نتائج حتمية ..!بقلم: هيثم الفضل
هيثم الفضل
8 January, 2023
8 January, 2023
haythamalfadl@gmail.com
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
لم تشهد دولة في العالم لا في الزمان الغابر ولا في التاريخ المعاصر إستشراء لحالة (الضحك على الذقون) وإستمراء (إستغباء) شعبها كما يحدث في عهدنا المشئوم هذا ، أما بالنسبة لي فقد تأكَّد لي ان أمر مستقبل البلاد والعباد هو مُجرَّد (ملهاة) أو أقل من ذلك شأناً بالنسبة لقادة إنقلاب 25 أكتوبر المشئوم وفي مُقدمتهم رأس الدولة ، الذي وعبر تصريحات وإجراءات وتحرًّكات كثيرة أثبت بما لا يدع مجالاً شك معاناته الشخصية والمؤسسية من إنعدام الرؤية والمسئولية ، وأن إدارته للبلاد عبر الوقائع والأحداث و(الورطات) المُتتالية ، تسير وفق ما إتفق وبـ (البركة) وتحت شعار(كل شيء يهون ما دُمنا على الكرسي جالسون) ، تصوَر أخي القاريء أن يدعو رئيس الدولة وهو أعلى سلطاتها والقابض على كل مراكز سطوتها ونفوذها دون مُنافس ، ولا كابح تشريعي ودستوري ، وبلا واعظ أخلاقي وقيِّمي وإنساني ، مجموعة من القادة العسكريين والأمنيين ليُعلن لهم وللشعب السوداني عن ما أسماه مخاطر المُخدِّرات على مستقبل الشباب وأمن وسلامة البلاد ، ثم إتَّهم (بعض) المُنَّظمات بتلقيها أموالاً إستهدفت دعم التحوُّل الديموقراطي ولكنها أيي تلك المنظمات المجهولة إستغلت تلك الأموال في تجارة المُخدِّرات ونشرها في أوساط الثوار الشباب ، وكأن سيادته يُعيد مرةً أخرى عرض مسرحية (كولومبيا الإعتصام) بكل ما إحتوت من سذاجة في حبكتها الدرامية ، وما الذي يدعو للإجتماع بالقادة العسكريين في أمرٍ كهذا وقد زال الغموض عن القضية ؟ ، فبحسب التصريح أن الجريمة حُدِّدت معالمها ، وتم إكتشاف وإدانة مُرتكبيها من مُنظَّمات ، فما الداعي (للبهرجة) الإعلامية وقد أصبح الأمر برُمتهِ قابلاً للمُعالجة بواسطة القضاء وعبر إجراءات الشرطة والنيابة العامة ، ثم ما الذي يمنع البرهان من إعلان أسماء وصفات تلك المُنظَّمات والجِهات إن وُجدت دلائل فعليه تُثبت تورَّطها في الأمر ، ما يفوت على قيادات الإنقلاب وربابنة مُخطَّطاتهم التي تستهدف مراوغة الشعب السوداني ومساومته حول مطالبه المشروعة ، ضرورة (الإستئناس) فيما يقولون ويفعلون بفضيلة إحترام عقول الناس والإعتراف ولو على مضض بإتساع أُفق الشعب السوداني وإرتفاع مستويات وعيه السياسي وحِسهُ الأمني ، خصوصاً بعد ما عاناه من قتلٍ وتشريد وإفقار منذ فض الإعتصام وما بعد الإنقلاب وحتى يومنا هذا.
