ملتقى كنانة.. المؤامرة!! (الاخيرة)

 


 

ياي جوزيف
5 April, 2009

 

أسس جديدة

 

خفايا ملتقي كنانة بدات تظهر رويداً رويدأ..

 ولحد الآن هنالك كثير من اللحظات المأساوية طغت علي جلسات الاجتماع ما بين (مهرج ومنتقد)، حيث ختلف الموتمرون علي مجمل القضايا ومن البديهي أن يحصل ذلك في مثل هذه (اللمات) المعقدة كـ(لحم رأس) بالبلدي حيث تسود الفوضي (النضمي!)، المهم فشلت المؤامرة في مهدها كما قلناها سابقاً وغابت أغراض التآمر والمكايدات التي كانت تسوق ضد روح التعايش والسلم الجمعي في الجنوب وعاد المؤمترون بخفي حنين غير متوقعة من مخططي الملتقي. ولم يشهدوا سوى غبار البهدلة السياسية، وفشلوا في ان يحافظوا علي (ماء وجهوهم) في خطوة أحسب أنها متاخرة بان تكتب وثيقة (الوصايا السبعة) ويتم تسليمها لرئيس حكومة الجنوب القائد سلفاكير ميارديت وهي عبارة عن قائمة ممتدة ومليئة بالمواعظ الحسنة ولا أكثر. ولستُ هنا بصدد الحديث عن تفاصيل وثيقة (الوصايا السبع) لانها مولودة كسيحة ومكفوفة لا تتعدي أنها وثيقة للعلاقات العامة، وإنما أود التوقف عند الموعظة السياسية نفسها وأبعادها المخفية عن الكثيرين منا، والتي تقوم بدورها (الاصنام) السياسية أو أولئك الساسة الذين يبحثون عن منابر وموطئا لقدميهم بعدما تجاوزتهم الازمنة، إذ لم يعد هناك مقدّس في الحياة السياسية السودانية، فإن الأصنام اللي تدّعي (الصونمة) السياسية الآن تبحث عن (أب شرعي) كما قالت الزميلة (الرأي العام) بالامس، وهولاء (الساسة!) ما زالوا قائمن كالأشباح بيننا، ]ويهددون أرواحنا وعقولنا، ويلقون بظلالهم على مشاكلنا وطرائق تفكيرنا[ في محاولات محمومة، لتجديد بريقهم المنطفئ.. كي يواصل (الكابوس!) هيمنته على حياتنا السياسية والذي يتم تحريكه بـ (الرموت كنترول) من الخرطوم، وتبعا لذلك لا زالوا هم أسري لرؤاهم (القديم)، واسير لذائقته الذي يرتعش من الأقتراب من حدود (التابو!)، وتستمد الكثير من جذوتهم من روح القبيلة المعاصرة.. فكيف يقود الاعمي السياسي رهطاً من (العمايا) السياسيين وأخشي أن ينطبق عليهم قول يسوع المسيح: (أتركوهم. هم عميان قادة عميان. وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة) ـ (متى 15: 14).. إن الإنسان لا يقدر أن يعطي شيئاً لا يملكه... هولاء (الاصنام) فإن كانوا يريدون أن ينيروا على الآخرين يجب أن يكونوا في الاول أنواراً. وإن أردوا أن يقدموا (الخدمة) والحياة السياسية للآخرين فيتحتم عليهم أن تكون الحياة نفسها فيهم وأنني لا أري فيهم ذلك من خلال أنشطتهم السياسية... وهكذا تنطبق كلمات المسيح علي (ملتقي كنانة) والمؤتمرون الذين ينادون بالخلاص في الجنوب ولا يملكون شيئاً، فيجب أن يختبروا انفسهم أولاً قبل الآخرين. الهدف من ملتقى(كنانة) ليس بغرض شريف، لان الدعوات لحضور الملتقى كانت حصرية لأحزاب (الديكور والحقائب!)... وحكايتهم معلومة حيث هناك خوف صريح، ومبطن، ومكشوف الاسرار ومخفي يراودهم علي الدوام ولا يفهم ذلك إلا المتآمرون أنفسهم، لانهم فهموا بانهم يقفون علي سطح الرمال المتحركة. لقد آن الأوان لـ(الاصنام) السياسية ان تبطل تآمراتها ضد الجنوب والجنوبيين، وأن نتتحرر من الوثنية السياسية، ومن ثقافة (السادة أو السيد الفلاني) إذا كان هناك سيداً فيجب ان يكون هناك العبد ـ ولو لم يرض العبيد بالسادة لما سادوا علينا.خلاصة القول أود أن اختم بقصة (جحا) ـ حيث كان جحا نفسه ذات يوم يقف على رأس جبل عال ويقول في نفسه: لم أكن أتصور الناس صغارا بهذا الحجم؟!!.. بفارق ان (الديناصورات) السياسية كانوا يحلقون من فوق جبال (الاوهام) من مظاهر الاستعراض، وتضييع للوقت في برامج غير مجدية، غير الحفاظ على مظاهر الأُبهة... قائلين الجنوب في خطر الآن؟! فِعلياً الجنوب يحتاج لخطوات جادة في المصالحة الذاتية ومكافحة الفقر وبسط الامن وغيرها، لكن نرفض تفصيل الحلول المرجوه بمقاييس المؤتمر الوطني داخل النادي الكاثوليكي.. الحركة الشعبية قالت كلمتها علي لسان ناطقها الرسمي (لا علاقة لها بكنانة) ويبدو ان الوصايا في طريقها الي سلة المهملات وانقلب السحر علي الساحر واللي (بتسويه بيدك يغلب اجاويدك).. ويا رحم الله ملتقي كنانة بعدما ان فرغت (كناناتهم!) من المؤامرات ـ (كنانات) هي جمع لمفردة (كنانة)السهام. وهي عبارة عن جراب مصنوع من الجلد يحمله الفرسان علي ظهورهم حيث يضع فيه (السهام)، فهل فرغت كنانة (الجماعة) من مؤامراتهم؟!.  

 

آراء