مناوي وآخرين … وصعوبات التعلم !!

 


 

 

musahak@hotmail.com

بدا واضحا أن السيد مناوي اركو مناوي يعاني من صعوبات التعلم ،وهو الذي لم يستطع تجنب الخطأ في نطق اسم عبد الفتاح البرهان ،وذلك في مناسبتين هامتين ،الأولي كانت في مراسيم تنصيبه في ذلك الحشد الشعبي في مدينة الفاشر (عبد الفتاح السيسي)، والمناسبة الثانية هذا الأسبوع الاول من اكتوبرفي حشد قاعة الصداقة (عبد الوهاب البرهان ).
هنا لابد من الوقوف عند هذه الظاهرة ، ففي مدارس علم النفس يعود ذلك الي ما يعرف بصعوبات التعلم ، وهي عند الكبار تعود لسلوك انفعالي واجتماعي ،غالبا ما ينتج عن التشتت الذهني والبحث عن الذات ، وتلعب مواجهة الحشود وخطاب المشافهة دورا كبيرا في تعزيز هذه الفرضية ، وهذا ما شهدناه في حالتين تقدم فيهما (القائد) مناوي لبث خطابه مشتت الفكر والذهنية لتلك الدرجة التي لم يستطع فيها التعرف علي (عبد الفتاح البرهان) في ذلك الفضاء السياسي الذي يبحث فيه عن ذاته السياسية .
وبما ان الحالة تبدو سلوكية ومردها الي صعوبات في التعلم ، فان ذلك لا يقتصر فقط علي منحي بعينه ، ولكنه يتجاوز الي البناء النفسي المتكامل للشخصية لتدخل في حيز الاضطراب الفكري .
وذلك لا يخلو من سلوك المغامرة الذي يتعدي القدرات الفردية الي ذلك الوثوق الكاذب والبحث عن الذات باي تكلفة كانت .
ففي غداة تنصيب السيد مناوي في ذلك الحفل الخطابي بمدينة الفاشر ، كان مناوي مغتبطا بتلك اللحظة وهو قد اصبح (حاكما) لإقليم دارفور ، واندفع متعجلا ليعلن قرارا ربما انتظر كثيرا وهو يراوده كهاجس .حيث أعلن وقبل تلاوة القرار الدستوري بتعيينه،أعلن فتح حدود دارفور ( علي دول الجوار ،ليبيا ،مصر ،تشاد ،افريقيا الوسطي ،ودولة جنوب السودان) . لقد فات علي مناوي ان دارفور ليست دولة ، ولكنها اقليم ، وفتح الحدود وبذلك الشكل ستتأثر به الدولة السودانية في كامل جغرافيتها ،وفي ظل تلك الاضطرابات التي تضرب اقليم الساحل والصحراء ، وعليه فان حركات العنف والتطرف الإرهابي بات بمقدورها الانسياب وبكل أريحية منحها لها حاكم اقليم دارفور ، والغريب ان ذلك القرار مر مرور الكرام في ظل هشاشة الدولة حتي علي الدولة المركزية التي تعاني هي اخري من اضطرابات طفولية .
ولاحقا أراد مناوي ان يكسب ظاهرة سيارات بوكو حرام شيئا من المشروعية حينما وصفها ب (بوكو حلال )دون مراعاة للنتائج الكارثية الاقتصادية والأمنية علي دول الإقليم وهاجس تجارة البشر والنشاط الإرهابي الذي يتحرك في رمال تلك الصحاري .
لم يتعلم مناوي من ماضيه السياسي الذي ارتبط بقضية إنسان دارفور ،فمنذ ان وطأت أقدامه الخرطوم عقب توقيع اتفاقية جوبا ،ظل يبحث وباستمرار عن حاضنة سياسية تحقق حلمه في القيادة ،فاندفع صوب الإدارات الأهلية ،وبعض الحركات الصوفية وحتي فلول الامس الذين زعم انه خرج مغاضباً ذات يوم من شراكته لهم انتصارا لازمة اقليم دارفور ،هاهو الان يرتمي في أحضانهم محاولا ان ينفخ فيهم روح الحياة بتلك التحالفات التي هي اقرب للتهريج السياسي من ان تكون ذات نضج سياسي تعمل علي الخروج بالبلاد من ازماتها .
غابت عن تلك الذهنية عذابات إنسان دارفور وقضايا اللجؤ والحواكير ونوافير الدم والاغتصاب والقتل الذي نراه بصورة يومية يتكرر في عدة مناطق من اقليم دارفور ، والأهم من ذلك (المحكمة الجنائية) من اجل تسليم المطلوبين دوليا.يبدو ان مناوي وآخرين قد قايضوا قضايا الإقليم بتلك الرغبة الجامحة في كراسي السلطة وبناء تلك التحالفات المشبوهة مع ذات اباطرة الحروب الأهلية ووكلاءها.
الامر مثير للدهشة ان تصبح اولي أولياتهم هو تصفية لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ، وغض الطرف تماما عن مطلوبي المحكمة الجنائية، مناوي ورهطه في ذلك المحفل الذي جري بقاعة الصداقة في الثاني من اكتوبر 2021، و يشير وبوضوح ان هذه الهياكل السياسية التي تكسبت من قضية اقليم دارفور ،لم تتعلم ولاتملك القدرة علي التعلم من كتاب السياسية السودانية الذي تجري فصوله الان .

 

آراء