نفس الملامح والشبه
فيصل بسمة
4 January, 2024
4 January, 2024
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
إِنتَ قَايل الدنيا مهدية...
عبارة سمعها كثيرون ، و كانت متداولة في سودان ما بعد الإحتلال البريطاني ، و تقال إذا ظن أو إعتقد القآئل أن جوراً و ظلماً قد وقع...
و قد روت الرواة من الحَبُوبَات و الأجداد أن الجِهَادِيَة (مقاتلي الدولة المهدية) كانوا يسيئون إلى المواطنين في الأسواق و يستفزونوهم و يضطهدونهم ، و ذكروا نقص في المودة بين بعضٍ من مكونات الشعوب السودانية المنتمية إلى غرب السودان (الغَرَّابَة) و قاطني الوسط و الشريط النيلي (ناس دار صباح) ، و ذكروا الجور و الظلم و فظاعات القتل و الإنتهاكات و (كَتلَة المَتَمَّة) أو (كَتلَة ود سعد) و (مجاعة سنة ستة) ، و حينئد كان الخليفة يخاطب الناس من المنبر عن: دولة لا إله إلا الله محمد رسول الله و سنة الجهاد و إقامة شرع الله!!!...
و قد ذكر الرواة أن الناس قد ضجرت و سئمت من جور و ظلم الدولة المهدية و ممارسات الجهادية ، و أنهم لم يترددوا في معاونة الجيوش البريطانيه الغازية التي قدمت من مصر للقضآء على الدولة المهدية ، و أن الناس لم تأسف على مقتل خليفة المهدي عبدالله التعايشي و صحبه و هم جلوس على الفروة!!!...
و حديثاً فقد روت الرواة و سجلت تقنية المعلومات و الأجهزة الإلكترونية الذكية و الوسآئط الإجتماعية مشاهد معاصرة توثق جميع الإنتهاكات ضد الثوار و جموع الشعوب السودانية من قِبَل: مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) و القوات النظامية المأتمرة بإمرة اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكِيزَان) و كتآئب الظل الكِيزَانِيَة إبان الفترة التي أعقبت خلع الطاغية البشير ، و كيف أن الجنود يتعمدون إسآءة و إستفزاز الثوار ، يُسَفِّهُون أحلامهم و يُقَتِّلُونَهم ، و قد سجلت إرتفاعات ملحوظة في الخطاب العنصري/الجهوي المتبادل بين مكونات الشعوب السودانية ، و قد رصدت تفاصيل الإنتهاكات و كَتلَات: (القيادة العامة) و (كولومبيا) و (بيوت الأشباح) و (خميس أبكر) و (نيالا) و (الجنينة) و (أم دَافُوق) و (العاصمة المثلثة) و (البَاقِير) و (مدني) و (الجزيرة) و ... و ... و ... ، و كيف أنها كانت تتم تحت صيحات التهليل و التكبير ، و حينئذ كان القادة العسكريون المتعددون (كَتَّالِين الكُتَلَة) يخاطبون الجنود و المواطنين عن: الأمور الربانية و الدولة المدنية و الديمقراطية و الحرية و العدالة و السلام و محاربة العلمانيين و خونة الوطن و العملآء الذين يسعون إلى الفتنة و تمزيق الوطن!!!...
و قد تبدل الحال في بلاد السودان و تغيرت الموازين ، و تفشى الجور و الظلم ، و تجاوزت الأمور حدود المعقول ، و هَاصَت و جَاطَت حتى قالت الناس:
الدنيا بِقَت كِيزَانِيَة جَنجِوِيدِيَة...
و قد قيل أن المضطرَ يفتشُ الرَّايحَة في خَشم التمساح و في رواية أخرى مؤخرة البقرة!!! ، و الشاهد هو أن البحث عن السلام و الأمن و الإستقرار في بلاد السودان قد يقود الزول السوداني و يضطره إلى عناق و مُقَادَلَة:
الزُّول القَمَعُو...
الزول النَّهَبُو...
الزول السارق دهبو...
الزول الضَّبَحُو...
الزول الوَاقَعَ بِتُّو و مَرَتُو...
الزول الكَاتِل وَلَدُو...
الزول الخَرَّب بلدو...
و قد وثقت و رصدت المصادر جماعات من السودانيين في بدل أنيقة يتبادلون (السلام) و التحيات و بصورة حميمية فيها العناق و المَقَالَدَة و الإبتسامات مع قآئد المليشيات التي إرتكبت الإنتهاكات و الفظاعات ، يتفاوضون معه حول: وقف الحرب و (مطر الحَصُو) و تفكيك الجيش و دولة ستة و خمسين (٥٦) و تأسيس دولة/دويلات الأمن و الحرية و الديمقراطية و السلام و العدالة!!!...
الخاتمة:
و قد ذكرت الرواة و المحدثون و آخرون أن الجيوش الغازية في طريقها إلى تقسيم بلاد السودان بما يوافق خارطة المنطقة الجديدة و ينسجم مع النظام العالمي الجديد ، و أن القوات الغازية هذه المرة لن تقتل الخليفة الجالس على فروته ، لكنها سوف تفاوض الأمير العآئد من البرزخ (البَعَاتِي) و صاحبه المرابط (اللَّابِد) في الثغر!!!...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
إِنتَ قَايل الدنيا مهدية...
