مليونية الطريق إلى ٣٠ يونيو

 


 

 

١
انطلقت اليوم مليونية ١٦ يونيو هادرة كالسيول في شوارع الخرطوم وبحري وأم درمان. والتي دعت لها تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم تحت شعار الطريق إلى ٣٠ يونيو.. توجهت المواكب الي القصر في الخرطوم والي مقر البرلمان في أم درمان رغم القمع الوحشي بالبمبان والقنابل الصوتية والرصاص الحي من سلاح الخرطوش ومدرعة المياه الملوثة مما أدى لاستشهاد شهيدين من ام درمان هما: محمد عوض برصاص الخرطوش في الصدر.. وهاشم ميرغني بسلاح الخرطوش في الصدر ليصل عدد الشهداء (١٠٣) شهيدا إضافة لاصابة العشرات جاري حصرهم وإطلاق البمبان أمام المرضى والكادر الطبي بمستشفى الخرطوم. وحرق بعض المحال التجارية.. مما يؤكد أكاذيب رفع حالة الطواريء وتحسين مناخ التسوية إضافة لاستمرار القتل والعنف والإبادة الجماعية في دارفور وجنوب وشمال كردفان وكسلا وبورتسودان وسنجة الخ بهدف نهب الأراضي وثروات الذهب وبقية المعادن بعد إبادة وتهجير السكان والمزارعين والرعاة المحليين..
رفضت المواكب التسوية الجارية واكدت على شعارات " لا شراكة ولا تفاوض ولا مساومة ولا تسوية مع الانقلاب العسكري".. "الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والجنجويد ينحل". ورفض رؤية (قحت) التي توجد مخرجا امنا للانقلابيين والافلات من العقاب.. وتكوين مجلس الأمن والدفاع الذي يعيد الشراكة مع العسكر وهيمنتهم مع مشاركة صورية المدنيين.. الابقاء على اتفاق جوبا.. واستمرار شركات الجيش في يد قادة العسكر..الخ..في نسخة جديدة أسوأ من الوثيقة الدستورية التي مزقتها العسكر.
٢
كان موكب 30 يونيو 2019 سدا منيعا ضد الانقلاب الدموي الذي نفذته اللجنة الأمنية لنظام البشير بمجزرة فض الاعتصام ، وإعلان وقف التفاوض مع قوي الحرية والتغيير ، وقيام انتخابات مبكرة خلال 9 شهور ، ونسف مهام الفترة الانتقالية، أكدت أن ثورة ديسمبر عميقة الجذور ومستمرة حتى انتصارها وتحقيق اهدافها
وتأتي ذكرى موكب ٣٠ يونيو في ظروف تفاقمت فيها الأزمة بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر.. كما في تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والامنية وحقوق الإنسان.. واشتداد المقاومة الجماهيرية المتنوعة كما في مواكب لجان المقاومة واضرابات العمال والموظفين والمعلمين والفنيين والمزارعين والراسمالية المنتجة التي تضررت من سياسات الانقلاب المدمرة .. وانتفاضات المدن ووقفاتها الاحتجاجية من أجل تحسين الاجور والاوضاع المعيشية وتركيز الأسعار.. وتوفير خدمات التعليم والصحة وخدمات المياه والكهرباء.. بعد تدهور سعر صرف الجنية ورفع اسعار الخدمات والضرائب ورفع اسعار السلع الأساسية والمحروقات والكهرباء مما أثر على زيادة تكلفة الإنتاج الزراعي والصناعي..والنقل والمواصلات حتى أصبحت الحياة لاتطاق وعلى حافة المجاعة مع عجز الحكومة عن شراء القمح من المزارعين مع تصديره الي مصر عن طريق بعض التجار الذين يشترونه بأقل من سعر التركيز من المزارعين..
٣
كما تستمر محاولات التفريط في ثروات وأراضي البلاد ومحاولة تأجير الميناء او خصخصثها لصالح الإمارات كما في إعلان جبريل الأخير( لرويتر) انه تم التوقيع على مذكرة تفاهم مع دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن مشروع زراعي ضخم يربطه طريق بري الي ميناء سيجري بناؤه على البحر الاحمر(الراكوبة ١٥ يونيو ٢٠٢٢)..مما يتطلب أوسع حملة لوقف التصرف في أراضي السودان والبحر الأحمر في ظل انقلاب لا يملك اي شرعية في عقد تلك الصفقة والتي غالبا كما رشح أراضي الفشقة التي رفض السودان بضغط جماهيري من سكان القضارف والشرق تملكها للامارات خلال فتزَرة حمدوك.. إضافة لاوسع حملة لوقف نهب اراضي وثروات البلاد.. وأوسع مشاركة في مليونية ٣٠ يونيو.. في اتجاه إسقاط الانقلاب الدموي وإنتزاع الحكم المدني الديمقراطي وتحقيق مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.

alsirbabo@yahoo.co.uk

 

آراء