من بف نفسك يا القطار .. وقطار الرصاصة اليابانى

 


 

 

ظلت السكة الحديد هى الاشهر بين المصالح الحكومية ..فهى تخدم وتنتج .. وتساهم فى ربط البلاد .. وصاغت الوجدان ..

السكة الحديد هى المؤسسة التى تركها لنا المستعمر .. وكانت فى مرحلة قطار البخار .. والفحم الحجرى .. وكانت معظم بلاد العالم تحولت الى قطارات الديزل ..
ايضا لم بمد المستعمر خدمة السكة الحديد الى الهامش فى دارفور والجنوب .. بل ترك لنا المناطق المقفلة .. والتنمية غير المتوازنة .. كان يهدف المستعمر مد الخطوط الى مشروع الجزيرةوالموانىء.. ويمر القطار عبر كبارى كانت مستعملة فى الهند وأستراليا.. خدمة لمصالحة ..
بعد الاستقلال كان علينا تغير سوفت وير الانجليز لمواكبة التطور .. وواجهت السكة الحديد صعوبات وتحديات .. حيث كانت تدار من ضمن المستعمرات سهولة فى الحصول على قطع الغيار....
ظللنا نعيش على ماضى السكة ونغنى من بف نفسك يا القطار ورزيم صدرك ..
الحكومات السودانية بدأت بادخال قطارات الديزل .. وتمديد الخط الى الهامش المستعر والجنوب ..مناطق الصراعات .. نعانى من امراضها حتى اللحظة .. تحولت الى اورام ومعالجة الاورام صعبة وقاسية ..

دخل النميرى فى صراع محموم مع عمال السكة الحديد ونقابتهم القوية وكانت الاقوى حيث مسها الضر .. وظل عامل السكة الحديد يعانى منذ الاستعمار وهو الذى يدفع الفاتورة .. وكان يفجر الثورات .. ويعمل على فتح المداراس التى حرم منها الابناء .. كذلك المجاهدة فى التعاونيات والخدمات ..
دماء شهداء الجمعية التشريعية ..تشهد بذلك ..
العامل ظل يحصل على الطاقة من برادة النشارة ومرتبة ملاليم .. ليأكل الكسرة ..
فجوة كبيرة تركها المستعمر ..منازل السودنة .. وبيوت موظفى السكة الحديد .. لكن الاغلبية ياتون سراعا بالصافرة بعجلاتهم من الاحياء البعيدة ...
.
فى ثورة الشباب وبدأت بنفس خطوات الشهيد قرشى الطيب ..من عطبرة ..
وتحرك القطار الى ميدان الاعتصام ليدهش العالم وتنقل القنوات العالمية .. صوت حسن خليفة يشعل الثورة ..حتما نعود .. ويزيدها معنى .. ليثبت لا بديل للسكة الحديد..

تدنت خدمات السكة الحديد ..
حاول النميري نقل رئاسة السكة الى الخرطوم وتفكيك الجسم الصلب وهو العامل .. وعين مصطفى جيش للنقل .. وكتيبة جعفر لقمع اضرابات العمال ..
تأثرت السكة الحديد من التشريد ..
كذلك شهدنا صراعا محموما فى ادارة السكة الحديد وسط كبار موظيفيها .. مثال ..صراع الاستاذ صلاح عمر .. وحمزة حسب البارى .. كانت النتيجة كليهما خارج المؤسسة..
وصلت السكة حديد مرحلة كيف تحصل على قطع لمسح عجلات القطار .. وصوف الزيوت .. وقد شهدت بعينى كيف تم استجلاب قطع لايفاء الغرض ..سد الحيرة
وكل ذلك امام اعين فطاحل مهندسى السكة الحديد .. اين التمويل والصراع السياسي والازمات المالية.. وظلت الازمة قائمة واللجوء الى البنك الدولى الذى طلب تخفيض العمالة وشروطة التعجيزية .. وهذا ما واجهته حكومة البشير فى بدايتها .. وزاد الترهل والاهمال .. ووجد الناس ضالتهم فى التوسع فى البصات السياحية وكانت سريعة وادار الجميع ظهره .. حيث العودة الى القديم صعب .. وتعطل القطار فى المحمية والميجا..
دخلت الصين فى الخط .. وكانت القطارات الصينية .. و الصبات الاسمنتية بديلا من الفلنكة التى كانت مرنة ...
. ولكن لكى تكون اسرع كانت هناك معضلة كبيرة .. وهى تغير البنية التى تركها الانحليز من خطوط وكبارى امطار وتاهيل كادر بشرى جديد ..
كان علينا ان نسير على خط قضيب الانجليز او ندفع مليارات لتغيره ..
والعالم حولنا ينتظر قطار الرصاصة اليابانى .. الذى يسير بعجل واحد .. وسرعة تصل الى 200كلم فى الساعة..

زرت السعودية مؤخرا بعد غياب .. واشاروا على ان اركب قطار الحرميين .. لزيارة المدينة المنورة ..
ذهبت الى المحطة وانا فى ذهنى ابن عطبرة .. يعنى ماردونا السكة الحديد .. وصلت المحطة حسبتها المطار البوابات الزحاجية تفتح أوتوماتيكيا.. وسلم كهربائى.. استقبلتنى فتيات الضيافة.. و بطاقة السفر فى الجوال افتح بها الحاجز ..
دلفت الى القطار .. مازلت احمل فى ذاكرتى زير القناوى .. والعامل الذى يطرق بالشاكوش عجل القطار ..
سالت نفسى
كيف سيخزق الكمسارى تذكرتى ..
وجدت شباب وشابات مشغولون بالابتوب والجوال ..
حاولت النظر من نافذة قطار عبدالله الطيب .. وصوت الباعة جنا جداد مستوى .. لكن وجدت شاشة كبيرة توضح الرحلة التى تستغرق قرابة ساعة و نصف بدلا من خمس وست ساعات .. بعد العودة الى جدة
سالنى الاهل عن قطار الحرميين .. قلت لهم .. وانا لدى الاحساس بالعنجهية ..مش بطال .. لكن يحتاجون لاحقا الى موسى متى والطيب حسن زعماء النقابات .. ضحك الجمع ...
.
نحن مازلنا فى محطة زنقار من بف نفسك يالقطار ..ومحطة البلابل .. قطار الشوق
لكن اخترنا محطة القطر الشالك انت يتكسر حتة حتة ..وحصلنا على الخردة..
نسال الله السلامة .. ونردد مع الراحل حسن خليفة العطبراوي .. يا وطنى العزيز تاليف النقابى الطيب حسن ..

tahagasim@yahoo.com

 

آراء