يقول المثل السوداني الحكيم (البِقول راسوْ مَوجْعو تربُطولو كُراعو) ، في إشارة إلى (بلادة) الطبيب المداوي ، الذي لا يستطيع حتى معرفة وتحديد موطن الألم وأُس المعضلة ، ونقول للبرهان الذي يُفترض أن يكون طبيباً مُداوياً لجراحات الأُمة من مُنطلق مسئوليته (الكُلية) عن كل ما يحدث في البلاد مثلهُ مثل عمر بن الخطاب الذي خشي عذاب ربه جرَّاء تعثُّر دابةٍ في الشام ، أن إنتشار المُخدِّرات والجوع والمرض والموت برصاص الدولة وبعدم القُدرة المادية على التداوي ، والبطالة وتوقُّف حركة التنمية والركود التجاري الذي أصاب حتى قطاع السلع الغذائية الضرورية ، ووجود أمثال جبريل إبراهيم ومناوي والتوم هجو وبُرطم والناظر تِرِك على رأس مُحدَّدات مصير الأمن الإجتماعي والإقتصادي والسياسي في السودان وغير ذلك الكثير ، كلها تعتبر مُجرَّد (نتائج حتمية) لإنقلابكم المشئوم على مسيرة التحوُّل الديموقراطي ووقوفكم في وجه إرادة شعب السودان الحُر المنتصر بإذن الله ، فقد كانت بوادر الإنفراجات السياسية والإقتصادية والعلائقية الدولية على مشارف الخروج بالوطن من عُنق الزجاجة إبان تولي حكومتي حمدوك الأولى والثانية بالرغم من ما شاب بعض أدائها من إخفاقات أهمها (إستغفال) العسكر لها في ملفات عديدة أهمها ملف السلام الذي أنتج إتفاقية جوبا المُلطَّخة بدماء أبرياء دارفور لما بعد ديسمبر المجيدة ، لكنها أي الحكومة الإنتقالية كانت تسير في معظم القطاعات الإستراتيجية بثباتٍ وفي إتجاهات صحيحة ومُثمرة ، من المؤسف أن يتَّهِمكُم البعض بأنكم قمتم بإنقلابكم المشئوم فقط من أجل إيقاف مسيرة التقدم الإقتصادي والسياسي والعلائقي الذي أحرزته حكومة حمدوك بالقدر الذي سيحرمكم من (التمتُّع) بالسُلطة ، ومن المؤسف أيضاً أن تُشير أصابع الإتهام في ملف إستيراد المُخدِّرات إلى ذات الدولة وبعض مؤسساتها المنوط بها حماية الشعب من هذا الداء اللعين ، بما يعني يا سيدي الفاضل أنك ربما تستنجد بمَنْ ليس لهُ مصلحة في إنهاء الأمر والقبض على الجاني الحقيقي والدلائل على ذلك عديدة أهمها أن المُخدَّرات في بلادنا (العجيبة والغريبة الأطوار والأحداث) لا يتم تهريبها ولا إدخالها عبر الصحاري والغابات والفيافي الموحشة كما يحدث في كل بلدان العام ، أنها (تُستقبل) عندنا بالأطنان عبر ميناء بورتسودان ومطار الخرطوم الدولي وبعض المطارات العسكرية.
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
لم تشهد دولة في العالم لا في الزمان الغابر ولا في التاريخ المعاصر إستشراء لحالة (الضحك على الذقون) وإستمراء (إستغباء) شعبها كما يحدث في عهدنا المشئوم هذا ، أما بالنسبة لي فقد تأكَّد لي ان أمر مستقبل البلاد والعباد هو مُجرَّد (ملهاة) أو أقل من ذلك شأناً بالنسبة لقادة إنقلاب 25 أكتوبر المشئوم وفي مُقدمتهم رأس الدولة ، الذي وعبر تصريحات وإجراءات وتحرًّكات كثيرة أثبت بما لا يدع مجالاً شك معاناته الشخصية والمؤسسية من إنعدام الرؤية والمسئولية ، وأن إدارته للبلاد عبر الوقائع والأحداث و(الورطات) المُتتالية ، تسير وفق ما إتفق وبـ (البركة) وتحت شعار(كل شيء يهون ما دُمنا على الكرسي جالسون) ، تصوَر أخي القاريء أن يدعو رئيس الدولة وهو أعلى سلطاتها والقابض على كل مراكز سطوتها ونفوذها دون مُنافس ، ولا كابح تشريعي ودستوري ، وبلا واعظ أخلاقي وقيِّمي وإنساني ، مجموعة من القادة العسكريين والأمنيين ليُعلن لهم وللشعب السوداني عن ما أسماه مخاطر المُخدِّرات على مستقبل الشباب وأمن وسلامة البلاد ، ثم إتَّهم (بعض) المُنَّظمات بتلقيها أموالاً إستهدفت دعم التحوُّل الديموقراطي ولكنها أيي تلك المنظمات المجهولة إستغلت تلك الأموال في تجارة المُخدِّرات ونشرها في أوساط الثوار الشباب ، وكأن سيادته يُعيد مرةً أخرى عرض مسرحية (كولومبيا الإعتصام) بكل ما إحتوت من سذاجة في حبكتها الدرامية ، وما الذي يدعو للإجتماع بالقادة العسكريين في أمرٍ كهذا وقد زال الغموض عن القضية ؟ ، فبحسب التصريح أن الجريمة حُدِّدت معالمها ، وتم إكتشاف وإدانة مُرتكبيها من مُنظَّمات ، فما الداعي (للبهرجة) الإعلامية وقد أصبح الأمر برُمتهِ قابلاً للمُعالجة بواسطة القضاء وعبر إجراءات الشرطة والنيابة العامة ، ثم ما الذي يمنع البرهان من إعلان أسماء وصفات تلك المُنظَّمات والجِهات إن وُجدت دلائل فعليه تُثبت تورَّطها في الأمر ، ما يفوت على قيادات الإنقلاب وربابنة مُخطَّطاتهم التي تستهدف مراوغة الشعب السوداني ومساومته حول مطالبه المشروعة ، ضرورة (الإستئناس) فيما يقولون ويفعلون بفضيلة إحترام عقول الناس والإعتراف ولو على مضض بإتساع أُفق الشعب السوداني وإرتفاع مستويات وعيه السياسي وحِسهُ الأمني ، خصوصاً بعد ما عاناه من قتلٍ وتشريد وإفقار منذ فض الإعتصام وما بعد الإنقلاب وحتى يومنا هذا.
