منبتة لبناء أسر تفقد أهم مقوماتها المرتكزة على المودة والرحمة والتقارب الحميم والأحلام المشتركة والمشاعر المتبادلة.

//////////////////

 

آراء