معنا عالم عباس
محمد محمد خير
24 April, 2009
24 April, 2009
أقاصي الدنيا
محمد محمد خير
جين يرى هذا العمود النور أكون حينها قد استقبلت عالم عباس الصديق والشاعر الإنسان ومضيت به (لمقر إقامته) في قلوب السودانيين من عشاق شعره ومن قرائه الذين جاءوا لليلة الشعرية بالشارقة قبل إقامتها بيومين فقد قرأت الترحيب ولمست الفرح في (بوست) فتحه الناقد المسرحي محمد سيداحمد بموقع (سودانيز أونلاين).تأتي زيارة عالم عباس على خليفة تأمل ووجل وعزم، ففي العزاء الكبير الذي أقامه النادي الثقافي العربي بالشارقة لرحيل الطيب صالح تجمع كتاب وشعراء ومثقفون عرب جاءوا للعزاء، ولأن كل الكتاب من ذوي الفقيد فقد كانوا يعزون الدكتور عمر عبد العزيز مدير النادي، وعمر حكاية أخرى هو صيغة ندية خرجت من رحم تحالفات وثقى بين الصفاء والجمال والإشراق والمثاقفة والطهرانية والعرفانية، هو باحث وناقد وإعلامي وتشكيلي ومثقف مديد القامة كوطن وبه مس من السودان أقرب لجنون عذب يجمع بين العقلانية والسوح الميتافيزيقي !سألني د. عمر من ستقدمون لنا بعد الطيب صالح؟ استعدت بهذا السؤال ضراعات امرئي القيس حين قال لها : قتيلك، فسألته أيهم فإنهم كثر ؟1 لم أجب على السؤال لكنني صرت أتأمل صفاً إبداعياً طويلاً يقف في أوله عالم عباس وفضيلي جماع ومحمد محي الدين والصادق الرضي وحسن أب كدوك ومحمد نجيب محمد علي وأسامة الخواض وحميد والقدال ومحي الدين سالم والشاعرة إيمان، وكان الصف يتمدد للخلف ويتموّج وطاف بي إبراهيم اسحق وعيسى الحلو ومحمد المهدي بشرى والجيل الجديد من الشباب النضر، وترحمت على سند ومحي الدين فارس والنور عثمان ومن قبلهم شيخ المجذوب والهادي آدم والعمرابي ويا(أخت من خاض المعارك بالسيوف اللمّع) .وأنا وسط هذا التأمل انتابني إحساس بالوجل فقبل أسبوع كنت أقرأ المجموعة الكاملة لشاعر عربي كبير فاز مؤخراً بجائزة العويس للشعر، غير أني كنت أحس بأنه أقل من عالم عباس بكثير، وبين التأمل والوجل تجمع ثيروكسين الطاقة في حلقي فأفضفى عليّ عزيمة من نوع العزائم التي تقود إلى التحدي فكانت إجابتي على سؤال الدكتور عمر عبد العزيز بالدكتور عبد السلام نور الدين، أليس في هذا ما يشبه (الرد بالسد). كانت أمسية فكرية تطوافة فقد تعرض الدكتور عبد السلام لأزمة الفكر العربي الحديث وقدم نقداً علمياً للعقل البدوي من خلال النص النستولجي الذي يحن للماضي بشكل مرضي وكانت هذه الندوة فاتحة تعاون سيثمر بإذن الله مع إدارة الثقافة التابعة لديوان حاكم الشارقة المعروف بانحيازه لقضايا الفكر والثقافة والأدب.زيارة عالم عباس التي أتشرف بترتيبها والدعو لها وتحديد معالمها تحئ كمحاولة جادة للتعريف الأكثر جدية بالادب السوداني وهذا دأب مثابر للحصول على نتائجه صيتاً وانتشاراً إذا خلصت النواايا وتحددت وجهة السهم لأن واحدة من أهم مشكلاتنا هي مغادرة محطة المحلية لفضاء أعم ومن هنا تتخذ العزيمة شكلها بعد أن حددت الوسائل، قررت إضافة عبء مرهق وجميل لأعبائي الدبلوماسية وذلك بالترويج غير المبتسر للأدب السوداني شعراً وقصة ورواية ودراسات، وما يسند هذا المشروع أن آدابنا تقدم نفسها من خلال نصوصها وهذا ما أثق بأن عالم سيضطلع به وستكون محطتنا القادمة مع الدكتور أحمد محمد البدوي وهكذا سنستمر. * نشرت في صحيفة الأخداث