نحن ….من سنصنع السلام

 


 

مجدي إسحق
26 April, 2023

 

من يظن ان هذه الكارثه ستنتهي بهزيمة طرف على الاخر فهو واهم…
طريقها الوحيد للنهاية هو اتفاق للسلام وكلما تأخر هذا الإتفاق سيعني إستمرارا في دمار الوطن ومزيد من الضحايا الأبرياء
ومن يظن أن هذا الاتفاق سيأتي من الأطراف المتصارعه حبا وكرامة فهو حالم….
ومن يظن ان العالم سيفرض السلام وسيدفع تكلفته دون ضغط وعمل منظممن جانبنا…فسيطول إنتظاره..
إن الحل الوحيد
ان نأخذ مستقبلنا بأيدينا ننظم انفسنا ونبدأ معركة السلام ونفرض على المتصارعين أن يسمعوا لنا وللعالم ان يقف معنا
إن القوى المتصارعة لن تسمع لنا حبا وكرامة ولكن ستسمع لنا عندما نزرع في دواخلها بذرة التشكيك في جدوى الحرب خاصة مع إذدياد الضغط النفسي وعدم تحقيق نصر حاسم ومعايشتهم للمعاناة في أنفسهم وفي واقعهم سنجدهم أكثر تقبلا واستماعا عندما نقدم لهم حلا يحفظ لهم حياتهم وكبريائهم …..وسيستمعون لصوت العقل عندما يقدم لهم طريقا للخروج منها بكرامة وسلام…مما سيفتح الباب لإنحياز جزء من فصائلها للإستماع لصوت السلام ودعمه.
إن المبادرات لاتأتي على طبق من ذهب بل تولد من خلال المعاناه وتتطور بالحوار والعنت والعمل الدؤب…هي فرصة تلوح يجب استغلالها والاستفادة منها لتصبح حقيقة نستند عليها وننطلق منها.
إن تصريحات البرهان المستمره بأنهم لايرغبون في السلطة التي تأتي متوافقة مع تصريح المسئول السياسي للدعم السريع بأنهم مستعدون لإيقاف القتال والإحتكام لحكومة مدنيه لمحاسبة من أشعل فتيل الحرب ومارس قتل الأبرياء والنهب والدمار…لا يهمنا هنا مصداقيتهم و دوافعهم ولكن المهم أنه موقف نبني عليه مبادرتنا ونجعل منه معركتنا التي نسعى بكل جهدنا لكي نجعلهم يلتزمون بذلك ونفرضه على قواعدهم ومؤيديهم في نفس الوقت…ولكن كما ذكرنا فإن فرض أي مبادرة لن يأتي بالسلاح ولا بالأماني بل سيعتمد على قوتنا العمل المنظم باستقطاب الدعم العالمي ومعه سيوف المقاطعه والحصار وداخليا بإستمالة شرائح من العسكر بالإستناد على صوت العقل وتأثير ضغط الحرب عليهم.
إن أي مبادرة لن يكتب لها الحياه اذا لم تجد الإجماع الشعبي ووضوح الرؤيه والعمل المنظم لتحقيقها.لذا سنجد إن مرتكزاتها يجب ان تقوم على الاتي
أولا
تجاوز أي خلاف بين أطراف ق ح ت وبين الكتله الديمقراطيه وبناء تحالف جديد للسلام تحت شعار جديد يستند على الوطن اولا
ثانيا
تكوين جسم قيادي بتمثيل من كل جسم لا يتجاوز الاربع او خمسة أفراد مع أهمية وجود أحدهم في الخارج ما أمكن ذلك ليقود العمل والاتصال
ثالثا
رسم مبادرة بسيطة وواضحة المعالم تطالب فيها
(أ).الإبقاف الفوري لإطلاق النار وعدم تحرك كل قوة على موقعها.
(ب).إرسال قوات سلام دوليه للمحافظة على السلام.تحت اشراف حكومة وطنيه
(ج)،قيام حكومة مدنيه للسلام ومعالجة أثار الحرب يتم فيها استقطاب الدعم العالمي لبناء الخراب ….لمدة لاتقل عن أربعة اعوام يتم فيها ايضا قيام مؤتمر دستوري ثم تليها إنتخابات ديمقراطيه.
(د).البدء الفوري في دمج الدعم السريع والحركات المسلحه تحت سلطة الحكومة المدنيه.
(ه).التحقيق في اسباب الحرب مع محاسبة المسئولين عن إشعالها وعن الانتهاكات الانسانيه وعمليات النهب والدمار.
الأعزاء
هذه ليست الأولى لن تكون المبادره الأخيره وليست الأفضل بل لا أشك ان الحوار سيطورها لكن المهم ان تكون هي بداية ولو متواضعة ننطلق منها نعدلها كلها بل ونعيد صياغتها حتى تجد القبول والإجماع الذي من غيره لن نتحرك ولا خطوة للأمام
نعم سنجد كثير من الأصوات المحبطة والمغلفة بالتشاؤم التي لا ترى نورا في نهاية النفق والتي أدمنت الضعف والاستسلام….وسنجد ايضا اصواتا يحاصرها التفاؤل المدمر بأنها أيام وسيأتي الفرج بإنتصار أحدهم وتبخر الآخر في الهواء أو بشارة ستأني من خارج الحدود سيصنعها لنا العالم ونحنا جالسين في مقاعد الإنتظار
لهم جميعا نقول …..
فارقوا مواقعكم
وتعالوا لمواقع الأمل
….فلا أحد سيصنع مستقبلنا غيرنا
ولن يسمع لنا العالم ولن تسمع لنا القوى المتقاتله اذا لم نتوحد في كلمتنا وتنظمنا وكان لنا صوت واحد ورؤية واحده
دعونا نتفق على إننا في وضع كارثي لايحتمل الفرقة والاختلاف يجب ان نعلم انه اما الوطن اولا او لا وطن…..دعونا نتوحد جميعا
لنحمي وطننا من الضياع والإنهيار ودعونا ننظم أنفسنا خلف مبادرة واحده نفرضها على العالم في مسيرات ووقفات احتجاجيه واتصالات ديبلوماسية
فلنغادر مواقع المتفرج الذي يراقب ولايصنع الأحداث …ولنفارق مواقع الدهشه والألم والإحباط فلن نترك الوطن فريسة تحت مؤمرات خفافيش الظلام.
يتمزق ….إنه فرض عين وضريبة للوطن الذي نحب والذي يستحق منا كل جهد وتضحيه….
وإننا إذا توحدنا بإذن الله لقادرين على بناء ماتهدم ونشر نور الحرية والسلام ولو كره المرجفين……..

مجدي إسحق

 

آراء