عبارة سمعها كثيرون ، و كانت متداولة في سودان ما بعد الإحتلال البريطاني ، و تقال إذا ظن أو إعتقد القآئل أن جوراً و ظلماً قد وقع...
و قد روت الرواة من الحَبُوبَات و الأجداد أن الجِهَادِيَة (مقاتلي الدولة المهدية) كانوا يسيئون إلى المواطنين في الأسواق و يستفزونوهم و يضطهدونهم ، و ذكروا نقص في المودة بين بعضٍ من مكونات الشعوب السودانية المنتمية إلى غرب السودان (الغَرَّابَة) و قاطني الوسط و الشريط النيلي (ناس دار صباح) ، و ذكروا الجور و الظلم و فظاعات القتل و الإنتهاكات و (كَتلَة المَتَمَّة) أو (كَتلَة ود سعد) و (مجاعة سنة ستة) ، و حينئد كان الخليفة يخاطب الناس من المنبر عن: دولة لا إله إلا الله محمد رسول الله و سنة الجهاد و إقامة شرع الله!!!...
و قد ذكر الرواة أن الناس قد ضجرت و سئمت من جور و ظلم الدولة المهدية و ممارسات الجهادية ، و أنهم لم يترددوا في معاونة الجيوش البريطانيه الغازية التي قدمت من مصر للقضآء على الدولة المهدية ، و أن الناس لم تأسف على مقتل خليفة المهدي عبدالله التعايشي و صحبه و هم جلوس على الفروة!!!...
و حديثاً فقد روت الرواة و سجلت تقنية المعلومات و الأجهزة الإلكترونية الذكية و الوسآئط الإجتماعية مشاهد معاصرة توثق جميع الإنتهاكات ضد الثوار و جموع الشعوب السودانية من قِبَل: مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) و القوات النظامية المأتمرة بإمرة اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكِيزَان) و كتآئب الظل الكِيزَانِيَة إبان الفترة التي أعقبت خلع الطاغية البشير ، و كيف أن الجنود يتعمدون إسآءة و إستفزاز الثوار ، يُسَفِّهُون أحلامهم و يُقَتِّلُونَهم ، و قد سجلت إرتفاعات ملحوظة في الخطاب العنصري/الجهوي المتبادل بين مكونات الشعوب السودانية ، و قد رصدت تفاصيل الإنتهاكات و كَتلَات: (القيادة العامة) و (كولومبيا) و (بيوت الأشباح) و (خميس أبكر) و (نيالا) و (الجنينة) و (أم دَافُوق) و (العاصمة المثلثة) و (البَاقِير) و (مدني) و (الجزيرة) و ... و ... و ... ، و كيف أنها كانت تتم تحت صيحات التهليل و التكبير ، و حينئذ كان القادة العسكريون المتعددون (كَتَّالِين الكُتَلَة) يخاطبون الجنود و المواطنين عن: الأمور الربانية و الدولة المدنية و الديمقراطية و الحرية و العدالة و السلام و محاربة العلمانيين و خونة الوطن و العملآء الذين يسعون إلى الفتنة و تمزيق الوطن!!!...
و قد تبدل الحال في بلاد السودان و تغيرت الموازين ، و تفشى الجور و الظلم ، و تجاوزت الأمور حدود المعقول ، و هَاصَت و جَاطَت حتى قالت الناس:
الدنيا بِقَت كِيزَانِيَة جَنجِوِيدِيَة...
و قد قيل أن المضطرَ يفتشُ الرَّايحَة في خَشم التمساح و في رواية أخرى مؤخرة البقرة!!! ، و الشاهد هو أن البحث عن السلام و الأمن و الإستقرار في بلاد السودان قد يقود الزول السوداني و يضطره إلى عناق و مُقَادَلَة:
الزُّول القَمَعُو...
الزول النَّهَبُو...
الزول السارق دهبو...
الزول الضَّبَحُو...
الزول الوَاقَعَ بِتُّو و مَرَتُو...
الزول الكَاتِل وَلَدُو...
الزول الخَرَّب بلدو...
و قد وثقت و رصدت المصادر جماعات من السودانيين في بدل أنيقة يتبادلون (السلام) و التحيات و بصورة حميمية فيها العناق و المَقَالَدَة و الإبتسامات مع قآئد المليشيات التي إرتكبت الإنتهاكات و الفظاعات ، يتفاوضون معه حول: وقف الحرب و (مطر الحَصُو) و تفكيك الجيش و دولة ستة و خمسين (٥٦) و تأسيس دولة/دويلات الأمن و الحرية و الديمقراطية و السلام و العدالة!!!...
الخاتمة:
و قد ذكرت الرواة و المحدثون و آخرون أن الجيوش الغازية في طريقها إلى تقسيم بلاد السودان بما يوافق خارطة المنطقة الجديدة و ينسجم مع النظام العالمي الجديد ، و أن القوات الغازية هذه المرة لن تقتل الخليفة الجالس على فروته ، لكنها سوف تفاوض الأمير العآئد من البرزخ (البَعَاتِي) و صاحبه المرابط (اللَّابِد) في الثغر!!!...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com