ملكال فاتورة ممتدة!! … بقلم: ياي جوزيف
16 March, 2009
(الأخيرة)
"مبادرة اعالي النيل الكبري".....
ydedut@yahoo.com
نود أن نختتم مسلسل فواتير أحداث ملكال الممتدة بـ "مبادرة أعالي النيل الكبرى" والتي نأمل أن تكون مخرجاً موضوعياً لانتشال الفتن وإسقاطا لـ (دعاة القبلية) من أبناء أعالي النيل الكبرى أو غيرهم...
حتى يومنا هذا ذات المشهد من: (الذعر والرعب والفقر) في ولايات أعالي النيل الكبرى تتكرر فيها معاناة المواطنين، ولم تحسم الحكاية بعد!!..
متى يخرج الشيطان من مكمنه؟!..
هل (مبادرة) أعالي النيل الحوارية تضع العربة أمام الحصان؟!!.. أم بقدر ما تحاول أن تفتح الحوار الشفاف، وفتح النقاش أمام المسكوت عنه حتى تشمل كل القضايا الخلافية؟!..
هل من الممكن أن نعيد هيبة (أعالي النيل) بمبادرات محلية صادقة تعمل على وحدة صفنا و وحدة خندقنا، وتجعل من وحدة خطابنا التنموي والأمني أمراً ممكناً؟!..
في الوقت الذي نحن فيه أحوج ما نكون فيه إلى مبادرات صادقة، لرأب الصدع أولاً في أعالي النيل الكبرى..!
وفي الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة إلى إرساء قيم التعايش الاجتماعي واستعادة صمام السلم الأهلي المنهار بفعل فاعل...!
وفي الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة إلى إعادة بناء ما أفسدته (الجماعة) من تدمير لحصن وحدتنا المنيع..
وفي الوقت الذي يجب أن نرتب فيه أولوياتنا السياسية والتنموية وتكثيف الجهود بيننا حتى لا تكون البدائل لدينا (صفرية) على أنقاض الاندفاع الانهزامي في مواجهة (خصومنا) الدمويين وغيرهم...!
من كل هذا وذاك .. ومن منطلق التزامنا الثابت في إيجاد نماذج موجبة وإجابات شافية لهذه التساؤلات وغيرها.. ولقناعتنا بالدور الرئيسي في ما يمكن أن نؤديه لاجتراح معجزة للتوصل إلى تسوية سلمية للخطر الداهم، وإدراكاً منا لكل الظروف المحيطة بأزماتنا وأبعادها المحلية ولكل التعقيدات التي تكتنفها وامتداداتها المتشعبة، فقد ارتأينا أن نبتدر هذه (المبادرة)، ونسميها بـ (مبادرة أبناء أعالي النيل الكبرى حول القضايا المصيرية).. ولماذا هي مصيرية؟!، لأنّها تحدد خارطة مستقبل سير أعالي النيل الكبرى التنموية والاستقرار الأمني.
ونضع بين أيديكم هذه الأفكار وبعض التصورات التي نرى أنها قد تساهم فيما نتمناه جميعا في (تأمين) المنطقة، وما نحرص عليه كلنا من حماية للجنوب أولاً ومن ثم أعالي النيل الكبرى وضمان المستقبل للأجيال القادمة و وحدة أراضيه وتجنيب المنطقة التداعيات التي قد تترتّب على ما نراه اليوم من استعدادات وحشود وتجهيزات عسكرية يصعب التكهّن بما ستسفر عنه الأيام من معطيات على أرض الواقع.. وهنا لا نحسب (تضريباتنا) لحزب سياسي واحد بعينه بل لكل أبناء أعالي النيل الكبرى بولاياتهم (الثلاث) وبمختلف توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية حتى لا نقصي أحداً.
لأنّ المخاطر تعظّمت وتحدق بنا، وتستفحل كل يوم وكل ساعة، مُنذرة بأسوأ النتائج وأفدح الأخطار، ليس على الأرواح فحسب، بل على مواردنا الطبيعية بشكل عام؛ تدهور للبيئة وتفشٍ للأمراض الدخيلة.. ومن أجل أن تنهض المنطقة من كبوتها، وأن تكون مثالاً يحتذى به في الجنوب، وأيضاً من أجل ألا يجوع مواطنوه كل مرة أو يحرموا من حقوقهم الأساسية، وألا يُظلموا أو يُهملوا، وألا يلغى أو يهمّش شأنهم.
النقاط التي نراها مهمة في المرحلة الحالية لـ (المبادرة)، طرح الفكرة ثم ترتيب لموتمر عام يشارك فيه مجموعة مختارة من مختلف الشرائح المجتمعية من المنطقة من الرجال والشباب والنساء، ومؤملين في تطويرها لتنسجم وطبيعة الحوار الذي سيجريه أبناء أعالي النيل في ما بينهم أنفسهم. سوف يحدد معياد المؤتمر الحوار حول القضايا المصيرية لاحقاً بعد تبلور الفكرة ذاتها قريباً.
خلاصة القول لقد آلينا على أنفسنا ألا نهدأ هذه المرة أو نتقاعس عن عرض وتداول احتياجات المنطقة المشروعة بعد أن مرت أربع سنوات على اتفاقية (نيفاشا) دون أن تلوح في الأفق أية بادرة تنموية من قبل الحكومة إذا وجدت!.. قد يقول قائل إنّ المشكلة داخل أعالي النيل الكبرى هي في الفوارق الجوهرية بين مكوناتها الإثنية أو العرقية، فهي ليست فوارق عارضة يمكن تسويتها أو القفز عليها، وهذه حقيقة، ولكن الاعتقاد بأنّ الحل في توحد أعالي النيل الكبري وتحديد خط سيرها وأولوياتها الماسة من الأمن والتنمية والاستقرار.
كفانا موتاً وتشريداً وكفانا لامبالاة واستغلال موارد المنطقة البشرية في تدميرها. فكيف نفسر الهوان والفقر المدقع في المنطقة رغم البترول والمشاريع الزراعية. بالطبع أي مبادرة جديدة لابد وأن تلاقي ردود فعل مؤيدة وأخرى معارضة، ولكن عند حصر هذه الآراء يمكن معرفة المخرج من الأزمات التي تعيق تطور وتقدم المنطقة.
هذه المبادرة نتمنى أن تجد فرصتها من تبادل الآراء والنقاش الهادف والتداول الواسع بين أبناء أعالي النيل الكبرى حتى يوفقنا الله في المقصد والغرض من أجلها ودمتم.