ملتقى كنانة.. المؤامرة!! (2)

 


 

ياي جوزيف
5 April, 2009

 

ياي جوزيف

 نواصل الحديث عن ارهاصات اجتماع الـ (35) شخصاً من قيادات المؤتمر الوطني ـ دائرة قطاع الجنوب، ولفيف من الانتهازيين (الجدد) أو الديناصورات والأصنام السياسية ـ والذين يمثلون صفوة (الأبوية السياسية) بالجنوب يقفون ضد أية تجربة شابة تدخلهم إلى عالم النسيان.خفايا من ملتقى كنانة تظهر رويداً رويداً.. ولا يفوت علي أي إنسان تتوفر له أبسط مقومات التحليل المنطقي والتفكير العاقل أنّ ملتقى كنانة هو (تآمر) يهدف لتحطيم آمال الجنوب بعد السلم، والعودة به إلى مربع الاقتتال والحرب، والتلاعب بثرواته، وتزوير تاريخه... إلخ، وهذه المؤامرات تحركها جهات ذات أغراض ونوايا (سيئة)، بل وربما تكون متعارضة، ولكن يجمعها هدف واحد، وهو (تفكيك) النسيج الاجتماعي بالجنوب، ويظهر ذلك في ما كتبه اسحق فضل الله بـ(مرارة سكر كنانة!) ولا شك أيضاً أنّ المتأمرين يستغلون ثغرات معينة في تاريخنا، وفي عاداتنا وتقاليدنا وأخرى في خيابتها التي نستخلصها من وراء سطور التآمر:"... سكر كنانة سوف يظل مذاقه مراً في فم السيد سلفاكير...." ـ "والأمر يصبح أكثر خطورة حين تكون أيام كنانة الآن هي ذاتها الأيام التي يلتقي فيها النوير مع النوير ثم النوير مع المورلي ...." ـ " بور الآن فارغة فقد هجرها أهلها هرباً من الهجوم الذي يقترب... لكن الزحف الذي يحاصر (بور) من هناك ليس أخطر خطورة من الزحف الذي ينطلق من كنانة.. شيء ضخم جداً يحدث..) انتهى. وبالتالي تشكل هذه الإشارات باكورة لمخطط تآمري خطير لم تكتمل دائرته بعد بكنانة، بالرغم من أنّ طبخه قد تمّ داخل مقر المؤتمر الوطني بالنادي الكاثوليكي في الخرطوم.وإذا افتراضنا ان (ملتقى كنانة) ليس بالمؤامرة ذاتها!!، ولكن لدينا تساؤلات واضحة وتحير (بوبينا!)... طبعاً الانجليز يطلقون على "الجرو: صغير الكلب" لقب (بوبي) وهذه الأسئلة يصعب القفز عليها بدون الإجابة الشافية عنها: لماذا تخلّف أو قاطعت قيادات مؤثرة من الجنوب الملتقى؟!... أمثال جوزيف اوكيلو ـ "يوساب"، وعبد الرحمن سولي ـ "جبهة الانقاذ"، ود. رياك قاي ود. تومبي مدوت ـ "سانو"، وكثيرين من قادة الأحزاب الجنوبية.. ولماذا وقع اختيار كنانة لإقامة الملتقى بعيداً عن أجهزة الإعلام؟!، ولماذا تتم الدعوة له سرياً؟!، وكيف تمّ اختيار المؤتمرين للملتقى؟! وبأي معايير تمّ ذلك؟! ومن أين أتى التمويل للملتقى؟! إن لم يكن هناك وجود لمؤامرة وجهات (ما) تخطط وبالفعل تخصص جزءاً من تفكيرها ووقتها وميزانياتها وقوتها لتوجيه ضربات موجعة معلنة أو مستورة للحركة الشعبية وقوى التغيير قاطبة فإنّ هذه الأسئلة كفيلة بأن تبرهن صحة ذلك كله، وتكفي أجندة (ملتقى كنانة) أنّها بذرة لمؤامرة مستمرة ومنظمة وخطيرة. أمّا السؤال الآخر فمفاده: هل المؤتمرون من قادة أحزاب (الديكور و الحقائب) هم بالفعل جماعة من الأغبياء والجهلة كي يسيروا على هدى خطة التآمر بدون وعي، و يفعلون ما لا يريدونه مجاملة لأعداء السلام والجنوب تطوعاً حتى بعد ملتقى الحوار الجنوبي ـ جنوبي السابق؟!.هناك سمة من سمات قادة العمل السياسي في الجنوب منذ عقود طويلة وهي أن اختلافهم في ما بينهم من قضايا أو رأي لا يفسد للود قضية وإذا ما حدث عكس ذلك فعندها تنقلب السياسات رأسا على عقب، وتصبح قبلات الأمس بصاق اليوم وسبّاً ولعناًً.. فهل تكون مصلحتنا الفردية مقدمة دائماً على مصلحتنا الجماعية لدرجة تجعلنا لا نفرِّق بين القبيح والجميل؟!.بالأمس انفض سامر الملتقى بدون الاجماع حتى على خطة معينة وغابت أجندة الجنوب عن الطاولة، وطغت النوايا الشخصية على الامور، وباتت المؤامرة غير (مُرّة) كما تنبأ بها اسحق وصحيفته؛ ولم يذق القائد سلفاكير مذاق سكر الملتقى، بل شربه أهله، ونقول إنّ سكر ملتقى كنانة (مذاقه مُرّ في فمكم!).. و (بور) غير مهجورة، ولا يوجد زحف عسكري ولا شيء ضخم يحدث بل انقلب السحر على الساحر، وعاد (الجماعة) من كنانة بخفي حنين بل و يعانون من مرارة المؤامرة!!..و نواصل،،،،،  

 

آراء