ناتسيوس واليكس دوال (2 -2 )

 


 

 



بالأمس عرضت إلى مقال السيد ناتسيوس المبعوث الأمريكي السابق، ورأينا كيف ينصح السيد المبعوث إدارة أوباما ويدعوه إلى تسليح دولة الجنوب لأجل إحلال السلام بين دولتي السودان. ملخص تعليقنا على ما قاله ناتسيوس أنه جاهل بقصة الحرب والسلام في السودان وفي إفريقيا.
اليوم يسعدني أن أقدم  لكم السيد اليكس دوال وهو خبير في الشأن الإفريقي وذو معرفة عميقة بحقائق الصراع السوداني، وكتب كثيرا حول الأوضاع داخل السودان. في ما يلي إفادة السيد اليكس الذي قدمها في الجمعية الإفريقية والملكية بعنوان Stalemate in Sudan as neither North nor South can make decisive move ) مأزق السودان-الشمال والجنوب –العجز عن التحرك الفعال). أجد نفسي متفقا مع السيد دوال في ما جاء في تحليله لموقف الطرفين في الصراع الجاري الآن. يقول اليكس (الحسابات التكتيكية للنزاع بين دولتي السودان وجنوب السودان معقدة، فالطرفان غير قادرين على التعاون لتسوية النزاع بينهما ويبحثان عن مزايا طفيفة من أرض الواقع مع الرأي العام في الساحة الدولية ). ويرى  اليكس بأن مناقشة الصراع بين السودانيين  في الأساس هو مجرد تكهنات، وأردف بأنه في الوقت الذي تم فيه التوقيع على اتفاقية السلام اعتقد المؤتمر الوطني بأنه من الأفضل ترك الجنوب إلى الأجهزة الخاصة به لفترة من الوقت والتركيز على الشمال، مع العلم بأن حكومة الجنوب ستعتمد كليا على عائدات النفط واستخدام تشغيل أنابيب النفط في الشمال . وفي حساب المؤتمر الوطني بأن الحركة الشعبية تساهم في تعزيز اقتصاد الشمال بدفع رسوم عبور النفط بدلا عن المخاطرة بوقف إيرادات عائدات النفط . وربما استنتج حزب المؤتمر الوطني بأن الخوف من فقدان عائدات النفط بالإضافة للخوف من فقدان الكثير من القروض الدولية يمكن أن يؤدي لمنع جوبا من اتخاذ إجراءات.  ويعتقد حزب المؤتمر الوطني بأن قلة التنمية والموارد  البشرية بالإضافة للفساد والسخط الشعبي يمكن أن تؤدي لانهيار دولة جنوب السودان في سنوات قليلة.
الحركة الشعبية تعتقد بأنها بعدما تصبح حاكمة على بلد  مستقل بكل احتياطاته النفطية التي تضمن لها الحصول على استثمارات أجنبية كبيرة فتعزز مكانتها في الساحة الدولية بالإضافة إلى أن الصين أصبحت غير متحفزة للدفاع عن الخرطوم بينما ستكون الولايات المتحدة سعيدة لعدة أسباب بمواصلة دعمها لجوبا . استنتجت الحركة الشعبية بأن حزب المؤتمر الوطني سيكون في زاوية ضيقة من الناحية الاقتصادية بالإضافة للتكلفة العالية للقتال الذي يدور في دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان، وقدرت أنها فقط مسألة وقت لانهيار حكومة المؤتمر الوطني . ويرى اليكس دوال بأنه في هذا الخط  من  التفكير المنطقي  .
ينوه اليكس إلى أنه في الشمال هزمت القوات المسلحة السودانية قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال في كل من النيل الأزرق بحزم وبسطت سيطرتها على المدن الكبيرة في جنوب كردفان , أما بالنسبة لحركات دارفور فإنها لا تزال نشطة ولكنها غير قادرة على إحراز تقدم . ويشير إلى أن حكومة المؤتمر الوطني في حاجة ماسة للعملة الأجنبية ولكنها حتى الآن لا تظهر أي إشارات واضحة على فقدانها السلطة، وبالمقابل في جنوب السودان تواجه الحركة الشعبية انتقادات شديدة جراء الفساد والمحسوبية والقبلية وعدم الكفاءة والتقسيم الداخلي الذي يقترب في مستواه لعام 1991 عندما تسبب في حدوث انشقاقات في الحركة كادت أن تؤدي لسقوطها. يبدو أن حكومة الحركة الشعبية صامدة على الرغم من معاناتها مشاكل خطيرة في ميزانيتها منذ إغلاق النفط . هنالك فرصة ضئيلة لحزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتسوية كل شيء، وهذه تعتبر لعبة بوكر خطيرة . من الذي سينفد كل ما لديه من الرقائق؟، وأنا أعتقد بألا نتجاوز الأفق حتى لا  نصل لحدوث حرب شاملة النطاق.

عادل الباز

 

آراء