نِعمَ الصَدِيق
هُوَّ الوَفِيُّ ... هُوَّ النَّظِيف
هُوَّ الصَّفِيُّ ... هُوَّ العَفِيف
هَذا فُلَان
قَد جَاءَ لِلدُّنيَا بِملعَقِةِ الذَّهب
وهانَحن ذا وَقد كَتَبُوا عَلى صَحَائفِنَا التَعب
نِعمَ الصَدِيق
هُوَّ الوَفِيُّ ... هُوَّ النَّظِيف
هُوَّ الصَّفِيُّ ... هُوَّ العَفِيف
هِي الحيَاةُ... كَكُرَةِ القَدَم
نَعمِ الحَيَاةُ... مُنذُ القِدَم
تَعطِي هُنَا وبلا سبب
وتَحرُم هَا هُنَاكَ فَلا عَجب
قَابَلتُهُ فَبَادَلَنِي الأدَب
صِرنَا أحبَّة ...
فَمَا السَّبَب؟
أهُو العِنَب؟
أم أنَّه لَعِبُ الصَّخب؟
نِعمَ الصَدِيق
هُوَّ الوَفِيُّ ... هُوَّ النَّظِيف
هُوَّ الصَّفِيُّ ... هُوَّ العَفِيف
قَالَ مِن كِبَار القَومِ مِن أشرافِهِ
مِن شُيوخِ الاعتِبَارِ مِن أسلافِهِ
مِن سُلَالَاتِ المُلوك
وَلا سُلوك؟
نِعمَ الصَدِيق
هُوَّ الوَفِيُّ ... هُوَّ النَّظِيف
هُوَّ الصَّفِيُّ ... هُوَّ العَفِيف
مَن يَطلُبُ الأصحابَ فِي التَّوِ، وَفِي لَمحِ البَصر؟ مَن؟
مَن يَسألُ الإخُوانَ طِوالَ سَاعَاتِ السّمَر؟ مَن؟
مَن يَنشُدُ العَونَ لتَسيِير تُرُهَاتِ السَّفَر؟ مَن؟
مَن يَطلُبُ النَّجدةَ بِساعاتِ الكَدَر؟ مَن؟
أهُوَ الذي لَا يَستَجِيب؟
ولَا لِسَائِلِهِ يُجِيب؟
شيءٌ عَجِيب!
فِي شَأنِهِ دَومَا نَجِيب!
وَفِي شُؤونِ الآخرِينَ ... طُز ... فَلا مُجِيب؟
أَهُوَ الصَّدِيق؟
لَا، لا يَا أخُوتِي!
نِعمَ الصَدِيق
هُوَّ الوَفِيُّ ... هُوَّ النَّظِيف
هُوَّ الصَّفِيُّ ... هُوَّ العَفِيف
نَعَم أقُول
حِينٌ عَلَيكَ ومَرَّاتٌ علَيّ
وَلَا عُدُول!
بِتَبَادُلٍ ... بِتَجَانُسٍ ... بِتصادُقٍ مِن مُقلَتَيّ
بَتَسَامُحٍ ... بَتَوَافُقٍ ... بِتَعَامُلٍ رُغماً عَليّ
لَا تَندَهش أن تَستَفِذَ وتَنحَسِر
ويَذهَبُ مَن بِبَابِكَ يَنتظِر
وَيبعُدُ عَنكُمُ الأحبابُ وَتَستَتِر
وَفِي النهايَة تَنهَجِر
هَذَا عِتَاب، نَعَم عِتَابٌ مُستَعِر
لَا تَندَهِش
أن تَبعُدَ الأصحابُ مِنكَ فتَفتَقِر
لِكُلِّ كَلِماتِ الوَفَاء
وتَندَثِر
لِكُلِّ لَمَسَاتِ النَّقَاء
وَتَعتَذِر
لِكُلِّ لَحظاتِ الصَّفَاء
وَنَقتَصِر
لِكلِّ جَلَسَات الهَواءِ الطَلقِ تَحتَ أبوَابِ السَّمَاء
لِتَعتَبِر
فوُدُّ النَّاسِ يَومًا يَنكَسِر
لَا تَندَهش
أن تَستَفِذَ وَيَستَمِر
لَحنُ الجَفَاء
وَتُوصَدُ الأبوَابُ دُونَكَ فَتَنزَجِر
ولَا نِدَاء
وَيتَلَاشَى سَبِيلُ الحظِّ عَنكَ وَيَندثِر
خَلَفَ أموَاجِ العِوَاء
مَع البَلاء
يَا صَاحِبِي، يَااااا صاحبي!
أينَ الصَّداقِةُ والإخَاء؟
أينَ الرُّجُولَةُ والوَفَاء؟
أصارَت كُلُها قِيمٌ سَوَاء؟
يَا مُنيَتِي ذَهَبَ الصَّدِيق
فَلا سَلامٌ ... ولَا خُواء
هَذا رِثاء
لِمَن اصطفى قلبي
وكَم أهدَيتُهُ وُدِّي
وَتَركتُهُ
فَنَادَته السَّمَاء
نِعَمَ الصَدِيقَ
هُوَّ الوَفِيُّ ... هُوَّ النَّظِيف
هُوَّ الصَّفِيُّ ... هُوَّ العَفِيف
كونستانس الموافق ١٠/١/٢٠١٩
Mohamed@Badawi.de