من بين فرسخ الأمل !! ودم المعاناة !! خرج عيد اهل السودان بطعم الوجع !!!

 


 

 

——————-
تخيل الانسان السوداني العفيف الذي تخاله غني من شدة الحياء ، اصبح يسعى بين اهل الفضل طالبًا يد العون والمساعدة في انكسار دامي وموجع حد الالم !!
لم تعد حاجة آمنة قادرة على الصبر لان الوجع صار اكبر من ان تضع عدة احجار على الجوف !!

صوت طرقات على الباب !!
تكررت ذات الطرقات في اليوم الواحد
مع اختلاف شخص الطارق !!
السلام عليكم !!
عمي ( ابوي قال ليك داير حق الفطرة )
فاصل من الصمت من هول الفاجعة التي صدمت ( عم ) اليافعة التي طرق الباب على استحياء ترك اثر تعرق اصابعها على الباب !!

دموع انهمرت ساخنة على خد ( عم ) اليافعة يمنع انقطاعها ألم قاتل من تمدد حالة العوز التي استشرت في ( الفريق ) الواحد اضعاف ما كان يتخيله صاحب الدار التي طرق بابها !!!
شاح ( عم ) اليافعة بوجهه عنها مخافة ان ترى دموعه التي غالبت فراسته وجلده عند الشدائد .
هي حسيرة النظر من حياء تلاحقه بطرف عين راجيه منه فقط ان يقول لها خير ، حيث لا مجال عندهم يستوعب اي فرضية اخرى غير كلمة خير !!!
عند تلاقي العيون ادركت اليافعة دموع عمها وادرك عمها نظرة حاجتها !!

لم يفصح ولم تيأس !!
لا مجال له ليقل ( لا )
ولا ملجأ عندها حتى تتقبل ( لا )
والليلة ليلة الثلاثين من رمضان !!

استعصت الكلمات عنده على الخروج
اشرأبت نفسها لسماع ( ابشري )
اصابت الرجل لوثه عقلية مؤقتًة !!
عجز فيها عن الكلام ، وحبس الدموع !!
ثم همس لنفسه في صوت مسموع
سبحان الله حاج ( فلان )
لا حول ولا قوة الا بالله !!
استرسل الرجل في همسه وفلان وفلان وفلان !!
وجد الرجل انه اخرج زكاة الفطر ( تسع مرات )
و حوجة رفع صيامه وتقبله زكاة واحدة !!
وكيف له ان يكتفي بواحدة والعوز تملك نصف جيرانه وقد دنا منه !!!
شرد بذهنه بعيدا ،، بعيدا جدا ،، واسترسل في همسه المسموع !!
25 اكتوبر كانت لحظة تحول قاسية ضربت اهل الصبر والتعفف في مقتل ،،
و كسرتهم عيون اطفال زغب الحواصل لم تعد تسكتهم حركة الحجارة على القدر المنصوب على النار حتى يناموا !!!!
ليلة الانقلاب قلبت كيان الوطن وحرمت الاسر من ( غلة ) برنامج ( ثمرات ) وحرمت الوطن من انينال حظه من المنح والمعونات الاممية التي ( وطنت ) أمميًا لتأخذ بيد الدول النامية !!
الانقلابيون !!
هكذا نطقها ( عم ) اليافعة !!
و بزفرة حري قال لعنهم الله ،، وقاتلهم الله ،،
لولاهم ما كان انكشف ستر جيراني ، وصرت لا اراهم على الطرقات ، ،
ومن قصدته منهم تواري عني خجلًا !!
لماذا يا ترى هذا الانقلاب ؟
ولمصلحة من تم اجهاض الحكم المدني الديمقراطي !!
وفي ماذا يفكر البرهان وحميتي ( كمان ) ؟

ما زالت الدموع تنهمر على خدود الرجل وما زالت اليافعة تنتظر عطيته عند الباب
الذي ما زال يحتفظ بتعرق اناملها عليه عندما طرقته بكل حياء !!
ستة شهور مرت منذ انقلاب البرهان وكانها سبع سنوات عجاف اكلن مجهود الثوار ،، و طمسنا ملامح اعظم ثورة في التاريخ !!
ادخلت البلاد في نفق العوز و الحاجة التي جعلت انبل واطهر رجال ( الفريق ) تعففًا يتسولونالناس إلحافًا من وراء انكساراتهم و حياء الفتيان !!!

تململت اليافعة عند الباب فقطعت همس عمها المسموع و نظر اليها قائلا ( سمح آ بتي سمح )
انشاء الله ابوك كويس !!
( انتظريني هسي بجيك ) ثم دلف الى داخل بيته وأخذ ما يزيد عن فطرته واهل بيته وعاد الىاليافعة ( دس ) ما قسمه لهم الله في يدها ،، قائلًا :
( سلمي على ابوك )
ثم خنقته العبرة وهو يغلق باب الشارع في خواتيم رمضان وفي ليلة الثلاثين من رمضان بعد أنأمن الفقهاء على اكمال الثلاثين ،، عند تعذر رؤية هلال العيد
عاد الرجل إلى سريره منهارًا ، ثم استلقى على فراشه مفكرًا في حركة دوران الوطن الذي اصبح يتقلب بين كفي الانقلابيون وزمرتهم وسط اعداد مهوله من الجيوش ( الباشبزغ ) التي تحمل الجهل والقتل بين كفيها وجنبيها بلا وزاع من دين او اخلاق !!
وتحت سقف احزاب بلا وطنية همها مصالحها الذاتية من مكاسب الحكم ومكتسباته !!
ظل الرجل يتقلب على فراشه يستجدي النوم الذي استعصى عليه حتى سمع اذان الفجر .
وبعد ان صلى فرضه استمرت معه حالة توهان الوطن حتى نادى منادي صلاة العيد !!
تجهز الرجل للصلاة وسط همومه وحالة الاكتئاب التي لازمته من بيته الى بوابة المسجد !!
تطلع في الوجوه بحثًا عن جيرانه ( العشرة ) فلم يجدهم بين الصفوف فانهمرت دموعه بلا توقف!!
انتهت الصلاة وكعادته كان يعايد كل جيرانه !!
هم بالمعايدة عند خروجه من المسجد ولكن تثاقلت اقدامه لاول مره عن ( عتبة ) جيرانه !!
وابت نفسه ان يراهم تحت اسر الحوجة والعوز والانكسار !!
توكا على عصاه التي حملت مع جسد الرجل كل هموم الدنيا ، وقصد داره واغلق بابه عليه !!
هكذا كانت الشوارع والبيوت في اول يوم عيد بعد الانقلاب !!!
الانقلاب الذي سبق فيه الاجل المشؤم امل اهل السودان في ان يكون لهم حكم مدني ديمقراطي تتحقق عبره شعاراتهم التي تغنوا بها وحلموا بها !!
حرية
سلام
وعدالة
جمال الصديق الامام
المحامي ،،،،
elseddig49@gmail.com
//////////////////////////

 

آراء