كنت والله أتمنى خروج المركب الذي كان مقرراً له أن يخرج اليوم في الخرطوم تحت شعار (موكب نصرة شريعة الإنقاذ في القهر والقتل والفساد وتدمير الوطن والسرقة) ولكن جماعة الموكب اختلفوا حوله؛ وقال بعضهم إنهم صرفوا النظر عن خروجه، وتحدث آخرون عن تأجيله، كما حملت الأنباء بأن المسؤولين في لجنة الأمن رفضوا منح التصديق بخروجه..! وهو موكب يُراد به الفتنة ولكن (بتدبير ضعيف) فهم أهون شأناً من أن يحدثوا فتنة لأنهم (أضعف ناصراً وأقل عددا) خاصة بعد أن تكشّفت شريعة الإنقاذ من رأسها إلى أخمص قدميها.. وعرف القاصي والداني أن قادة الإنقاذ (الروحيين والدنيويين) كانوا يحملون مال الدولة إلى بيوتهم وخزائنهم الخاصة ويطالبون الناس بـ(ربط الحجارة على البطون) ورئيسهم الذي علمهم السرقة يضرب الأمثال ويزجر المواطنين ويعدهم بأكل (صفق الأشجار) ثم تعرض الكاميرا صورته في قاعة طعام منفرداً (قبل الحضور) في جلسة (نهم صوفي) غير معهودة في الرؤساء..! وهو (يلهط) كل ما تصل إليه يديه من عدة صحاف ممتدة في (شره الإبل العطاش) والسائمة التي حجروها عن المرعي لشهور طوال..! ولكن بعيداً عن الطعام والأدام و(اليورو)..إن الإنسان ليعجب عن سر محبة هؤلاء القوم للأراضي ..!
فمن سوء حظ جماعة هذا الموكب ومن أبسط ما يُقال في حكايته أن موعده المضروب تزامن مع خبر يقول إن السلطة القضائية والنيابة العامة أصدرت قرارا بالحجز على قطع أراضي امتلكتها قيادات بارزة في (نظام شريعة الإنقاذ) وعلى رأسها رئيس المؤتمر الوطني وإخوانه وزوجاته؛ وتقع هذه الأراضي بطبيعة الحال في مواقع متميّزة تتوزّع على العاصمة الخرطوم، ولهول ما يجري فإن الكشف الأولي الذي أصدرته السلطات النيابية والعدلية يحوى أسماء (101).. "واحد بعد المائة" من هذه القيادات والتابعين والأبناء والأشقاء والزوجات والإعلاميين والصحفيين وأئمة الجوامع ورؤساء أحزاب الفكّة.. وفي المقدِّمة عمر البشير وإخوانه وزوجاته (قطع كتييييرة) وعلي عثمان محمد طه وأولاده (7 قطع) ونافع علي نافع وأبناؤه (18 قطعة في مواقع مميزة) وعلي كرتي (76 قطعة درجة أولى في مواقع مميزة) و شمل الكشف عوض الجاز، وبكري حسن صالح، وعثمان محمد يوسف كبر وزوجته، والنذير الكاروري، وعبد الرحيم حمدي، وفيصل حسن إبراهيم، والتجاني السيسي، والفاتح عز الدين، والناجي عبد الله، ومحمد خير الزبير، وصابر محمد حسن، والفاتح عروة، وعبد الباسط حمزة، وعبد الله مسار، واحمد البلال الطيب وحسين خوجلي... وربما آخرين سترد أسماؤهم!
طبعاً الناس يعرفون أن لا علاقة للدين بهذا الموكب البغيض مهيض الجناح ضعيف الحيلة (كاسد البضاعة)، ويعرفون صاحب الدعوة إليه.. وهو موكب لا غرض منه سوى إثارة الفتنة ودفاع أصحابه عما يخصهم..لأن مثل هذه المخلوقات لا يمكن أن تكون مهازل (كوميديا الحاضر والماضي) قد نصّبتها لأمر يتعلق بالدين أو الضمير والهوية ... ثم ما هي المناسبة أصلاً؟ وما هو الأمر الذي يهدد دين الناس ومعتقداتهم وهويتهم؟ إنه موكب للدفاع عن شريعة الإنقاذ في الإجرام والسرقة ونهب المال والأراضي وللدفاع عن رفاه الحياة بـ(أموال السُحت)..والكلاب المُطاردة تنبح حرصاً على أذيالها.. ولا تنبح من أجل تنظيم حركة المرور..!!
murtadamore@yahoo.com