مع إنسان البحر الأحمر

 


 

 

 

كلام الناس

 

* يسر لي العمل الصحفي زيارة الكثير من المدن داخل السودان وخارجه، أحببت مدناً كثيرة، كل مدينة لها نكهتها الخاصة وبعض الذكريات، لكن تظل مدينة بورتسودان إضافة لمدينة الحديد والنار عطبرة عالقتين في الذاكرة والوجدان.

* إذا كانت عطبرة قد شهدت أيام النشأة الأولى والصبا الباكر، فإن بورتسودان شهدت سنوات نضجي الاجتماعي وقطفتُ من زهراتها شريكة حياتي من معلمات كمبوني بورسودان رقية عبد الله محمد علي من ديم سكة الحديد العريق.

* كانت بورتسودان آخر محطة عمل لوالدي الراحل المقيم الشيخ مدني أبوالحسن - عليه رحمة الله - الذي كان يعمل صرافاً في السكة الحديد وأسهم مع إخوانه في الطريقة العزمية في تأسيس مسجدهم ببورتسودان.

* استقر بها شقيقي تشكيلي البحر الأحمر الرسام المبدع أبوالحسن، الذي خلد تراث البحر الأحمر في لوحاته الباقية، كما استقرت أسرة ابن عمي زوج شقيقتي خيرية كبير المخلصين بالبحر الأحمر جمال الدين محمد رمضان.

* هناك أيضاً شقيق زوجتي المستقر بديم السكة الحديد المصمم الخطاط أحمد عبد الله وبقية الأهل والأحباب في مختلف أحياء بورتسودان، إضافة لرفقاء الدرب في الجنوبية والأسكلا وحي العظمة، وغيرها من أحياء بورتسودان.

* أقول هذا بمناسبة الزيارة التي قمت بها في عام مضى إلى بورتسودان مدينتي التي أحببت، والتي أحرص على زيارتها كلما تتاح لي فرصة لذلك، ضمن كوكبة من رؤساء تحرير الصحف وقادة الرأي، بدعوة من والي البحر الأحمر انذاك الدكتور محمد طاهر إيلا.

* زرناها مع بداية شهور الصيف الصعبة فيها، وتفاقم أزمة المياة بها؛ لنقف مع أهلها الذين ظلوا يجسدون طيبة وسماحة الإنسان السوداني الذين كانوا يتعايشون بسلام، ويحافظون على النسيج الاجتماعي السوداني قبل أن تؤجج بينهم الفتن والنعرات العنصرية التي أشعلت النيران في مناطق السودان الأخرى، لكننا لن نفقد الأمل في عودة وتعزيز قيم التعايش الإيجابي بين كل مكوناتها المجتمعية وأن يعم السلام الشامل العادل كل ربوع السودان في سودان الديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية.

 

آراء