يقول المثل السوداني الحكيم (البِقول راسوْ مَوجْعو تربُطولو كُراعو) ، في إشارة إلى (بلادة) الطبيب المداوي ، الذي لا يستطيع حتى معرفة وتحديد موطن الألم وأُس المعضلة ، ونقول للبرهان الذي يُفترض أن يكون طبيباً مُداوياً لجراحات الأُمة من مُنطلق مسئوليته (الكُلية) عن كل ما يحدث في البلاد مثلهُ مثل عمر بن الخطاب الذي خشي عذاب ربه جرَّاء تعثُّر دابةٍ في الشام ، أن إنتشار المُخدِّرات والجوع والمرض والموت برصاص الدولة وبعدم القُدرة المادية على التداوي ، والبطالة وتوقُّف حركة التنمية والركود التجاري الذي أصاب حتى قطاع السلع الغذائية الضرورية ، ووجود أمثال جبريل إبراهيم ومناوي والتوم هجو وبُرطم والناظر تِرِك على رأس مُحدَّدات مصير الأمن الإجتماعي والإقتصادي والسياسي في السودان وغير ذلك الكثير ، كلها تعتبر مُجرَّد (نتائج حتمية) لإنقلابكم المشئوم على مسيرة التحوُّل الديموقراطي ووقوفكم في وجه إرادة شعب السودان الحُر المنتصر بإذن الله ، فقد كانت بوادر الإنفراجات السياسية والإقتصادية والعلائقية الدولية على مشارف الخروج بالوطن من عُنق الزجاجة إبان تولي حكومتي حمدوك الأولى والثانية بالرغم من ما شاب بعض أدائها من إخفاقات أهمها (إستغفال) العسكر لها في ملفات عديدة أهمها ملف السلام الذي أنتج إتفاقية جوبا المُلطَّخة بدماء أبرياء دارفور لما بعد ديسمبر المجيدة ، لكنها أي الحكومة الإنتقالية كانت تسير في معظم القطاعات الإستراتيجية بثباتٍ وفي إتجاهات صحيحة ومُثمرة ، من المؤسف أن يتَّهِمكُم البعض بأنكم قمتم بإنقلابكم المشئوم فقط من أجل إيقاف مسيرة التقدم الإقتصادي والسياسي والعلائقي الذي أحرزته حكومة حمدوك بالقدر الذي سيحرمكم من (التمتُّع) بالسُلطة ، ومن المؤسف أيضاً أن تُشير أصابع الإتهام في ملف إستيراد المُخدِّرات إلى ذات الدولة وبعض مؤسساتها المنوط بها حماية الشعب من هذا الداء اللعين ، بما يعني يا سيدي الفاضل أنك ربما تستنجد بمَنْ ليس لهُ مصلحة في إنهاء الأمر والقبض على الجاني الحقيقي والدلائل على ذلك عديدة أهمها أن المُخدَّرات في بلادنا (العجيبة والغريبة الأطوار والأحداث) لا يتم تهريبها ولا إدخالها عبر الصحاري والغابات والفيافي الموحشة كما يحدث في كل بلدان العام ، أنها (تُستقبل) عندنا بالأطنان عبر ميناء بورتسودان ومطار الخرطوم الدولي وبعض المطارات العسكرية.