نعم للنقد الذاتي لا للخلافات الفوقية

 


 

 

كلام الناس
حرصت على متابعة منتدى "حوارات" الإسفيري باستراليا مساء أمس الذي كان بعنوان "في محاولة مقاربة ومقارنة المواثيق المعروضة" وكان من المقرر أن يتحدث فيه وائل محجوب وشاهيناز صالح لكن حالت ظروف صحية دون مشاركة وائل إلا عبر مداخلة مختصرة وكذلك شاهيناز التي جاءت متأخرة وقدمت مداخلة سريعة.
كان المتحدث الرئيسي محمد محمود الذي لم يقدم أي مقاربة او مقارنة بين المواثيق المطروحة إنما استعرض مشروع ميثاق تجمع المهنيين السودانيين وهذا أمر لاغبار عليه لكنه أغفل الحديث عن موضوع المنتدى، ونحن نقدر كل المبادرات المطروحة من مكونات قوى الثورة للخروج من مأزق انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة ونثمن أي خطوة جادة للتوفيق بينها.
إن المطلب العاجل الان توحيد الصفوف لاسقاط الانقلاب الخائن واسترداد عافية الحاضنة السياسية الثورية بكل مكوناتها السياسية والمهنية والمجتمعية خاصة وأن هناك قواسم مشتركة بين كل المبادرات المطروحة التي تتفق جميعها في رفض الانقلاب العسكري وتسليم السلطة للمدنيين، مع وجود بعض الخلافات الثانوية التي يمكن تأجيل حسمها في المؤتمر الدستوري أو المجلس التشريعي الثوري الانتقالي.
إن أخطاء بعض الذين جنحوا للسلم عبر اتفاق جوبا للسلام ينبغي الا تعمم على الجميع خاصة القواعد التي لم تتخلف عن الحراك الثوري في الشارع الذي توحدت إرادته خلف إسقاط انقلاب البرهان وعصبته واسترداد الديمقراطية وتحقيق السلام الشامل العادل وبسط العدالة وسيادة حكم القانون ومحاكمة المجرمين والفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة وتفكيك مخلفات الانقاذ خاصة الذين شاركوا في انقلاب البرهان.
لاداعي للبحث عن تحالف بديل للحاضنة السياسية الثورية بقدر ما تزداد الحاجة لاسترداد عافية هذه الحاضنة التي نجحت مع الجماهير الثائرة في إسقاط سلطة نظام الانقاذ مع أهمية إعمال فضيلة النقد الذاتي وسط كل مكوناتها الحزبية والمهنية والمجتمعية لتقويمها وتلافي أخطاء المرحلة السابقة والانطلاق الفاعل لتحقيق أهداف ثورة ديسمبرالشعبية بلا هيمنة او وصاية أو تسلط.
الرؤية واضحة سواء في شعارات ثورة ديسمبر الأولى "حرية سلام عدالة" وفي الشعارات الحالية "لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية" فهناك إتفاق على ضرورة إسقاط انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة وتسليم السلطة لحكومة مدنية تكمل المشوار وتحقق أهداف وتطلعات المواطنين في الحياة الحرة الكريمة وتهئ الأجواء للانتقال السلمي للسلطة بعيداً عن المعارك الجانبية والخلافات الفوقية التي لاتخدم للوطن ولا المواطنين قضية.

 

آراء