منتخبنا والمونديال .. الإعداد المتأخر

 


 

 


najeebwm@yahoo.com
إن فوكس

أوقعت قرعة تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم  بالبرازيل عام 2014 منتخبا مع منتخبات غانا وزامبيا مع الفائز من ليسوتو وبوروندي رغم أهمية هذه التصفيات فدائماً مشاركة منتخباتنا في كل البطولات متأخرة ومتعثرة والأجهزة الفنية والإدارية حدث ولا حرج بينما المنتخبات الأخرى بدأت استعداداتها ومعسكراتها بوقت مبكر ووجدت لغة الانسجام فيما بين صفوفها وحققت تقدما كبيرا من ناحية الإعداد وبعضها تجاوز الإعداد البدني وقطعوا أشواطا كبيرة بالجانب التكتيكي والخططي وطبقوا مفردات تلك الخطط من خلال المباريات التجريبية التي خاضتها.
لا أحد ينكر أن هناك مكامن إخفاق ومواقع أخطاء باتت واضحة في مسيرة المنتخبات الوطنية سببها اتحاد كرة القدم الذي يتخبط ويجامل كثيرا وارتكب العديد من الأخطاء بحق المنتخبات في اختيار الأجهزة الفنية والإدارية غير المؤهلة لقيادة هذه المنتخبات حيث تقوم بضم أسماء لم تقدم شيء في المنافسات المحلية وشهد مستواها انحداراً كبيراً وأخرى معطوبة وأصبحت تلعب في المنتخب باسمها فقط وفي المقابل تجاهل أسماء تألقت وأثبتت نجوميتها وهذا يؤكد إن مبدأ العدالة في اختيار اللاعبين أصبح مفقوداً وأصبحنا نسمع التبريرات المكررة عند الإخفاق في البطولات يتعللون بالإعداد المتأخر وتأثيره على أداء اللاعبين وعندما يفوز الفريق في مباراة يقولون الأعداد المتأخر لم يؤثر على أداء اللاعبين لأنهم عودونا أن يعوضوا ضعف الإعداد بالإصرار والعزيمة ودائما يكونوا عند حسن الظن والبعض الأخر يقول المجموعة سهلة ففي عالم كرة القدم لا توجد مجموعة قوية وأخرى ضعيفة فمن يريد الوصول للقمة عليه أن يستعد مبكراً ويتجاوز كل الصعاب وبالتالي إذا لم تواجه منتخباً قوياً في هذا الدور حتماً ستواجه في الدور المقبل منتخبات صعبة المراس.
نحن لا نطالب مدرب المنتخب مازدا بالمستحيل على صعيد النتائج أو إشراك لاعبين معينين لأهداف بعيدة عن مصلحة المنتخب فالمطلوب منه هو إشراك اللاعب الأكثر جاهزية والأجدر بدنياً وذهنياً لا أكثر من ذلك فطالما هناك حالة عناد منه مع أسماء معينة يطالب بها الجميع دون استثناء فلماذا لا يضم ويشرك اللاعبين الأفضل من خلال مباريات الدوري وبالذات اللاعبين أصحاب المستوى الثابت بدلاً من اختيار اللاعبين المعطوبين والذين لم يشاركوا أنديتهم في المنافسات المحلية ويتعرض منتخبنا للخسائر والنكسات وتحرق أعصابنا ونحن نتابع تخبطاته التي لا تنتهي ولن تنتهي ما دام هناك من يطبل له من قادة الإتحاد ويمدحه ويعتبر أنه أفضل من المدربين الأجانب وهكذا مجاملات.
الإدارات الناجحة دائماً تسابق الوقت لإعدادات منتخباتها للبطولات التي تشارك فيها من خلال دراسة البرامج الإعدادية وفرص تهيئة الفريق كي يظهر في أفضل حلة وهنا تتجلى ثقافة الإدارات في كيفية إعداد منتخباتها بالصورة المثالية من خلال إقامة المعسكرات وفق الإمكانيات وتحديد الأهداف المنشودة من وراء إقامتها إضافة إلى وجود جهاز فني وإداري متكامل من ذوي الخبرة والمهارة والمؤهلات وعلى مستوى رفيع من الكفاءة يستطيع من خلال قدرته على تهيئة الأجواء الصحية داخل مقر المعسكر عبر متابعة البرنامج الغذائي للاعبين مع أخصائي التغذية ورفع المعدل اللياقي والتعرف أكثر على العناصر الجديدة فنياً والانسجام ما بين اللاعبين ونشر ثقافة الانضباطية لدى أفراد الفريق والاستفادة من المعسكرات لدى اللاعبين، وكل هذه الأشياء لا يمكن أن تظهر في المنافسات المحلية
المنتخب الأول أمامه استحقاق مهم جداً والمتمثل في تصفيات كأس العالم الذي يعد أكبر تظاهرة كروية عالمية ولذا  يجب على الاتحاد العام تجهيز المنتخب قبل فترة طويلة وليس بعد أن تصبح المنافسة على الأبواب وتصعب مهمة الفريق في التنافس على مقاعد الصعود إلى الأدوار النهائية.
بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم أهني جميع الزملاء والزميلات في صحيفة سودانايل الإلكترونية بشهر الرحمة والمغفرة وعلينا أن نفتح صفحة جديدة مع الله نملؤها بـِنقاء وتصفية نفوسنا من ذنوبنا ونجعل هذه الصفحة بيضاء نقية اسأل الله لنا ولكم السداد والتوفيق لما يحبه ويرضاه وأن يغفـر لنا ذنوبنـا ما تقدم منهـا وما تأخـر ورمضان كريم، كل عام وأنتم بخير.

 

آراء