ياي جوزيف ydedut@yahoo.com الشيء اللافت للنظر والغائب الحاضر في مسار أحداث (قبريال تانج) الأخيرة بملكال وتداعياتها على الوضع الأمني والسياسي الراهن في الجنوب هو تكرار ما هو مُكرَّر، وإعادة إنتاج ما هو مُعاد ومُجرَّب دون القفز عن روتينية تكرار (الغلطات) السياسية والعسكرية، ودون البحث عمقاً في مكامن الخلل ومسببات (الفوضى!) التي اجتاحت (أوكاراً) عديدة، وللفوضى والفوضيين آباء كثر هنا وهناك!!، وسنتناول ذلك بإذن الله في الحلقة القادمة. الفوضى الشاملة تعني؛ دلالات دموية مثلما تعني (الفتنة)، والتحريض، وتصدير السلاح، والعصيان ونقض المواثيق، والقتل، والقهر وسفك الدماء.. وتعني تفكيك النسيج الاجتماعي وانفجارها من الداخل وخرابها. إنّ الفوضى التي تسببها الفتنة، لاتنتج غير انهيار كامل للحياة الناس وتُهدر الأمل وتُشوش المستقبل، فلا استقرار لدولة تحكمها جماعة (الفوضيين!). مدلول تفجير الأوضاع الأمنية بأعالي النيل مؤخراً في غفلة (تخريبية)، وانغماس المليشيات الحكومية في الفتنة كمحاولة أخيرة لانتزاع آخر ما تبقى للمواطن الجنوبي (أمنه)، تمّ ذلك في شكل حملات تصفية دموية واعتداءات وسلب ونهب. إذاً من الذي يحكم الآن؟!.. فالنظام أشبه بالسفينة مثقوبة البطن والمتآكلة، تتسابق عليها ذئاب (الإنقاذ) المتوحشة وهي تلتهم فتات وحطام (الجنوب) مثلما تلتهم القرود (الموز).. من المستفيد؟!، ومن المدبر والمنفذ "للفتنة"؟!، وما دلالة التوقيت الآن؟!. كل هذا ليس مهماً، حتى لا نغرق الساحة والجدل بالأسئلة التوضيحية، رغم إنها مهمة لا غنى عنها في أحيان كثيرة، لننقب عن الحقائق من تحت الأوضاع الأكثر تعقيداً وتشابكاً، ولنتجاوز السطح إلى التضاريس. ماذا تريد جماعة (الإنقاذ) من تفتيت ولاية أعالي النيل؟!، هل النفط أم ماذا؟؟!. لا شك أننا لينا بحاجة إلى كثير ذكاء حتى نُكشف (السر!) الذي لا يمكن إخفاؤه.. بين سطور تصريحات الناطق الرسمي لقوات المسلحة (الأغبش) و (تانج) المليشي، حيث أدلى العميد (الأغبش) قائلاً: (إن القول بوجود مليشيات تتبع للواء "تانج" حديث "لا أساس له من الصحة"، القوات المسلحة لم تضلع في الأحداث التي وقعت بأي صورة من الصور، واللواء "تانج" فهو ضابط بالقوات المسلحة منذ عام 1997م وبرئاسة القوات المسلحة) انتهى. إنّ الخطر الأكبر والذي يمثل رعباً الآن، هو التناقض والتضارب في أقوال (الأغبش) مقارناً بـ(تانج)، وليس من الممكن تجنب (اتهامات) حكومة الجنوب بتورط مؤسسة الجيش الخرطومي والتي ينتمي إليها اللواء (تانج) وشروره الصاعدة من تلك "الفتنة". النّاس يتوقعون الأسوأ؛ لأنّ الحرب هذه بلا نهاية، وعندما يحط الدمار بكلكله (الكل!) فحينها ينكشف المستور، وهذا يسوقنا لـ(سيناريو) آخر متوقع حدوثه: إغراق الجماهير بالفوضى كيّ تعمل الصفوة الإنقاذية من (التمكينيين!) على ضمان وضعها، وهذه "رسالة" موجهة للحركة الشعبية تحديداً في الجنوب وجبال النوبة، مما يتطلب منا استقراء ما ورد ويرد من تصريحات الصادرة من (تانج) ومن يقف وراءه، ولاسيما محضر موتمره الأخير بـ(انتباهة الغفلة) والذي هدد فيه بطرد "سلفاكير" من الجنوب إذا صدر أمر توقيف الرئيس البشير. حديث (تانج) مؤثر في صنع واتخاذ قرار (الوطني)، وعندما نقول هناك مؤامرة ومخطط لتدمير السلام أولاً، ثم (الحركة) فذلك ليس من فراغ، وليس لكوننا ننتمي للحركة الشعبية، فالمؤامرة قائمة بالفعل، وأصحابها قد أعلنوا عنها صراحة ولم يطل الانتظار. عموماً، لابد من تشخيص مكامن وخلل (الفوضيين!) من مخططي (الفتنة!) لدعم مواقفهم السياسية وتوظيف هذه (الفوضى!) وإطلاق ومضات فوضوية (مربكة) كل مرة حتى تتوافق مع معاييرهم (التفكيكية) للمجتمع والدخول في (معمعة) الفوضى وحيزها، ولكن الوقت ليس وقت "الإحساس بالاحتمالات"، فكم أفحش من (الإنقاذ) وثوابتهم الماكرة!، وكم شرّد وكم اشترك في القتل بصورة أو أخرى.. وكادت بلادنا ألا تخلو من بلبلة (الفتن) الداخلية وانقساماً على التآمر أو بما جلبته يد (الفساد) الذي حوّل النعمة الى نقمة.. فعلى أي تربة ستنشأ جبال "الفتنة"؟!.. فليعلم (الإنقاذيين) أن أحداث ملكال فاتورة ممتدة. ونواصل،،،،،،