من الذي يقود هذا البلد نحو المجهول ؟!

 


 

 

سلام يا.. وطن
*عندما وصلت طلائع اتفاق سلام جوبا الى الخرطوم ، كان على رأس وفد المقدمة السيد / ياسر عرمان رئيسا للوفد وكنا نشكِّل لجنة الاعلام، ولاحظنا منذ أول إجتماع أن ياسراً يتعامل وكأنه رئيس جمهورية السودان وهذا من حقه أن يرى نفسه في الوضع الذي يحب أن يكون فيه، ولكنه في وضع تضخمه المثير للدهشة نجده يعيش الوهم في أكبر صورة، وسرعان ماشكل حوله حاشية من الذين يستطيعون أداء فروض السمع والطاعة، فأول ماقام به هو أنه عمل على تقسيم الوفد الى شعوباً وقبائل وكتل يحارب بعضها البعض، ومعروف عنه إنه لايستطيع أن يعمل في أي وضع سوي، وعدم الاستواء قد أصبح بصمة تمثل كل مسيرته الملأى بالشتات، وصار خميرة عكننة سياسية حيثما حل حلت معه الكوارث إما أن تسبقه أو تلحق به، حتى وصل لدرجة أن يعينه حمدوك مستشاراً سياسياً، في أغرب قرار من رئيس الوزراء الذي يرأس الحكومة كلها فماذا يريد بجوقة المستشارين الذين لايقدمون شيئاً سوى إستنزاف الخزينة العامة التي تبدد أموال أهل السودان في الفارغة والمقدودة وجموع المستشارين والمستشارات؟
*والأزمة الكبرى التي ندفع ثمنها جميعا اليوم قد بدأت إرهاصاتها منذ وصول وفد مقدمة إتفاق سلام جوبا، فقد كان الوفد يبحث عن إنزال إتفاق السلام الى أرض السودان، بينما كان ياسر عرمان يبحث عبر نصوص الإتفاقية عن دولته وترك المهمة الأساسية جانباً ولم يعدم المتآمرين من حكومة قحت الذين كان يقدم لهم خدماته فإلتقت مصالحهما معاً، فقد كانت قوى إعلان الحرية والتغيير تتنكب السبيل نحو تقوية نفسها بعد أن عصفت بها الخلافات التي أضعفتها حد الإنهاك، وعندما وجد عرمان الاعتراضات التي كنا نواجهها به، بدأ يعمل على تغييب المعترضين عن الاجتماعات التي يريد لها أن تحيى ميتاً إسمه قوى إعلان الحرية والتغيير، ولربما إكتشف الجميع اليوم أن ياسر عرمان قد ركب على ظهر هذه الحكومة (ودلدل) رجليه، وكان قرار رئيس الوزراء العجيب الذي عين بموجبه عرمان مستشاراً سياسياً.. وهذا التعيين قد أعقبته الأزمة السياسية الراهنة وقد رأيناه في المؤتمر الصحفي مهزوزاً ومخلوعاً وكلما قام به من محاولات للتوازن باءت بالفشل، وإفتضح أمره وهو يعلن نفسه إنه عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير، فماذا نقول له غير : ياخي طاخ.. كبرتها يا ياسر كنا فاكرنك نائب رئيس الحركة الشعبية شمال، والان بعد أن تم سحب البساط من ياسر بعد أن إبتدع فكرة مجلس الشركاء ولم يجد فيه موطئ قدم له، مضى يبحث عن أسباب حياة للحرية وَالتغيير ومجلسها المركزي عسى أن يجد الكنز المفقود.
*طالعنا السؤال الذي يحتاج لاجابة قاطعة : من الذي يقود هذا البلد نحو المجهول؟! وتأتي الإجابة بشكل تلقائي، إن النهج الذي إتبعه ياسر عرمان عبر مفاوضات جوبا ومابعدها، وماإتبعه بعد وصول وفد المقدمة، وما سار عليه عرمان وهو يتبع كل الوسائل التي يسرت له الجلوس في مقعد مستشار رئيس الوزراء السياسي بغير رشد ولا هدى ولاكتاب منير، كل هذه الأسباب أكدت على أن الفوضى والفهلوة السياسية التي درج عليها صاحبنا قد أعدت المسرح لما آل اليه الحال فقمنا بإسترداد منصة تأسيس قوى إعلان الحرية والتغيير، حتى يتم تصحيح المسار، وإستعادة الثورة المختطفة.. وسلام يااااااااوطن.
سلام يا
أوشك الفجر على إنبثاق.. ونتبين من عاش للوطن ومن عاش عليه.. وسلام يا..
الجريدة الاربعاء ٢٩/٩/٢٠٢١
////////////////////

 

آراء