نودّع شهداءنا ونتجه إلى الشمس !!

 


 

 

السودان سيخرج من هذا الرماد ويعود بوجهه الناصع الذي نعرفه ويعرفه الناس..وإلى محياه الجميل وعنقه الأصيد ويحلق مثل طائر الفينيق بعيداً عن مواقع الرمم.. وسيطوي جراحه ويطرد رائحة الموت والخراب بإرادة شعبه وأبنائه..هذه سنة الله في أزله.. سيندحر المخربون ولن ترى لهم من باقية ومكر الظالمين هو يبور ..هذه ارض الله وسيرثها الصالحون الأحرار..!!
نعم نحن لا نحلق بجناح الأماني ولكننا واثقون بإحقاق الحق..فالذي حدث في بلادنا أكبر من كل ما كان يمكن أن يطوف بالخيال..ولكنه حدث..!! وسنحتاج إلى وقفة كبرى ليس من اجل التلاوم..فالذي حدث لا يمكن علاجه بالتلاوم ولعل الله يهيئ لنا أن نخرج مما حدث بأن ندرك بأننا نحتاج إلى بداية جديدة هي العمل على بناء الدولة من القواعد حتى نستطيع أن نقول أننا دولة..! فما حدث قد كشف لنا الكثير مما كنا نتعامى عنه أو مما كان يختفي خلفنا ويتعامى علينا..نحن نحتاج إلى بناء دولة بمعنى دولة (من أول وجديد) حتى يكون لدينا جيش وفق ما تتطلبه الدولة من جيشها.. وأن تكون لنا شرطة وفق ما يتطلب الأمر من شرطة الدولة..وأن يكون لدينا خدمة مدنية كما يتطلب الأمر ..وأن يكون لدينا قضاء ونيابة كما يتطلب الأمر من القضاء والنيابة..وأن يكون لنا تعليم كما يتطلب الأمر..وأن يكون لنا أحزاب كما يتطلب الأمر من وجود الأحزاب وهلمجرا..يجب أن نتواضع على ذلك.. وألا تأخذنا العزة بالإثم ..!
كنا نوشك أن نقول يجب أن نكون لنا مواطنين يحبون للوطن كما ينبغي..ولكننا عندما ننظر لشباب المقاومة وبنات السودان وأطفاله وشهدائنا الأبرار الذين أشعلوا الثورة وحرسوها لأربعة أعوام ولا يزالون.. فنحن نبلع كلماتنا ونقول السودان بخير الوطن بخير والمستقبل ينبئ بخير كثير..!
ولا يهولنك ما جرى من أحداث بين فريقين من أصحاب البنادق احرقوا البلاد من اجل طموحاتهم الشخصية..فقد كان ضحايا هذه المواجهات هم أبناء الوطن وبناته داخل بيوتهم..وما نقوله لا يحتاج منا إلى تفصيل هنا وهناك عن المعارك التي تدور بالقصد بين المدنيين وهم وقودها وليس المتعاركين..ولا نريد أن نتحدث عن قصف مركبات الذين يريدون الخروج من دائرة المعارك وعن قصف البيوت إلى آخر هذه الأحداث المؤلمة الأليمة المُفجعة..!
خالص العزاء لمن حدثتني بالأمس فجراً هنا في الاغتراب عن وفاة والدها بشظية وهو في طريقة فقط من البيت إلي الدكان ليجلب شيئاً من إقامة أود لأخواتها وإخوانها...وهي طبعاً لا تستطيع وداعه ولا حضور جنازته ولا تدري أين تم دفنه..وهذه الحالة مثلها مئات الحالات مما شج الأفئدة ودفع بآخرين من أهاليهم إلى موت الحسرة وانفطار الفؤاد..بعد موت الشظية والدانة والقنبلة والمدفع..!
هذا وقت التعالي على الصغائر..ولكن يجب ألا ننسى لاحقاً ان هناك من حرضوا على هذه الحرب وهاجموا بضراوة كل من يطالب بإيقافها بل حرضوا على قتله..لقد طالبوا صراحة بقتل المواطنين ودك المدن على ساكنيها..ومن هؤلاء على سبيل المثال وعلى سبيل نماذج الشر إعلاميون ومولانات مثل عبد الحي يوسف الذي طالب بقتل الناس قبل انتباه المجتمع الدولي..والطاهر حسن التوم الذي قال ما معناه بأن ما يحدث من معارك داخل المدن ليس مشكلة بالمقارنة مع سوريا التي قال إنه يعرف ما حصل فيها ولا داعي للأسف على موت الناس من اجل عودة الاخونجية وعودته إلى قناته التلفزيونية..!
ما حدث حدث لأن البلاد كان في أعلى مراتب قيادتها بعد الانقلاب مثل هذه النماذج التي ما كان يمكن أن ينتهي أمرنا معها إلا إلى هذه الفاجعة التي وقعت...!
السودان سيخرج من هذا الرماد ويعود بوجهه الناصع الذي نعرفه ويعرفه الناس..وإلى محياه الجميل وعنقه الأصيد ويحلق مثل طائر الفينيق بعيداً عن مواقع الرمم وسيطوي جراحه ويطرد رائحة الموت والخراب بإرادة شعبه وأبنائه..هذه سنة الله في أزله وسيندحر المخربون ولن ترى لهم من باقية ومكر الظالمين هو يبور ..هذه ارض الله وسيرثها الصالحون الأحرار ..جفّت الأقلام وطويت الصحف..!!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء