معاش اهل السودان في ظل الثورة !! لا كعبًا بلغ ولا كلاب !!!

 


 

 

————————-
جاء في الاثر ان اعرابية كانت تقطن الصحراء ، ارادت ان تحج بيت الله الحرام فركبت ناقتهاوتيمنت صوب البيت الحرام وفي الطريق تعثرت ناقتها فانكسر ساقها.
ناجت الله قائلة ياربي :
خرجت من بيتي الى بيتك ، فلا بيتي ولا بيتك !!!
انها مناجاة العتاب والرجاء والامل .
كحال الاعرابية هذه خرجت جموع الامة السودانية على الظلم الفساد وشظف العيش وانتهاك الحريات والقتل ( سمبلة ) .
جماع مولود الحكومات الديكتاتورية قاصدين العدل وحفظ الحقوق ورخاء العيش والحرية والسلام والعدالة يقاتلون سلمًا بهدف الانتصار لدولة المدنية والحضارة والتحول الديمقراطي .
اسرج كل منهم دابته وأتوا رجالا من لا يملكون الضامر ، اتوا جميعا من كل فج عميق ليشهدوا ميلاد طفل تخلق بدماء نضالاتهم ، بنطفة قذفها الشباب الواعد والبسطاء الانقياء والاحرار فيرحم الامل الطاهر .
ولانها نطفة من طهر الحرية والسلام والعدالة كان للطلاب اليافعين واطفال الرياض قسم فيها و(عود) دون ان يبلغوا سن الرشد او ينمو عندهم شعر الابط والعانة .
ماء حياة الحرية يقفز فوق الأطر والحواجز والمتاريس ليكون نطفة متخلقه فيقول لها الله كونيترساً فتكون سدا منيعا لحماية الحرية والسلام والعدالة ، تتعدد مسمياته تارة يكون ( ترس بري)وتارة اخرى ( ترس شمبات) ومرة ( ترس العباسية) ومرات ( ترس الشجرة واللاماب ) ثم يخلق منكل ترس زوجين اثنين فتكونا ( تروس ) عطبرة - مدني القضارف - الابيض - كادقلي - نيالا .
كان الشعب كله تروساً حتى نال الوطن شيئًا من قبس الحرية فكان ابريل 2019م .
ومعه تدفق فرح الناس جداول ، وامتد بهم العشم مدائن ، وحملتهم اشواقهم للحرية وهناً على وهن امتد لعامين تشرفت فيها مقاعد القصر بحمدوك وزمرته من حواضن الثورة ، فكان العشم فيهم ان يركلوا زيف الدنيا الزائل وان ينبذوا فيها المحاصصات ودولة القبائل والشعب والفرق والاحزاب لتكون الفترة الانتقالية خاصةً لوجهة معاش الناس ، وصحتهم وتعليمهم .
مرة الايام وازداد الوطن مشقة وضاقت بالناس الضوائق ولم يلن منهم عزم .
كبر الألم فكبر عزمهم ، ضاق بهم المعاش فتمسكوا بثورتهم وسلميتهم رغم توهط غدر العسكر .
مرت السنوات وكان الشعب فيها معلمًا وفيها ايضا تقزمت احزاب وادارات وقبائل.
حتى بلغ بهم جهلهم بمطالب الشعب ان قذفهم العسكر خارج حلبة مسير الثورة .
هب الشعب ولم تهب في اوصال القيادات السياسية مشاعرهم احاسيسهم صوب معاش الناس حتى اصبحنا على اتفاق الرجلين بدلًا عن اتفاق المؤسسات .
انه زمان العسكر واصطفاف ايقونة الثورة الى مكونهم العسكري .
ولم تسف الايقونة المبررات ، لقد ضاعت الدماء ، واختفى التكنوقراط ، وتاهت الحكومة المرجوة في اضابير الحركات ولا بواكي على معاش الناس .
مشروع الجزيرة اصبح اثر بعد عين !
والقتل والحرق اشتعل في دارفور !
الظروف الاقتصادية مسكت بتلابيب الناس !
والعدالة عجزت محاكمها عن توفير ( ورق تدوين المحاضر) !
وفي السجون ثوار !
ومن القرارات ايقاف الجريدة والاذاعة !
فماذا بقي للناس من الحرية والسلام والعدالة .
في المؤسسة وشارعي الستين والاربعين وعي من الثورة يشق بريقه عتمة مخازي العسكر .
ومعاش اهل السودان
في ظل الثورة لم يبلغ كعبا ولا كلاب ،،،
جمال الصديق الامام
المحامي
elseddig49@gmail.com
//////////////////////

 

آراء