معاً لتعزيز الهوية لأطفالنا.. حفظها من التلاشي

 


 

ياسر سليم
16 January, 2024

 

yas_shalabi@yahoo.com

ياسر سليم
لعلّ أهمّ التحدّيات التي تواجه أطفالنا في ظل الحرب و تبعثرهم في كل واد ، الحفاظ على هويتهم و حب وطنهم الجريح و المكتول كمد في ظل حرب تم وصفها رسميا بأنها حرب عبثية ، جعلت أطفالنا في حيرة و هم يشاهدون الحرب غير العبثية ..الحرب القدسية في غزة ! و شتان ما بينهما .أطفالنا مابين النزوح و اللجوء و الارتحال وّ انتقال أُسرهم من بيئة إلى أخرى جديدة يشكل تحديًا في تشكل هوية الطفل و خاصة الذين فرض عليهم العيش في بيئة اللجوء
، و التنقل الدائم..عدم الإستقرار ..سمه ما شئت..كل هذه الظروف تعمل بصورة مباشرة على تلاشي و تشظي و ضياع هوية الطفل ،أضف الى ذلك ما نراه أمامنا العصبيات القبلية وعمليات التهجير القسري، وانعدام التعليم والعنف و كافة أشكال الاستغلال، والتفكك المجتمعي، والتوترات بين المجتمعات و غير ذلك ، و عليه، تؤدي كل هذه التحديات الكبيرة الى ضياع جيل كامل من الأطفال وفقدانهم الهوية الوطنية.
تنص اتفاقية حقوق الطفل على أن تتعهد الدول الأطراف باحترام حق الطفل في الحفاظ على هويته (المادة 8) و كما تنص على أن يكون تعليم الطفل موجها" نحو تنمية إحترام ذوي الطفل وهويته الثقافية ولغته وقيمه الخاصة(المادة 29) و كما ينص الميثاق الأفريقى لحقوق ورفاه الطفل على أن واجبات والتزامات الأطفال تجاه أسرهم ومجتمعاتهم ودولهم و على أن يعملوا على خدمة جماعتهم الوطنية و تضامن مجتمعهم و أمته و تعزيز هذا التضامن (المادة 31) . إن تعزيز الهوية الوطنية لأطفالنا تعتبر مطلب أساسي و هي جزء أساسي من تنمية الطفل . تهتم كل الدول بتشکيل الهوية في مرحلة الطفولة التي تشکل الأساس للمراحل النمائية الأخرى و إن الاهتمام بالمواطنة وتعزيز الهوية الوطنية يجب أن يحوز على إهتمام الجميع و أن تُعد برامج متخصصة لتنمية الهوية الوطنية وقيم المواطنة لدى أطفالنا بهدف تعزيز الهوية والإنتماء للوطن وغرس حبهم لهم رغم كل شئ . تهتم الدول والمجتمعات بالتراث بشقيه المادي وغير المادي و العمل على تعريفه للأطفال و تعزيز وعيهم به وذلك لدوره الأساسي في بناء شخصية الطفل و بلورة هويته الوطنية والمحافظة عليها .نكرر أنه يجب علينا العمل على غرس الهوية و روح الانتماء لدى الطفل ليبدأ بحب الوطن و يشعر بالإنتماء والفخر لوطنه .علينا إرساء قواعد الوطنية و الهوية و التراث و غرس هذه المفاهيم وسط الأطفال .
علينا إستخدام التهج المحجوبي لتعزيز حق الأطفال في الهوية و غرس حب الوطن ، و كما هو معروف للجميع فإن محجوب شريف هو ملهم الهوية و الوطنية و التراث و رمز الفخر و النزاهة والأب الروحي و الملهم للأطفال و للشعب، تكون التربية الوطنية بالقدوة أن يكون الملهم حياته تتطابق مع أفعاله و كلماته و ليس كالاخرين الذين ينطبق عليهم قوله تعالى ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) .ذاق ما ذاق من الويلات ، لم يلعن وطنه ،.بل زادته الخطوب حبا لوطنه..وحبا للسلام..لأنه يتجرد من الأنانية و ينظر الى عيون الأطفال..