مطامع تنقُصها قِيِّم !

 


 

هيثم الفضل
22 March, 2023

 

haythamalfadl@gmail.com

صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
حتى (التكالُب) على السُلطة والصراع من أجل مُحاصصة المناصب له من الأدبيات و(الأخلاقيات والقيَّم) ما يجعل المُراقب لحال واقعنا السياسي اليوم من منظور من يسمون أنفسهم بالكُتلة الديموقراطية (مستغرباً ومُندهشاً) من حالة إنعدام (هيبة) ومكانة (المنطق والكرامة) و الحياء من الوطن والأمة فيما يبذلونه من جهود لا تخلو من مذلة ونحيب وبكاء لا تخطئة عين في إطار محاولاتهم اليائسة (للإنغماس) مرةً أخرى في مسيرة العملية السياسية الجارية الآن ، مُعتقدين أن ما سينتج عنها من مُخرجات أهمها تشكيل حكومة مدنية تستأنف بناء دولة العدالة والديموقراطية والحريات ، ستفتح عليهم أبواباً جديدة (للتمتُّع) غير المشروع بمُقدَّرات البلاد ومواردها وعرق شعبها الذي ما زال حتى اليوم يبذل التضحيات تلو التضحيات من أجل الخروج من المأزق الذي ادخلتهُ فيه شًلة الإنقاذ البائدة.
البشاعة التي تبدو على محاولات فلول الكتلة الديموقراطية التي تعُج برموز المؤتمر الوطني المحلول في تصعيد إندفاعهم تجاه عرقلة العملية السياسية المبنية على الإتفاق الإطاري ، تتجسَّد صورتها بالنسبة إلى الحادبين على مثول دولة المؤسسات والعدالة وكأنهم قطيعٌ من الذئاب (يستمتع) بنهش جسد الوطن والأمة ، فقط لينعموا بالمزيد من رغد العيش والتمرُّغ في نعيم السلطة وموارد الدولة ، وصدق من قال أن زماننا هذا هو زمان الفخر بالنقائص والسمو بالإنحطاط ، فعندما تغيب القيِّم والأخلاقيات حتى في أوجُه الحرب الضروس أو حتى الصراع السياسي ، ينفتحُ باباً واسعاً ليُسجِّل التاريخ أشكالاً من الجرائم والفضائح كفيلة بأن يفقد مُرتكبها حياته عبر التورُّط فيها وفقاً للقانون والأعراف التي توافقت عليها الإنسانية عبر تجاربها التاريخية ، كيف لرموز الكتلة الديموقراطية الذين يوالون فلول الإسلامويين الذين ثار ضدهم الشعب السوداني ، ولهُ معهم ما لهُ من جراحات ومظالم وحقوق ، أن يتنَّصلوا من (فضيلة) الإنتماء إلى هذا الشعب عبر ما يبذلون من جهود مُضنية و(فاشلة) للوقوف في وجه إرادته الحُرة ؟ ، وكيف لا يعلمون أن الشعب السوداني على علمٍ وإداراكٍ تام أن ما يبذلونهُ من تهديدات وإتهامات وشتائم تجاه الإتفاق الإطاري والقائمين عليه إنما هو (إستهداف) مباشر وسافر لا يقبل التأويل لإرادته الحُرة ومطالب ثورتهِ المجيدة ؟، فعلى الأقل ما جاء في بنود الإطاري يحقِّق ما يفوق الـ 95 % من مطالب وشعارات ثورة ديسمبر المجيدة ، رغم الخلافات الفرعية والثانوية التي تفاصلت منظومة قوى الثورة الحيَّة حولها ولكن في نهاية الأمر ظلت هذه الخلافات في الرؤى بحمد الله رشيدة وحكيمة ومنطقية ولا تستهدف سوى المصلحة الوطنية.
ولن يدفعنا الخوف من الإتهام بالإنتماء السياسي لتلك الكتلة السياسية أو غيرها ، من قول كلمة حق يعلمها مُعظم السودانيين ، وتتمثَّل في أن الواقع الفعلي لمجريات الحراك الثوري وعبر كل المراحل التي تجلَّت فيها الإنتصارات والهزائم المرحلية والنجاحات والإخفاقات ، أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن رموز وقيادات المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير هم الأكثر وطنية وثورية وصموداً وكرامة ، وهم الذين دائماً كانوا على رأس قائمة من تستهدفهم مكائد الفلول والقوى الرجعية والدولة العميقة ، هم كانوا أول ضحايا إنقلاب 25 أكتوبر المشئوم الذي حاول مهزوماُ دحر الثورة وإغلاق الستار على هتافات الإرادة الحُرة لهذا الشعب الباسل ، فصمدوا وتحَّدوا الواقع المرير وجابهوا الطاغوت نيابة عن الجالسين في بيوتهم يحلمون بدولة العدالة والمساواة ولا يحرِّكون ساكناً ، ونيابةً عن الذين إستسلموا أو تآمروا وخانوا مقابل (التمرُّغ) في خيرات المهمشين المنهوبة ، وحقوق البُسطاء والمغلوبين على أمرهم ، نقولها ولا نخشى التخوين والشيطنة أن قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وقادتها ورموزها خاضوا بشجاعة وحكمة و(عقلانية) حرباً ضروساً من أجل أن لا يُضام الشعب السوداني في آماله وأمانيه وتطلًّعاته نحو الحرية والعدالة والتنمية المُستدامة ، والزهو بدولة المؤسسات والقانون .

/////////////////////////

 

 

آراء