نحن كسودانيين نكثر من التنظير والانتقاد بمعرفة وبدونها، وندعي المعرفة بكل شيء 

 


 

 

تأمُلات

. نحن كسودانيين نكثر من التنظير والانتقاد بمعرفة وبدونها، وندعي المعرفة بكل شيء.


. صحيح أننا شعب مطلع، وكعموميات نفهم في أمور متباينة بخلاف شعوب الكثير من البلدان الذين تجد الواحد منهم غير معني سوى بمجاله فقط.


. ليس هناك مشكلة في أن يكون المرء مطلعاً وواسع المعرفة.


. لكن المشكلة كل المشكلة في أن يعتبر كل منا أياً من المجالات المختلفة مجاله فيفتي فيه ويحدد من يصلح فيه ومن لا يصلح.


. وهذه واحدة من أزمات البلد التي أخرتنا عن ركب شعوب العالم التي يؤمن معظمها بالتخصصية.


. أما عندنا فشخص زي حميدتي يريد أن يكون نائباً لرئيس سيادي هو نفسه لا يفقه في إدارة الدول شيئاً، وآخر مثل مناوي يرغب في أن يحكم إقليماً بحجم دولة، ومهرج ثالث يتوهم أنه ممثل لأهل الوسط.


. إن افترص كل من هؤلاء أنه سياسي ورجل دولة فلا عجب في أن ينصب كل كاتب ومشجع هلالي نفسه خبير تدريب قادر على تحديد النواقص التي يعاني منه مدرب الهلال موتا على وجه الدقة.


. يتعادل الهلال فتجدهم يحتجون على ندرة الأهداف والاستحواذ السلبي.


. يتفوق فريقهم بفارق أهداف كبير فيحدثونك عن ضعف المنافس وعدم تجويد الأداء.


. تقل غلة الأهداف يحتجون على عدم جدوى استحواذ لا يعقبه تسجيل العديد من الأهداف.


. يتكلمون في كل شيء، ويقفون على كل صغيرة وكبيرة، إلا عيبهم الكبير المتمثل في افتراض معرفتهم الدقيقة بمجال ليس مجالهم.


. سمعت وقرأت عن محترفي الهلال الأجانب قبل أن أراهم.


. وقد كثر الحديث آنذاك عن أجاجون بإعتباره نجم التسجيلات الأول.



. لكن ما أن شاهدتهما هو وفيري لدقائق معدودة تأكد لي أننا ما زلنا بعيدين عن اطلاق الأحكام النهائية في مثل هذه الأمور الفنية، لأن فيري يتفوق على أجاجون في أمور شتي.


. صحيح أن أجاجون موهوب وفنان، لكن فيري أفيد للمجموعة وهو لاعب وسط صاحب رؤية عالية ويتمتع بصفات معدومة في ملاعبنا حالياً.


. ومنذ مشاهدتي الأولى لهذا الفتى اقترحت أن يشركه مدربه كظهير في بعض التدريبات لكي يتعود على (قلع) الكرات من المنافسين حتى تكتمل الصورة.


. اما أجاجون فيميل للإستعراض أكثر وإقتناع بعضنا القاطع به يؤكد أن هؤلاء البعض عاطفيين وقديمي فهم للكرة وبالرغم من ذلك يريدون من الإدارة أن تستمع لهم وتقيل أو تبقي على المدرب.


. الهجمة الشرسة على وليد الشعلة في وقت مضى أيضاً أكدت لي اننا نطلق الأحكام دون روية.


. فلا يوجد في السودان اليوم مهاجم بحاسة الشعلة تجاه الشباك.


. حتى الغربال نفسه ليس أفضل من الشعلة في هذه الحاسة وفي دقة التصويب.


. فلماذا يفترض كل كاتب ومشجع هلالي أن على الإدارة أن تستجيب لرغباتهم وتصغي لإقتراحاتهم فتقيل موتا!


. متى نفهم أن لكل رأيه الخاص تجاه أمور ليس من تخصصه ولذلك يمكنه أن يحتفظ بهذا الرأي لنفسه، أو علي الأقل لا يتوقع أن يُستجاب له.


. فمن غير المعقول أن تتخذ إدارة الهلال قراراتها بناءً على مقترحات وآراء العشرات من الكتاب والملايين من المشجعين الزرق.


. هو نحن متين اتفقنا على حدود دنيا فيما يتصل بحكم البلد نفسه لكي نتفق حول موتا أو غيره!


. عشرات المدربين الجيدين مروا على الهلال، لكنهم لم يتمكنوا من تطبيق رؤاهم لأننا جميعاً فلاسفة ونفهم في الكرة أفضل من أكثرهم تأهيلاً وخبرات.


. أتركوا الخبز لخبازه ولو مرة لنرى ما إذا كنا قادرين على تجاوز محطات الفشل وانصرفوا لتشجيع فريقكم دون فلسفة وتنظير.

.


kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء