من بركات ثورة أبريل !!
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
14 October, 2023
14 October, 2023
من بركات ثورة أبريل أنها منعت وصول كتاب فاخر الطباعة كان متوقع وصوله من بريطانيا يركز علي أن تاريخ السودان بدأ بولادة النميري !!.. وهكذا هم الدكتاتوريون اهم شيء عندهم ذواتهم التي يزورون كل شيء من أجلها ولا يسلم من ذلك حتي التاريخ !!..
حدثنا تاريخ السودان ، هذا البلد الطيب الغلبان ، أنه لم يري عافية في الحكم والإدارة منذ أن حمل الإستعمار عصاه ورحل !!..
ظل اكبر أقطار أفريقيا صاحب الموقع الفريد جغرافيا وتاريخيا الزاخر بالحضارة والثروة متعددة الأشكال ينوء تحت وطأة الحذاء العسكري بدأت بتمرين خفيف من مصادرة الحريات ومايتبع ذلك من قمع ليكون الحاكم هو السيد المطاع والشعب تتحول وظيفته الي خادم للنظام فرويدا رويداً تحت ظل الخوف يقل عنده الابتكار وتكثر السلبية وهذه مظاهر الانحدار نحو انعدام الفكر والوطنية والانحدار نحو الهاوية ووقتها يصير جيش البلاد مسلطا علي الرعية ولكن الأعداء في مامن عنه يفعلون ما يحلو لهم في وضح النهار ولا يجدون من النظام أي استنكار !!..
ساد فينا عبود ونظامه البغيض ست سنوات تندر فيها العالم علي وطننا الحبيب الذي كان ينعم بالصحة والعافية واطلقوا عليه اسم رجل افريقيا المريض ... وللحقيقة والتاريخ فإن عبود في شخصه لم يكن فاسدا ولم يمد يده الي المال الحرام وعاش في احترام الي ان حل المجلس العسكري وتقدم باستقالته من منصب رأس الدولة ولزم داره في سلام ... ولكن يظل حكم العسكر ما بشكر كما افتت بذلك ثورة ديسمبر المجيدة !!..
وجاءنا ابوعاج ماركسيا في البداية حربا علي العقيدة وشعبنا المتصوف المحب للتدين ومكارم الاخلاق وفي عجل ادخلوا بعض كتب الملاحدة في المقررات وقللوا من حصص التربية الإسلامية واتجهوا للجامعة الإسلامية التي كانت تذخر بخيرة العلماء من الوطن العربي نذكر من سوريا جاء الدكاترة علي عبد الواحد وافي وكانت هنالك عائشة بنت الشاطيء وعبد الرحمن أبو زهرة من مصر ودكتور هدارة وغيرهم وضمت الجامعة لأول مرة كلية للصحافة ظل خريجوها مفخرة للوطن ومنهم من هاجر للخارج ووصلوا هنالك الي أعلي المراتب في بلاط صاحبة الجلالة ...
ولكن مايو الحمراء حولت الجامعة الي كلية للغة العربية واسندوا رئاستها للعلامة عبدالله الطيب ولم يكن راضيا عن هذا التعيين وفكر في التخلص من هذا القيد ولكن بلغة يفهمها نميري الدكتاتور فقال :
( ياسيادة الرئيس تريد أن تبدلني دسايس الافندية بدسايس الشيوخ ) !!..
فضحك النميري وأمر بإرجاع العلامة الي قواعده سالماً في جامعة الخرطوم !!..
كانت لنا بنوك عالمية في بلادنا طالتها يد التأميم ومعها شركات تعمل في الاستيراد والتصدير بكل حنكة وكفاءة وكانت النتيجة الدمار الشامل لهذه البنوك والشركات بعد أن تولي أمرها النكرات الامعات !!..
ولا ننسي جمعية ود نميري العائلية وعلي رأسها اخو الرئيس الذي كان عاملا في مصنع السكر بالجنيد وبانت عليه النعمة وصار نجما في المجتمع يلعب التنس مع السفير الأمريكي في سطح فندق السودان !!...
علي العموم وانتم ياسادتي الكرام تعرفون أدق اسرار مايو منذ أن كانت شيوعية حمراء والي أن صار قائدها أميرا للمؤمنين يؤلف الكتب المتخصصة في علوم الدين ومنها ( النهج الإسلامي لماذا ) ؟! و ( النهج الإسلامي كيف ) ؟! ...
وقال شهود عيان أن هذين الكتابين بالذات من تأليف دكتور عون الشريف قاسم !!..
حكمت مايو بالحديد والنار لمدة ست عشرة سنة كانت حصيلتها تدهور التعليم والأخلاق والتعاون مع العدو الإسرائيلي مقابل الدريهمات وصرنا من غير شخصية أو هوية تارة مع الشرق واخري مع الغرب وحتي في اقليمنا بهتت شخصيتنا وصرنا مجرد متلقين للإغاثة !!..
