مقارنة نقدية: محاولة لايجاد سيقان لافكار الترابي التجديدية!!

 


 

 

ركن نقاش
كتب الاستاذ ماهر فرغلي في صحيفة التغيير الاليكترونية مقالا بعنوان "البروتستانتية الاسلامية" مشيرا الى "مارتن لوثر الذي ولد في المانيا وهو صاخب الفضل في ظهور البروتستانتية المسيحية" وقاصدا افكار الترابي التجديدية..
يقول ماهر فرغلي: "إن من أهم التجارب فى محاولة إنشاء وخلق تيار ليبرالى إسلامى، تجربة حسن الترابى فى السودان، ورغم ذلك فقد كانت فاشلة إلى حد كبير، بسبب إغراقها فى الجانب السياسى على حساب الجانب الفكرى"، ونقول: لم تفشل للاسباب التي ساقها استاذ ماهر وانما فشلت لانها لم تات بمستندات فكرية تقنع الاخر بها وفي رايي ان الترابي لم يكن اصيلا في طرحه اذ استولى على الفكرة وترك مستنداتها وراءه لتغبيش الرؤية وفيما يلي محاولة نقدية للافكار ومصادرها ومستنداتها..
يقول فرغلي: "وكان من أهم الاستنباطات الفقهية التى توصلوا لها جواز زواج المسلمة من كتابى"...فهل بين الترابي مسوغات ذلك: بالطبع لا ولكننا نجد صاحب الفكرة الاساسية وهو الاستاذ محمود محمد طه يسوغ زواج الكتابي بالمسلمة بمعيار الاخلاق عند الكتابي فاذا كان الكتابي (ليس الكتابي فحسب وانما يضم له اليهودي والبوذي وغيرهم) من من تمتعوا بالصدق والامانة وعدم الخداع وعدم اكل أموال الناس بالباطل وعدم الاعتداء فهو كفؤ للمسلمة، حيث ابقي معيار الاخلاق (الدين وعند الاستاذ محمود ان اادين هو الاخلاق) وهو الفيصل لا العقيدة (الاسلام)..
ورغم قول فرغلي عن افكار الترابي انها دعت: "إلى حرية الفكر والاعتقاد، ورافضاً حد الردة وأى عقوبة على من بدّل دينه"" الا اننا نجده يقف موقفا براجماتيا في محاكمة الاستاذ محمود محمد طه (انظر اعترافات حسن مكي عن موقف الترابي من المحاكمة صحيفة الوفاق)..
يقول الكاتب: "ارتأى هذا التيار تجديد الإسلام بشكل شامل يتجاوز الشكليات، متبنياً فى قضايا المرأة... خطاباً وصل إلى التأكيد على المساواة المطلقة بينها وبين الرجل فى الميراث، بل وفى أصل الخلقة، ونقول ان الترابي لم يقل لماذا هي مساوية للرجل حيث نجد الاجابة عند الاستاذ محمود محمد طه في ان المرأة كانت ناقصة عقل مبررا الاسلام نقصان عقلها بالنسيان (...ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى) يقول الاستاذ محمود انها خرجت وتعلمت فاستردت بتعلمها قوة ذاكرتها وارجعت كمال دينها حين كان في امكانها حين تترك الصلاة نتبجة الحيض يمكنها ان تمارس التفكير وهي حائض وتفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة " الحديث"..
يواصل فرغلي ليقول: "لكن خلاصة الأمر كله أن زعيم هذا التيار، وهو حسن الترابى السياسى، كان مختلفاً عن الترابى المفكّر، وقد جعلت السياسة منه رجلاً مشوهاً وقضت على أفكاره التجديدية"..ونحن نختلف مع الكاتب في هذه الجزئية فليست السياسة هي من شوهت افكاره وانما منهجه في التجديد الديني هو ما باعد بينه وبين قبول افكاره فالترابي يرى ان النبي في الامور التشريعية اذا اخطأ يصححه الوحي اما في الامور غير التشريعية (وهي - عنده - طيف واسع من شؤون الحرب والزراعة والطب وكل الامور الدنيوية) اذا اخطأ لا يصححه الوحي وانما يصححه الترابي وجماعته (انظر كتابي - النبي المصطفى المعصوم بين دعاوى التجديد ودواعي التطوير - توجد نسخ منه بمركز الخاتم عدلان للاستنارة)..
واصل الكاتب ليقول: "وكان أخطر ما فعله هو دعوته لتطبيق «النظام الخالف»، أى توحيد التيارات الإسلامية بمختلف مسمياتها" ونقول تحدث الترابي اولا عن "التوالي السياسي" باجماعه السكوتي وكان اول من خرج على التوالي هو الترابي وجماعته في الشعبي بعد المفاصلة السياسية التي تمت بينه وبين البشير (المؤتمر الوطني) في العام ١٩٩٩ ..
eissy1947@gmail.com

////////////////////////////

 

آراء