و ما أدراك ما تحمل عيون الأطفال من الأمل و السلام و المستقبل . يقوم النهج المحجوبي لتعزيز حق الهوية للأطفال على أربع ركائز : أولها نروي لهم عن حياته و صدقه كمعلم نذر حياته للأطفال و تعليمهم حب الوطن ، أما الركيزة الثانية،فهى تعليمهم أشعاره التي تحمل اللحن و الموسيقي في دواخلها و تهز الأطفال هزا و تحرك كل الحب للوطن منها على سبيل المثال :. سيد نفسك مين أسيادك ... فديتك يا مديد القامة ....وطن شامخ وطن عاتي .وطنا البإسمك كتبنا و رطنا..أحبك..مكانك صميم الفؤاد و بإسمك أغني .. بحضرة جلالك .. يطيب الجلوس..مجيد المهابة ..الاسم الكامل إنسان .. والشعب الطيب والدى .. والشعب حبيبي وشرياني .. اداني بطاقة شخصية.. بناضل بتعلم ..علشان مستقبل إنساني ..وعشان أطفالنا الجايين...حنبنيهوا البنحلم بيهو يوماتي..وطن شامخ وطن عاتي..لأنك محنّك عميق الدروس .. علمنا الرماية .. والحجا والقراية ...فديتك يا مديد القامة ..يا شعباً سديد الرأي ..أقبل وين أفوتك وفى حماك حماي .بالسودان مواقفنا ..وللسودان عواطفنا..وبنفتديك حنفتديك ما بنرمي إسمك في التراب...وعيونا تتوجه اليك..انت المعلم والكتاب . الركيزة الثالثة : تعزيز الأمل و روح التفاؤل بالوطن :تبتبا تبتبا تبتب باكر تعرف تقرا و تكتب ..بكره حيبنو مدائن حب..ما بيعكر الجو صفارة حرب..لا حد يجوع ..لا طفل يئن..لا تعجز أم..لا ينزف دم ..لا دمعة في خد ..هدهدا..هدهد .. من حقنا نحلم بي عالم يتسالم..العطر مهب الريح..دوران الأرض مراجيح..والشفع لؤلؤ منثور..سادين السكَّة أناشيد ..أجمل الأطفال قادمون ساعة فساعة ..كل الدنيا بتسأل عنك .. يا مبدع ثوراتك.. وينك.. أنا متفائل بيك وعارف .. إنك يوما ما .. تتجل .. تبقى حديث العالم كلو .. إذاعة إذاعة .. جريدة جريدة. متين تضحك سما الخرطوم ..حبيبتنا ومتين تصفا ..وحياة أمنا الخرطوم ..أشيل شيلى وأشد حيلى ..غني يا خرطوم غني .. شدي أوتار المغنى .الركيزة الرابعة : تعزيز حق الأطفال في السلام و عدم التمييز والبيئة الأسرية :جاي وجاي وجاي .. مافي حاجة ساي. كلو عندو دين .. كلو عندو راي .. ما بين دين ودين..نفحة محمدية دفئاً كالضريح.. ميضنة كم تلالي جيداً في الليالي.. مجداً في الأعالي مريم والمسيح . نحن بنحب شاي الصباح.. والمغربيه مع الولاد.. الزوجه والأم الحنون ..يا والدة يا مريم ..يا عامرة حنية ..أنا عندى زيك كم ..يا طيبة النية ..بشتاق وما بندم ..إتصبرى شوية .ونحن يا ست الحبايب ..من ثمارك..فى دروب الليل نهارك..وقبل ما يطول إنتظارك..نحن جينا..وديل انحنا القالو فتنا..وقالو للناس انتهينا..جينا زى ما كنا حضنك... يحتوينا .
ختاما ، علينا هذا النهج القائم على الحقوق ومن أجل تعزيز هوية أطفالنا و ترسيخ حب الوطن و نبذ الكراهية و التسامح و السلام . يتميز هذا النهج بتفرده في تعزيز قدرات الطفل والهوية وتنمية الإبداع و الوعي وتعزيز القيم لدى الأطفال علاوة على ذلك ، إيقاظ الذات والأمل و الفخر وحب وطنهم رغم الحرب وكل الجراح كما كان يفعل ملهمنا لهذا النهج .
والله الموفق

*ياسر سليم*
*ناشط في حقوق الطفل*

 

آراء