من يقنع الديك ؟!.

 


 

 

من يقنع ديك لجنة البشير الأمنية بجدوى التشارك في السلطة، ومن يقنعهم بأن هذه السلطة "انتقالية" ولا سبيل إلى استدامتها بغير تحولها إلى مدنية ديمقراطية؟. ألم يتعبوا من هذه المحاولات الساذجة الطفولية للتشبث بها، ومحاولاتهم التي لا تفتر – بحيل لا تنطلي على عقل طفل – للانفراد والتشبث بها ؟.
فما أن يشتد الحصار عليهم من قوى الثورة الحية في الشوارع ويتحرك الضغط الدولي حتى يتراجعون خطوة، وتلين لغة خطابهم السلطوي المتغطرس، ليسلكوا طريقاً آخر لتنفيذ مخططهم. وقد بدأ هذا التكتيك منذ ما قبل محاولة انقلاب فض الاعتصام وجريمته الشنعاء.
لقد غضوا الطرف و"عملوا نايمين" من التفلتات الأمنية وعصابات الشوارع المسلحة، وانشغلوا عن إحراق القرى، وقتل المدنيين، واغتصاب الحرائر في معسكرات النزوح، وهذه مسؤوليتهم الحصرية الأكبر بالصراع على السلطة والنفوذ في الخرطوم. بل "ضربوا طناش" من إغلاق الطريق القومي الوحيد لمنفذ السودان البحري الوحيد ليخنق "ترك" السودان كله، بدعوى أن هذه مشكلة سياسية، بينما استخدموا الرصاص الحي لقتل المحتجين السلميين في شوارع العاصمة والمدن الكبرى !.
فعلوا كل ذلك تغطية للانقلاب الذي يخططون له وتهيئة المناخ العام لقبوله من الشارع. وحين تم لهم ما أرادوا ونفذوا انقلابهم، اختفت بلمح البصر العصابات ورفع "ترك/هم" قبضته عن عنق الاقتصاد القومي وفتح باب الشرق، وتوقفت الغزوات المسلحة على المدنيين في دارفور !.
والآن بعد محاولة الانقلاب الأخيرة في 25 اكتوبر الذي اعقبته هبة عارمة من قوى الثورة الحية في الشوارع وضغط المجتمع الدولي في مختلف جهاته ومؤسساته، عادوا خطوة للوراء، ولانت لغة خطابهم العنجهية، ولكن كما يلين جلد الأفعى.
فها طاحونة القتل والتدمير تستأنف دورانها في دارفور !.
وها ترك/هم، وقد تذكر قضية الشرق يعلن أن إغلاق الطريق القومي والميناء سيغلقان بعد أيام !.
وها جيشنا يعلن الحرب على أثيوبيا مع التقدم الذي بدأ يحرزه جيشها على حركة التيغراي المسلحة !!.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لقد بدأت بقصة المجنون الذي يبحث عن من يقنع الديك بأنه ليس حبة عيش.
وأختم بقصة ديك شقيقي عثمان، فهي على واقعيتها أقرب لموقف جماعة المكون العسكري، وقد أوردتها في كتابي "متلازمة العصاب الأيديولوجي القسري: عبد الوهاب الأفندي نموذجاً؟.
ملخص القصة أن ديك الجيران هبط على حوش منزلنا عبر الحائط المشترك بين المنزلين، وأخذ "يبحبت" وينقب بحثاً في التراب، ولما أراد العودة اتضح له أن الحائط من جانبا أعلى من أن يستطيع العودة عبر. فركز اهتمامه للعبورعلى حفرة دائرية صغيرة أسفل الحائط بين المنزلين يوجد في منازل الخرطوم قديماً لتمرير مياه الأمطار بين المنازل وتنتهي عند المنزل الأخير ..فالشارع.
فصار يمد عنقه بتركيز عينيه على الحفرة تلك ثم يركض نحوها بسرعة ثن ما يلبث يضغط فرامل قدمية حين يصلها، ثم يعيد المحاولة مرة أخرى من مسافة أبعد من الأولى ويكرر نفس العملية مرة بعد مرة، إلى حمله عثمان وقال يخاطبه بغضب "بليد"، ثم قذف به فوق الحائط ليهبط عند أهله. ضحكت وسألت عثمان: مالك ؟. فرد وبقايا الغضب في صوت. بأن هذا أبلد وأغبى ديك في العالم. لماذا لا يحاول طريقة أخرى بدل أن يكرر نفس العملية بلا جدوى ؟!!.

izzeddin9@gmail.com

 

آراء