نواصل إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة .
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
حدثنا تاريخ السودان ، هذا البلد الطيب الغلبان ، أنه لم يري عافية في الحكم والإدارة منذ أن حمل الإستعمار عصاه ورحل !!..
ظل اكبر أقطار أفريقيا صاحب الموقع الفريد جغرافيا وتاريخيا الزاخر بالحضارة والثروة متعددة الأشكال ينوء تحت وطأة الحذاء العسكري بدأت بتمرين خفيف من مصادرة الحريات ومايتبع ذلك من قمع ليكون الحاكم هو السيد المطاع والشعب تتحول وظيفته الي خادم للنظام فرويدا رويداً تحت ظل الخوف يقل عنده الابتكار وتكثر السلبية وهذه مظاهر الانحدار نحو انعدام الفكر والوطنية والانحدار نحو الهاوية ووقتها يصير جيش البلاد مسلطا علي الرعية ولكن الأعداء في مامن عنه يفعلون ما يحلو لهم في وضح النهار ولا يجدون من النظام أي استنكار !!..
ساد فينا عبود ونظامه البغيض ست سنوات تندر فيها العالم علي وطننا الحبيب الذي كان ينعم بالصحة والعافية واطلقوا عليه اسم رجل افريقيا المريض ... وللحقيقة والتاريخ فإن عبود في شخصه لم يكن فاسدا ولم يمد يده الي المال الحرام وعاش في احترام الي ان حل المجلس العسكري وتقدم باستقالته من منصب رأس الدولة ولزم داره في سلام ... ولكن يظل حكم العسكر ما بشكر كما افتت بذلك ثورة ديسمبر المجيدة !!..
وجاءنا ابوعاج ماركسيا في البداية حربا علي العقيدة وشعبنا المتصوف المحب للتدين ومكارم الاخلاق وفي عجل ادخلوا بعض كتب الملاحدة في المقررات وقللوا من حصص التربية الإسلامية واتجهوا للجامعة الإسلامية التي كانت تذخر بخيرة العلماء من الوطن العربي نذكر من سوريا جاء الدكاترة علي عبد الواحد وافي وكانت هنالك عائشة بنت الشاطيء وعبد الرحمن أبو زهرة من مصر ودكتور هدارة وغيرهم وضمت الجامعة لأول مرة كلية للصحافة ظل خريجوها مفخرة للوطن ومنهم من هاجر للخارج ووصلوا هنالك الي أعلي المراتب في بلاط صاحبة الجلالة ...
ولكن مايو الحمراء حولت الجامعة الي كلية للغة العربية واسندوا رئاستها للعلامة عبدالله الطيب ولم يكن راضيا عن هذا التعيين وفكر في التخلص من هذا القيد ولكن بلغة يفهمها نميري الدكتاتور فقال :
( ياسيادة الرئيس تريد أن تبدلني دسايس الافندية بدسايس الشيوخ ) !!..
فضحك النميري وأمر بإرجاع العلامة الي قواعده سالماً في جامعة الخرطوم !!..
كانت لنا بنوك عالمية في بلادنا طالتها يد التأميم ومعها شركات تعمل في الاستيراد والتصدير بكل حنكة وكفاءة وكانت النتيجة الدمار الشامل لهذه البنوك والشركات بعد أن تولي أمرها النكرات الامعات !!..
ولا ننسي جمعية ود نميري العائلية وعلي رأسها اخو الرئيس الذي كان عاملا في مصنع السكر بالجنيد وبانت عليه النعمة وصار نجما في المجتمع يلعب التنس مع السفير الأمريكي في سطح فندق السودان !!...
علي العموم وانتم ياسادتي الكرام تعرفون أدق اسرار مايو منذ أن كانت شيوعية حمراء والي أن صار قائدها أميرا للمؤمنين يؤلف الكتب المتخصصة في علوم الدين ومنها ( النهج الإسلامي لماذا ) ؟! و ( النهج الإسلامي كيف ) ؟! ...
وقال شهود عيان أن هذين الكتابين بالذات من تأليف دكتور عون الشريف قاسم !!..
حكمت مايو بالحديد والنار لمدة ست عشرة سنة كانت حصيلتها تدهور التعليم والأخلاق والتعاون مع العدو الإسرائيلي مقابل الدريهمات وصرنا من غير شخصية أو هوية تارة مع الشرق واخري مع الغرب وحتي في اقليمنا بهتت شخصيتنا وصرنا مجرد متلقين للإغاثة !!..
نواصل إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة .
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .
ghamedalneil@gmail.com