معركة تكسير الأقلام

 


 

 



مولانا الشيخ كمال رزق امام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير من الائمة الذين تقصد الصحافة خطبهم لان غالب خطبه تتعرض للشان السياسي وهو من الائمة الذين لايستثنون حتى الحكومة اذا راى فيها مالايعجبه  كما انه يتناول قضايا الطبقات الفقيرة وهو   من المهاجمين للمعارضين الحكومة خاصة المصنفين في خانة العلمانيين فلديه فوبيا عالية من العلمانية وبفهمه الخاص لها .مولانا كمال تعود ان يرد على ما تثيره الصحافة من اراء لاتروق له وهو لايعمل بسنة قال كتب كاتب  او مابال قوم يكتبون  انما يذكر اسم الكاتب ويقرا مايريد من كلامه ويرد عليه وقد سبق لي ان كنت ذات مرة  في مرمى نيرانه فكتبت قائلا انه انني اعتبر ما قمت به يامولانا كمال انفرادا يرقى لمستوى الغيبة فانا كتبت في صحيفة كان يمكنك الرد في نفس المكان ثم ثانيا انا لم اكن موجودا معك في المسجد وحتى ولو كنت موجود لن تكون لدى فرصة للرد
عدد من الائمة يتعاملون مع الصحافة بطريقة مولانا كمال لذلك يكون من الطبيعي ان يرد بعض الصحفيين بذات العنف اللفظي وتصبح المعركة تجهيل متبادل  فلكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاة كما تقول قوانين الطبيعة . في تقديري ان اي من الفريقين قد ظلم الاخر فالائمة الاجلاء مارسوا سياسة الانفراد بالصحفيين الذين يختلفون معهم واوسعوهم بالعنف اللفظي والصحفيون المحترمون انفردوا بالائمة في اعمدتهم واوسعوهم بعنف الكلمة المكتوبة  وصل الامر درجة ان يطالب الشيخ عبد الحى يوسف بتكسير الاقلام التي تنادي بمنع العلماء من تناول الشان السياسي
في تقديري  ان الاشتباك اعلاه ليس بين الصحافة والمسجد باي حال من الاحوال انما ناتج من بعض المفاهيم الخاطئة التي ينطلق منها البعض  فالمعرفة بالدين ليست حكرا على ائمة المساجد كما ان المعرفة بالسياسة ليست حكرا على الصحفيين فهناك علماء دين اجلاء يفتون على المذاهب الاربعة كما نقول في السودان عندما نريد ان نصف عالما بانه من الثقاة  وليسوا ائمة مساجد ولهم موقف سياسي مخالف لبعض الائمة الذين يصلون خلفهم وهناك كثير من المختصون في السياسة لايتعاطون الكتابة في الصحف ولكن في النهاية يبقى الدين والسياسة من الامور التي يحق لاى الشخص التعاطي معهما فالدين تتطلب العبادة فيه المعرفة والسياسة تستلزم المشاركة فيها التحدث فيها
كما ذكرت من قبل في هذا المكان لا احد منصف يقول بان الائمة يجب ان لا يتكلموا في السياسة (كلمة لا  الثانية سقطت سهوا في المقال السابق) ولكن  دون ان ينفردوا بالمختلفين معهم في خطب الجمعة كما ان مايصدر منهم من كلام في المنبر يعتبر رايا سياسيا وليس فتوى دينية واجبة الاتباع فمثلا الاستاذ كمال رزق في حوار مع الاستاذة لينا يعقوب نشرته هذة الصحيفة في الاول من اغسطس الحالي عندما سالته عن تحريمهم للحوار مع قطاع الشمال قال (لم يحرم احد الحوار)ولكن قال انه حوار غير مفيد لذلك فهو (مذموم)  وعندما سالته لينا الي مدى يجب ان تعمل الدولة بفتواهم بعدم الحوار قال (كلام عجيب الفتوى لم ارها ) وكل بقية كلامه عن عقار وعرمان والامم المتحدة كلام سياسي بحت  فكل ما قاله مولانا كمال للاستاذة لينا  يعقوب كلام موضوعي بغض النظر عن الاختلاف او الاتفاق معه لكن  يبدو ان المشكلة مسحة التقديس التي يخلعها منبر المسجد عليه  وهنا تبدو المشكلة  فلا لتقديس السياسة ولا لتسيس الدين .
عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]

 

آراء