نحن مع برجماتية الفكرة ولسنا مع صاحبها

 


 

 

كتبت ،خلال الأيام القليلة الماضية ، مقالا ،في هذه الصحيفة، تحت عنوان (نلوم حميدتي واللوم فينا). تناولت فيه ( فكرة) خروج العسكر من المشهد السياسي، والدعوة الي دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية ،كما جاء ذلك في حديث حميدتي الذي أثار عاصفة من الانتقادات دون النظر الي الوجه الآخر من المسألة.
وقد تفاجأت بالكم الهائل من الرسائل التي وصلتني عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبريدي الإلكتروني ،الكثير منها محتجا ومعترضا بالفكرة وصاحبها .
وبطبيعة الحال، لقد تعودنا علي ذلك، فليس بالضرورة أن يعجب الرأي المطروح كل القراء ..بل يسعد الكاتب كثيرا ،لأن في تلك الاعتراضات مؤشرات إيجابية كثيرة أقلها هناك من يقرأ ويتفاعل معك سلبا أو إيجابا ، لا فرق... وكان التركيز علي قائد الدعم السريع وعدم الأخذ بما يطرحه من مبادرات باعتباره هو جزء من المشكلة ان لم يكن المشكلة ذاتها...
وحقيقة ،تسعدني مثل هذه المداخلات والاختلاف حول الشأن العام..فأحيانا كثيرة تكون هذه التعليقات أكثر ثراءا وقيمة عن ما طرح في المقال ذاته.
ونحن مع المؤسس الأول،عبدالله حمدوك، في تبنيه للفلسفة البرجماتية كمنهج للتخطيط والتنفيذ القائم علي المنفعة...فهي فلسفة أداتية، عملية،تهتم بجدوي الأفكار والمقترحات ومدي فائدتها للمجتمع وقابليتها للتطبيق العملي ؛ بمعني أن قيمة الفكرة تكمن في مصداقيتها وفوائدها العملية...فالأفكار تأخذ أهميتها من قيمتها هي بغض النظر عن مصدرها ..وهذا يعني ،ليس بالضرورة الإعلاء من ( صاحب الفكرة) بل الفكرة وحدها من يستحق الاهتمام والإشادة وبنتائجها المحتملة في مجالاتها المقصودة في السياسة او الاقتصاد او التربية أو الأمن والسلم والمجتمع بشكل عام.
من هنا، جاء مقالنا المشار اليه، مركزا علي ماطرحه حميدتي من ( أفكار ) محددة تتمثل في : خروج العسكر من المشهد السياسي والدعوة الي دمج قواته ( الخاصة) في صفوف القوات المسلحة..وفي تقديري هي أفكار ( رائعة) كما يحب أن يصف الأمريكان مثل هذه الحالات.
وبطبيعة الحال ،يجب ألا تشغلنا محاسن أو مساوي الرجل عن مثل هذه الأفكار الايجابية ..بل يجب التركيز علي الفكرة ذاتها حتي لا تضييع معالمها بين المؤيدين والرافضين لها..
وفي اعتقادي لازالت الفكرة المطروحة تمثل مخرجا طيبا لحالة الضياع والتوهان التي يعيش فيها الوطن منذ الانقلاب العسكري الذي حدث في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي..
ركزوا في ( الفكرة ) المطروحة ومدي فائدتها العملية، وتناسوا من قائلها ولو لحين.
د.فراج الشيخ الفزاري

f.4u4f@hotmail.com
/////////////////////////

 

 

آراء