مصير مرعب ينتظر المعتقلين من أعضاء حكومة حمدوك

 


 

 

في مايو 69 أقدم الرئيس نميري على تنفيذ إنقلابه ضد حكومة إسماعيل الأزهري ، وكان الزعيم الأزهري سياسياً بسيطاً لا يعرف العنف وليست له صلة بالفساد ، ولكن نظام النميري أعتقله وزج به في سجن كوبر و عاقبه ومنع عنه الدواء ، فمات الزعيم الأزهري بسبب ضغوط الإعتقال والمرض ، اما السيد المحجوب فقد تم نفيه إلى مدينة جوبا ...
والأن يعود نفس التاريخ المخيف ليطرق الباب من جديد ، والكثير من المراقبين يعتبرون أننا امام أزمة رهائن سوف تنتهي بتقديم شروط الإذعان والطاعة فيزول هذا الكابوس ، الفريق برهان صنع أزمة رهائن ربما ليساوم بهم المجتمع الدولي في حالة فشل الإنقلاب وقرر التراجع ، ولكننا نفهم نفسية الأشخاص الذين تم إعتقالهم ، فهم يمثلون جيلاً من المناضلين الذين واجهوا نظام الإنقاذ ، ولذلك أستبعد عملية الإمتثال لمطالب العسكر، وهم يفضلون السجن والإعتقال على الخنوع والرضوخ ، وعندها نكون امام خيار وهو الإغتيال المعنوي والصحي ..
وحتى كتابة هذه السطور لم تخرج اي جهة قضائية بأي بيان لتؤكد عدد الأشخاص المعتقلين واماكن احتجازهم وظروفهم الصحية ؟؟ وهل تم التواصل مع اسرهم وذويهم ؟؟
فقد تعرض كل من المهندس خالد سلك والأستاذ ابراهيم الشيخ للضرب والتعذيب على مرأي اسرهم ، ولا يُعرف حتي الآن هل تم علاجهم أم تُركوا لينزفوا حتى ساءت حالتهم الصحية ؟؟
وظروف الإنقلاب الحالية تختلف عن سابقاتها ، فهناك خطاب عنصري عنيف ضد المكون المدني في الحكومة ، وقد تحدثت إحدى عضوات الحركات المسلحة في رغبتها بأكل كبدة الأستاذ إبراهيم الشيخ وذلك من عبر منصة إعتصام الموز الذي دعمه الجيش ، وهناك خطابات عنيفة صدرت من تلك المنصة تحدثت عن تبنى الفوضى وحرب تحرير قادمة تستهدف المكونات العرقية في الخرطوم واوهام راسخة لآل دقلو حول غزو مروي ..
تحت كل هذه الظروف كل يوم يمر يزداد الخطر المحدق على المعتقلين ، الفريق برهان يعلم الآن أن مراكبه قد احترقت وبأنه لا مجال للتراجع حتى وان استدعى ذلك حرق كل المدن السودانية بمن فيها ، فهو الآن يلعب دور (نيرون ) الذي احرق روما ، لذلك لن يأبه كثيراً للنتائج السالبة ولن يحفل بسقوط الضحايا وسفك الدماء ، الفريق برهان يقود معركة الغرور الشخصي والإنتصار للذات في حدود الممكن واللا ممكن ولا يكترث بما يجري حوله من أحداث ، فكل الإنقلابات التي تحدث في العالم يكون هناك مؤتمر صحفي بعد نجاح الإنقلاب يتحدث فيه الضباط المنفذين عن خطتهم وكيف سيتواصلون مع العالم وكيف سيتعاملون مع رموز النظام القديم ، حتى حركة طالبا المتشددة استوعبت اهمية سلاح الإعلام والتواصل مع العالم حتى وان اختلفت معه في الطريقة ..
نجح الفريق برهان في إحراز درجات في الجزء من الإمتحان وهو تفعيل المؤسسة الأمنية والإعتقالات ، ولكنه فشل في الجزء الأصعب وهو مواجهة الشارع والمجتمع الدولي في آن سواء ..
ولم يتبقى له من الذخيرة سوى التوم هجو والذي يعمل في هذا الجو المضطرب من اجل حشد معتصمي الموز لمباركة الإنقلاب .

 

آراء